تتحضر بشري في يوم 27 آب لانتخابات لجنة جبران خليل جبران بجوّ من المنافسة الديمقراطية بين لائحتين، الأولى برئاسة فادي رحمة، تحت عنوان نحو المئوية الثانية... ليبقى جبران"، والثانية غير مكتملة مؤلفة من 9 أعضاء، من النسيج البشرّاوي الشاب، لا رئيس لهم حالياً، بانتظار الانتهاء من الانتخابات للاتفاق عندها على رئيس من بينهم إذا كان النجاح حليفهم. مع الإشارة إلى أنّ عدد أعضاء اللائحة يجب ألّا يقلّ عن 8 أشخاص، يمثلون العائلات الـ7 الكبرى وواحد يمثل الأقليات.
تجري الانتخابات بعد عقبات واجهت لجنة جبران خليل جبران في المعركة الانتخابية الأولى اذا صحّت تسميتها، التي أودت باللجنة إلى القضاء، بعدما عمد عددٌ إلى الترشح في اليوم الأخير من الترشيح، بملفات وترشيحات غير مكتملة، فقررت اللجنة رفض طلباتهم، فعمدوا إلى تقديم طعن أمام القاضي المنفرد في طرابلس بقرار اللجنة. وعلى إثر الطعن، جمّد القاضي قرار اللجنة إلى حين البتّ بوقائعه المادية. عندها، وتفادياً للدخول في نزاع قضائي، قرّرت لجنة جبران خليل جبران إلغاء قرارها والدعوة لانتخابات جديدة.
من هنا، وقياساً بالمرحلة السابقة، تجري المنافسة بديمقراطية وهدوء، ووفق القانون الجديد، الذي يعطي كل فرد في بشري حق الانتخاب على خلاف القانون القديم، حيث كان يتمّ اختيار مندوبَين اثنين عن كلّ عائلة من عائلات بشرّي السبع الكبار وآخر يمثل الأقليات، فينتخبون اللجنة المؤلفة من 15 عضواً، والذين بدورهم ينتخبون الرئيس.
الهدف من الترشّح
يقول فادي رحمة، رئيس لائحة "نحو المئوية الثانية... ليبقى جبران"، إنّه يتحدّر من بيت جبراني، ووالده كان رئيساً سابقاً للجنة جبران خليل جبران، وهذا ما دفعه إلى الترشّح والرغبة في خدمة لجنة جبران خليل جبران.
دور اللجنة
للجنة جبران خليل جبران دور في نشر الثقافة. ويقول رحمة: "الميزة الأساسية للبنان هي اقتصاد المعرفة، وقوامه الثقافة والعلم، وجبران خليل جبران جزء أساسي من تطوير الفكر في لبنان وتحضير الشباب اللبناني لاقتصاد المستقبل الذي هو مزيج من الاقتصاد الرقمي، واقتصاد المعرفة"، معتبراً أنّ إحياء المؤسسات الفكرية يشكّل مساهمة بالخير العام، وبالاقتصاد والنهضة".
وفي ما خصّ برنامج العمل، يقوم على مستويات عدّة، بدءاً بالتحديات المالية التي تواجه اللجنة، حيث سيتركز العمل على استحداث مداخيل ومتابعة مدّخرات اللجنة وإيجاد موارد لكي تلعب دورها الخيري والاجتماعي. فلجنة جبران هي الوصي على تنفيذ وصية جبران خليل جبران الذي يدعو إلى مساعدة الفقراء والمعوزين.
وسيتمّ التركيز على الأخطار على المدى المتوسط، ومنها ما يتعلق بفكر جبران وترويجه ضمن المؤسسات الفكرية والأكاديمية والجامعات والمدارس للمحافظة على تراث جبران، إضافة إلى استحداث اتفاقيات جديدة مع مؤسسات أكاديمية وفنية في لبنان والعالم (متاحف عالمية، معارض، أو إعادة إنشاء كرسي لجبران في أكثر من جامعة لبنانية أو خارج لبنان)، والتركيز على عنصر الشباب كعنصر يحمل أمانة وفكر جبران خليل جبران.
وفي أجندة رحمة سيكون هناك عمل، على استحداث ما سمّاها "تجربة مميزة في المتحف"، والعمل على تحديث المؤسسات الأخرى، كمعهد الموسيقى ومكتبة جبران وغيره، إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية في العمل الثقافي والإداري ضمن المتحف، وبالتالي، هناك نيّة لتنمية المؤسسات الموجودة واستحداث أخرى وفق سياسة التنمية المستدامة التي تخدم المجتمع والإنسان فيه.
وباختصار، يعمل رحمة على تأمين استدامة الموارد لتفادي الوقوع مجدّداً في أيّ عجز في المستقبل. والاستدامة بالتواصل مع المجتمع، من خلال خدمات، أو التواصل مع القوى الأكاديمية لنشر الفكر. من هنا، يلحظ البرنامج عناصر مهمة لمواجهة التحديات على المدى المتوسط، أبرزها مواجهة ترهّل المعرفة حول فكر جبران.
اللائحة
أتى تأليف لائحة "نحو المئوية الثانية" بحسب مقتضيات المهمة والأهداف، فتميّزت أولاً بوجود 4 نساء فيها، وقد تمّ تقسيمها ثانياً إلى 3 قطاعات عمرية، الفئة الأولى مؤلفة من 4 أشخاص من 25 إلى 30 سنة، الفئة الثانية مؤلفة من 4 أشخاص من 40 إلى 60 سنة، والفئة الثالثة مؤلفة من 7 أشخاص بين 30 و40 سنة.
وإضافة إلى العامل الجندري، والفئات العمرية، تمّ احتساب الخبرة المهنية والتقنية والفنية. فمسؤوليتنا تتعدّى نشر المعرفة الشعرية أو الثقافية، بل هناك تركيز على إدارة المؤسسات بطريقة وأسلوب جيّدَين، ونشر هذه الثقافة والمعرفة كالتركيز على التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية والتطور الرقمي، كما قال رحمة.
المحافظة على إرث الكاتب العظيم، هي مسؤولية كلّ لبناني ومغترب، وكلّ شخص في بشرّي والجوار، من هنا، تداعى مجموعة من شباب بشرّي، وهم يشدّدون على استقلاليتهم عن أيّ خلفية سياسية، على تأليف لائحة من 9 مرشحين، وهي لائحة "كاملة رحمة"، تخليداً لوالدة جبران خليل جبران، وللتضحيات التي قامت بها، خصوصاً أنّها طبعت في حياة جبران، وأوّل من آمن به. وعندما كان الناس جميعاً يعتبرونه مجنوناً، كانت تؤازره وتقول له لم تأتِ الساعة بعد ليتعرّف عليك الناس وعلى ما تكتب.
ولشدّة تأثّره بوالدته، قال جبران خليل جبران جملته الشهيرة: "تبقى البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم".
لائحة "كاملة رحمة"، هي أيضاً نتاج المجتمع البشرّاوي الضنين على فكر جبران وفنّه وأفكاره. لذلك، هي لائحة من أصحاب الخبرة، ومن الخلفيات السياسية كافة، وتتألف كما قلنا من 9 أشخاص تمثل العائلات الكبرى في بشرّي، إلّا الأقليات، التي لا يعتبرها أصحاب اللائحة أنّها تُشكّل عامل ضعف للائحة، فيقولون "عندها يُنتخب ممثّل الأقليات من اللائحة الأخرى".
في رأي مرشحي اللائحة، لجنة جبران هي لجنة ثقافية هدفها الحفاظ على إرث جبران الماليّ والمعنويّ، ولا مكان للسياسة فيها. وهم مجموعة من الشباب لديها أهداف جبران، بمعنى طرح أفكاره والحفاظ عليها عبر العمل على تفعيل حضوره في لبنان، في الصروح العلمية والمدارس المحلية، وإقامة الندوات والمحاضرات لكافة الأعمار، لأنّ جبران خليل جبران لكلّ الفئات العمرية.
وفي سياق البرنامج، هناك عمل سيتركّز على زيادة مردود اللجنة وتأمين واردات للمحافظة على استمرارية المتحف.
تطوير المتحف بشكل يستقبل كلّ الناس والجنسيات.
السعي إلى تحديد يوم وطني لجبران. لأنّه على الصعيد المعنوي، هو الشخص الأهمّ في لبنان والعالم.
هذا إضافة إلى تقوية المعهد الموسيقي لجبران بدءاً من بشرّي إلى كلّ لبنان. وتطوير المكتبة. والاستفادة من اللجنة في تفعيل الأعمال الفنية في بشرّي، كأعمال النحت وغيرها من الفنون.
ويحرص المرشّحون على التأكيد باستمرار على ألّا أجندة ولا أهداف سياسية لهم، هم مجموعة مستقلّة من الشباب، تريد أن تنأى باللجنة عن التبعية السياسية، وتهدف لأن تكون اللجنة متنوّعة.
اللائحتان المتنافستان:
لائحة "نحو المئوية الثانية... ليبقى جبران": فادي جوزيف حكيم رحمه، جيسّي شربل رحمه، ديب حبيب طوق، هادي وهيب طوق، شربل يوسف كيروز، راما أنطونيوس كيروز، راشيل بسّام ملحم (جعجع)، روني سمير إبراهيم (جعجع)، إيليسا أنطوان شدياق، شربل أكرم شدياق، طوني جرجس سكّر، طوني جميل سكّر، كريستيل فيكتور فخري، شربل سامي فخري، جوني جرجس العنداري.
لائحة "كاملة رحمة": رندا الشدياق، نصري طوق، إيلي كيروز، هبة طوق، شربل الشلفة رحمة، ميريام جعجع، دانيال الشويري، سمير سكّر، نجيب الفخري.