أحمد منتش
في مناسبة إدراج كنيسة السيدة في بلدة لبعا قضاء جزين، نظّم رئيس بلدية لبعا، نائب رئيس اتّحاد بلديات قضاء جزين فادي رومانوس، بالتعاون مع موقع ASSOCIATION AVEC EXPAT يوماً سياحيّاً لعدد من ممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة محلياً وعربياً ودولياً، للقيام بجولة في رحاب البلدة، واستكشاف معالمها الدينية والتراثية والبيئية والإنتاجية، لاسيّما بعد إدراج كنيستها سيدة لبعا الأثرية على خارطة المواقع السياحية الدينية، بناءً على قرار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار الذي أصدره في 8 آب الحاليّ، وهي المعلم الدينيّ الثالث الذي أُدرج على الخارطة بعد مزار سيدة المنطرة في مغدوشة، ومزار مار يوحنا المعمدان في كرخا قضاء جزين.
أولى محطات الجولة لدى وصول الوفد الإعلاميّ كانت في مركز كاريتاس (بيت جورجيت وحنا رومانوس) لذوي الاحتياجات الخاصّة في الشواليق، حيث كان في استقبالهم رئيس البلدية رومانوس ورئيس المدرسة الأب جهاد فرنسيس، الذي شرح بعد ترحيبه بالحضور، عن دور المركز والمدرسة في تنشئة ذوي الاحتياجات الخاصّة.
ثمّ كانت كنيسة سيدة لبعا المقصد التالي لرومانوس وزائريه الذين غصّت بهم ساحتها، في حضور كاهن رعيّة لبعا المونسنيور الياس الأسمر ممثّلاً راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمّار.
وأشار رومانوس في كلمة بالمناسبة: "الكلّ يعلم أنّ منطقة جزين فيها الكثير من المعالم السياحيّة، بدءاً من دير مشموشي إلى كنيسة كفرجرّة حتّى مار يوحنا في كرخا وكنيسة بسري العجائبية".
أضاف: "رغم معاناة هذه المنطقة أيام الاحتلال الإسرائيليّ بسبب كونها خطّ تماس، إلّا أنّ إرادة العودة إلى بلدتنا للعيش والبقاء فيها كانت الأقوى، لأنّنا نعتبرها أرضاً مقدّسة بعدما وطَأَتها أقدام السيد المسيح خلال زيارته مدينتَي صيدا وصور، والتي كانت بمثابة رسالة لنا لنرسّخ جذورنا في هذه البلدة عبر وضع كلّ إمكاناتنا في إنشاء مشاريع استثمارية تشجّع وتساند أهلنا على البقاء والاستمرار، وعلى سبيل المثال، والدتي من صيدا ووالدي من لبعا، لذلك، وانطلاقاً من إيماننا بوجودنا على هذه الأرض، نعمل على تحسين وتطوير كلّ ما من شأنه تدعيم بقائنا".
وشكر رومانوس في الختام وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري الذي "لم يستطع مشاركتنا هذا اليوم بسبب وفاة عمّته، مع تقديم عزائنا إلى معاليه، وشكرنا الكبير لراعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمّار ووزير السياحة وليد نصار على قراره وضع كنيسة سيدة لبعا ضمن خارطة المواقع السياحية في لبنان وفي أوروبا"، كما شكر جميع الإعلاميين لتلبيتهم دعوته للتعرّف على الأماكن السياحية، ليس فقط في لبعا بل في كلّ منطقة جزين.
وتحدّث المونسنيور الأسمر وعرض نبذة تاريخية عن الكنيسة، فقال: "تمّ بناؤها بحسب ما خُطّ على عتبتها في العام 1885، وكان زارها المطران يوحنا الحلو الذي كان نائباً بطريركياً على أبرشية صور وصيدا سابقاً سنة 1805، ولكن الوجود المسيحيّ في هذه المنطقة يعود إلى سنة 1732 وما قبل، لأنّه وبحسب سجلّات المدرسة المارونية في روما سنة 1732، هناك ثلاثة طلّاب أُرسلوا من هذه البلدة وهم نقولا شلهوب، ومخايل شلهوب وبولس شلهوب المعوش. وبعدها طلب المجمع اللبنانيّ في عام 1736 أن تكون هناك كنائس في كلّ أقاليم الأبرشيات، خاصّة في أبرشيّة صور وصيدا".
أضاف: "لقاؤنا السياحيّ اليوم في مناسبة إدراج كنيسة سيدة لبعا على الخارطة السياحة الدينية في لبنان والعالم، وبالطبع هذا الحدث السياحيّ كان بهمّة المطران مارون العمّار بالتنسيق مع رئيس البلدية فادي رومانوس وجهود وزير السياحة وليد نصّار"، وختم الأسمر: "لبعا هي بلدتكم وستبقى ملتقى بين مدينتَي صيدا وجزين اللتين تكمّلان بعضهما بعضاً، فجزّين مصيف لأهالي صيدا، ومدينة صيدا ملاذاً لأهالي جزين في الشتاء.
واستكمل بعدها الجمع الإعلاميّ مع رومانوس الجولة بزيارة دير الراهبات في البلدة، فمركز البلدية حيث معمل الصابون، ثمّ معصرة الزيت بجزأيها القديم والجديد، المتوارثة من الأجداد إلى الأبناء.
وتخلّل الجولة زرع شتول بأسماء الإعلاميّين في حديقة محميّة المطران إبراهيم إبراهيم في البلدة.