النهار

اختتام برنامج "عزم الشباب 2"... طاقات شبابية ومهارات في صناعة القرار والتغيير
فرح نصور
المصدر: "النهار"
اختتام برنامج "عزم الشباب 2"... طاقات شبابية ومهارات في صناعة القرار والتغيير
خلال اختتام برنامج "عزم الشباب2".
A+   A-
 أقيم الحفل الختاميّ لمشروع "عزم الشباب2" المموَّل من الاتحاد الأوروبي، والمنفّذ بجهود اتحاد المنظمات غير الحكومية، بمشاركة جمعيّات: UTOPIA وDPNA وGAME وWorld Vision، التي تقود الاتحاد.
 
استهدف البرنامج، الذي امتدّ لـ3 سنوات، تمكين الشباب من خلال تطوير قدراتهم، وتزويدهم بالأدوات، ليُصبحوا قادة رأي، وصنّاع تغيير، ومواطنين فاعلين، ومشاركين في مجتمعاتهم، وصولاً إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي ودعم التنمية المحليّة.
 
اختير أعضاء اللجان الشبابية على أساس معايير، مثل الخبرة في العمل المجتمعي أو العمل التطوعي، أو الاهتمام بمساعدة المجتمع، أو التوازن في العمر والنوع الاجتماعي والجنسيّة.
 
شمل المشروع 27 بلدة في جميع أنحاء لبنان، من جبل لبنان والبقاع حتى محافظتي الشمال والجنوب. وتمّ تأهيل وتدريب 17 لجنة شبابية، وتطوير خطط عمل خاصّة بها، ليكون أعضاؤها قادرين على التأثير بشكل إيجابي في مجتمعاتهم، بناءً على الاحتياجات والتحدّيات المحدّدة.
أنشئت هذه اللجان في 30 منطقة لبنانية، هي: عاليه والشويفات وسن الفيل وفرن الشباك وأرصون ومكسة ورأس بعلبك وطرابلس والقلمون وسير والبداوي ودوريس والهرمل وصيدا وبرجا وبقسطا والمغيرية.
 
شمل تدريب الشباب إجراء تقييم لاحتياجاتهم، وتنفيذ مشاريع مصمَّمة لهم وذات تأثير سريع، واعتماد خطط لمناصرتهم، إلى جانب القيام بأنشطة لبناء السّلام، مع التركيز على الرياضة كعنصر رئيسيّ.
 
تركّز عمل الشباب على تدريبات مكثّفة مع اختصاصيين لمدّة سنة ونصف، هدفت إلى تطوير مهارات الشباب، تحديداً في مجال إدارة المشاريع المجتمعيّة، المناصَرة، التواصل وغيرها.
وقام الشباب بدراسة مفصّلة للاحتياجات في مجتمعاتهم لتنفيذ مشاريع سريعة الأثر. وستقود اللجان الشبابيّة حملات مناصرة لدعم قضايا تهمّ الشباب على المستوى المحليّ، واستخدام الرياضة كأداة للتغيير الاجتماعي.
 
في حديثها لـ"النهار"، قالت مديرة برنامج "سبل العيش" لدى بعثة الاتحاد الأوروبي-لبنان، ليلى إيمرسون، إنّ "المساهمين والمعنيّين في مشروع "عزم الشباب2"، بمن فيهم الشباب أنفسهم، ساهموا في تشكيل وقيادة نجاحات المشروع؛ فالتزامهم بتعزيز مرونة الشباب والمشاركة الاجتماعية والتمكين عبر شرائح الشباب المهمّة في لبنان لا يتزعزع".
 
من جانبه، يلاحظ المدير المحلي لمنظمة World Vision، هانز بيدرسكي، في حديثه لـ"النهار"، أنّ لدى الشباب تغييراً كبيراً، "وقد كوّنوا في البرنامج ثقة بأنفسهم وشجاعة ومبادرة، وأصبحوا فاعلين أكثر في مجتمعاتهم، وتحلّوا بالشغف الكبير للتغيير". 
 
 
بالإضافة إلى ذلك، درّب البرنامج 164 شاباً، يمثّلون 79 فكرة أعمال صغيرة، على بناء القدرات، وتطوير الأدوات من خلال 3 دورات من GAME، وتطبيق لربط الملاعب الرياضية باللاعبين، وإقامة نادٍ رياضي نسائيّ في عرسال، بالإضافة إلى المزيد من المؤسّسات المبتكرة. 
 
واستهدف الإجراء الشامل 223.000 من أفراد المجتمع، من خلال تحسين الخدمات البلدية والاستقرار الاجتماعي، بمن فيهم 50 في المئة من الإناث، و29 في المئة من الأطفال (أقلّ من 18 سنة)، و2 في المئة من الأشخاص ذوي الإعاقة. وأهّل البرنامج ما لا يقلّ عن 1068 شاباً وشابة، تتراوح أعمارهم ما بين 16 و30 عاماً، تفاعلوا لصالح مجتمعاتهم. هدفت جميع المبادرات إلى دمج ما لا يقلّ عن 30 في المئة من غير اللبنانيين، وضمنهم اللاجئون السوريّون والفلسطينيّون، كجزء من لجان الشباب. واستهدف البرنامج نحو 500.000 مستفيد غير مباشر بالقرب من المنطقة المستهدفة.
 
من جانبه، يوضح عضو بلدية البداوي، خالد حنوف، في حديثه لـ"النهار"، بأنّ "منطقة البداوي تعاني صعوبات عديدة؛ فهي تضم أكثر من 100 ألف نسمة، وكميّة المشكلات الاجتماعية في المنطقة هائلة. لذلك، أدّى مشروع "عزم الشباب" دوراً مكمّلاً لدور البلدية، بالتعاون مع الجمعيات المحليّة، واستكمالاً لخطة البلدية للتنمية المحلية، لاسيما في ظلّ الانهيار الاقتصادي والاجتماعيّ، حيث يتعرّض الشباب للانحراف والمظاهر السيّئة".
لذلك، جاء البرنامج ليوجّه الشباب إلى التركيز على الأنشطة الرياضية والاجتماعيّة والتنمويّة لملء فراغهم، وبناء معرفتهم وفكرهم.
 
ويرى عضو لجنة الشباب في صيدا، أديب المرديع، في حديث لـ"النهار"، أنّ "الشباب جسر للأجيال المقبلة. وبدأت رحلتنا مع "عزم الشباب" عندما اتحدنا كشباب وشابات في ظل أزمة أثرت على الجميع، وجاء المشروع وأعطانا ما ينقصنا من تدريبات وورش عمل وعلاقات؛ والأهمّ من ذلك أنّه قدّم لنا إطاراً منظّماً لتحقيق كلّ تطلّعاتنا وتحويلها إلى واقع، ووفّر لنا الأدوات اللازمة في المجتمع لنتمكّن من التغيير فيه ونقل صوت الشباب ليكون دورنا فاعلاً".
 
أمّا عضو اللجنة الشبابية في رأس بعلبك صفاء فاضل، فتقول لـ"النهار": "على الصعيد الشخصي زادت ثقتي بنفسي، وكان البرنامج بداية لي للانضمام إلى برامج تدعم الشباب وتمكّنهم. فنحن كشباب صنّاع قرار، وبإمكاننا التغيير، ويحقّ لنا أن نوصل صوتنا، وهذا ما وفّره لنا هذا البرنامج".
 
وبعد تحليل وتفسير وتقديم النتائج والتوصيات مع المجتمعات المحلية، تشاورت لجان الشباب الـ17 مع البلديات والجهات الفاعلة الرئيسية في مناطقها بشأن الاختيار النهائيّ للمشاريع، التي تضمّنت على سبيل المثال: تجهيز وتجديد المراكز الثقافية للشباب والمكتبات والملاعب الرياضية، وتركيب ألواح شمسية لتحسين الوصول إلى المياه، وإطلاق حملة لتنظيف نهر العاصي، وإعادة تأهيل السوق القديمة، وإنشاء مساحات آمنة في الهواء الطلق للمجتمع.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium