تواصلت يوم أمس، لليوم الثالث على التوالي، فعاليات مهرجانات ريف أيام بيئية وسينمائية في موسمها الخامس في بلدة القبيات العكارية، بحضور ومتابعة عدد كبير من المهتمين بالعروض السينمائية والأنشطة البيئية المواكبة.
وكان أمس يوم الجيولوجيا، فحضر الدكتور عطا الياس الذي حاضر عن جيولوجيا عكار وعن التحولات الجيولوجية في لبنان وفي العالم مع أمثلة عن مشاهدات وإشارات هذه التحوّلات وما تتركه من بصمات في الطبيعة وفي المناظر.
ثم كانت جولة ميدانية للمشاركين مع الدكتور الياس لاستكشاف التحوّلات الجيولوجية على الأرض في أعالي المنطقة الجبلية في رحاب محميّة كرم شباط وعلى خط فالق اليمونة الذي يقسم المنطقة إلى صفيحتين كبيرتين: الصفيحة الأفريقية الآخذة باتجاه والصفيحة العربية الآخذة باتجاه معاكس وما ينتج عن ذلك من تغيّرات.
وعند الرابعة عصراً، عُقدت ندوة عن "التحولات وفرص التنمية في عكار" مع المفكرة القانونية، إذ أجرى فريق من الباحثين دراسة متعددة التخصصات شاملة عن عكار، قدمت لمحة مفصلة عن الواقع الحالي للمنطقة وتحليلاً شاملاً لجوانب مختلفة مثل السياسة والمجتمع والبيئة والاقتصاد والقانون وتنظيم الأراضي وتفاعلات عكار مع محيطها، وذلك في إحدى قاعات معمل الحرير، بحضور مهتمين وناشطين من عكار ومناطق لبنانية عدة.
بداية تحدث يوسف فهد باسم الصالون الثقافي في القبيات مرحّباً بالجميع ومعرفاً بالباحثين المتحدثين في الندوة، وقال: "الموضوع الأساسي يلقي الضوء على التحولات التي نشهدها يومياً في تفاصيل حياتنا اليومية المحيطة بنا بشكل مباشر والبعيدة عنا".
وعرّف بالمفكرة القانونية واهتماماتها على الصعيد الوطني والملفات التي تعمل عليها.
ثم كانت مداخلة لنقولا غلام الباحث في التنمية الريفية، الذي تحدث عن فرص التنمية في محافظة عكار بشكل تفصيلي.
ثم كانت مداخلة معمّقة للزميلة سعدى علّوه رئيسة قسم الصحافة في المفكرة القانونية تحت عنوان "أنهار عكار ثروة وناس"، قدّمت خلالها أرقاماً ومعطيات علمية مفصّلة عن واقع الأنهر الأساسية الرئيسة في المحافظة (الكبير الحنوبي، الأسطوان، عرقة، البارد) ومنسوب مياه كل منها وأهميته على كافة الصعد الزراعية والحياتية لأبناء عكار.
ولفتت إلى أن مصادر المياه السطحية في عكار تبلغ حدود الـ620 مليون متر مكعب سنوياً.
وأشارت إلى مدى التلوّث الحاصل في مجاري المياه السطحية بفعل سوء إدارة وتنفيذ مشاريع الصرف الصحّي، ملقية باللوم على الإدارات الرسمية المعنيّة وخاصة وزارة الطاقة والمياه.
ثم تحدث عبيدة التكريتي المتخصّص في علم النفس السياسي والابتكار الاجتماعي، والباحث مع منتدى الاقتصاديين العرب، عن تحولات المجتمع في عكار والجوار.
تلاه بشار عبد الصمد، معماري ومخطط مدني وأستاذ في الجامعة اللبنانية، متحدثاً عن تحوّلات الأراضي وعكار في الخطة الشاملة.
واختتمت المداخلات عبير سقسوق التي عرضت لتحولات الأراضي ونزاعات الملكية القائمة في هذه المحافظة وتأثيراتها السلبية.
ثم كان نقاش متنوّع ما بين الحضور والمتحدثين عن السبل الكفيلة بأن تكون التحولات إيجابية وخاصة رفع التلوّث عن مصادر مياه الري والشرب والحلول الممكنة سريعاً في هذا الإطار لتفادي آثارها السلبية زراعياً واقتصادياً وخاصة صحياً.
وعند الساعة السادسة عصراً كان عرض أزياء "روح" من قماش مع المصمّمة ريتا Couture، وهي مجموعة ملابس صُنعت بمعظمها من قماش مستعمل مثل البرادي، الشراشف، الأغطية واللحف.
والهدف من هذه المجموعة ليس فقط بيئياً ولا اقتصادياً وحسب، بل أيضا نفسي من خلال إعادة التفكير في كل شيء وإعطاء فرصة لذاتنا، لبلدنا، لأفكارنا ولروحنا، كي نطوّرها ونطرحها من جديد.
وخلال الليل كانت عروض لمسابقة الأفلام القصيرة للمخرجين الشباب:
الطائر المهاجر إخراج: موران مطر.
غرق إخراج: أمير الشناوي
زعترة إخراج: أديب فرحات
كيف تحوّلت جدّتي إلى كرسيّ إخراج: نيكولا فتوح
نظر إليّ إخراج: إفلين حليس
ترينو إخراج: نجيب كثيري
غداً يأتي الحب إخراج: ركان مياسي
صراع النّجاة إخراج: أنطوان عنتابي
آلة المخلب إخراج: جورج سلامة
هون قريب إخراج: جهاد سعادة
ذاكرة الأرض إخراج: سميرة بدران.
وتم ذلك بحضور أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الممثلة ندى بو فرحات، المخرج هادي زكاك، وخبير الرسوم المتحركة وعمليات ما بعد الإنتاج محمود قرك الذين سيصدرون نتائج هذه المسابقة اليوم الأحد.
واختتمت الليلة الثالثة بعرض فيلم السدّ (84') علي شرّي الذي يحكي قصة عامل في مصنع تقليدي للطوب، يقوم كل مساء، ببناء طيني غامض سراً على ضفاف النيل. "السد" هو حكاية سياسية عن قوة الخيال وذلك في إطار ثورة السودان.