ارتبط اسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة نبيه الشرتوني بالتحفيز على استقطاب المغتربين وحثّهم على المجيء إلى لبنان، وقد نجحت مبادرته هذه السنة في تحفيز 150 شابّاً وشابة من 18 دولة حول العالم على زيارة بيروت والتعرّف إلى بلدهم باعتبار أن غالبية منهم تطأ الأراضي اللبنانية للمرة الأولى. وهدفت الرحلة إلى توثيق روابطهم الوطنية مع الجذور وأن يتعرّفوا عن قرب إلى معالم البلاد، ما شمل مناطق الأرز وجبيل وزحلة وبعلبك والشوف وعاليه وصيدا وصور. وانطلقت الليلة الأولى في الجبل مع استقبال لبناني قروي في قرية شرتون تحت مسمّى "ليلة المغترب في شرتون". وقد استمرّت جولتهم في لبنان أسبوعين تعارفوا خلالها وتفاعلوا وتأثّروا عند مغاردتهم وقرّروا العودة في الأعوام المقبلة لزيارة لبنان. وهذه المبادرة هي الثالثة التي تطلقها الجامعة اللبنانية الثقافية حول العالم تسهيلاً للتواصل بين الشباب الاغترابي وتفعيل القطاع السياحي في لبنان. وكانت قد أقامت مؤتمراً اقتصادياً في بيروت العام الماضي تحت عنوان "المؤتمر الاقتصادي الأول من أجل لبنان" بهدف استعادة الثقة في ظلّ الأوضاع السياسية الصعبة والانهيار الاقتصادي الحاصل.
وفي سياق المبادرات التي تعمل عليها الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، يقول نبيه الشرتوني لـ"النهار" إنّ "الدولة اللبنانية كانت تطالب بالحصول على 3 مليارات دولار في وقت تقدّر فيه قيمة الأموال التي يرسلها المغتربون إلى أهاليهم حوالي 8 مليارات دولار سنوياً. ولا تشكّل إضافة 3 مليارات أي مشكلة للاغتراب اللبناني لكن توظيف الأموال في المجتمع اللبناني مسألة أساسية. ومن هنا، نتحدث إلى المصانع اللبنانية للتحفيز على التصدير بواسطة غرف التجارة والصناعة اللبنانية في العالم، بدءاً من غرفة التجارة في أوستراليا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا والأرجنتين وكولومبيا. وتكمن الغاية في تقوية الاستثمارات بين لبنان والعالم في ظلّ علاقاته الدولية انطلاقاً من مبدأ الثقة".
ويضيء على "أننا اتّخذنا قراراً السنة الماضية بإطلاق مبادرة الصندوق الاغترابي الذي يقوم على فكرة افتتاح حساب في مدينة نيويورك. وتقوم الفكرة على إمكان تبرّع كلّ مواطن مغترب بـ365 دولاراً سنوياً ما يسهم في تقوية لبنان، وذلك من خلال إنشاء لجنة تقنية خاصة ولجنة مراقبة تضمّ رئيساً وأمين سرّ وأعضاءً وهي تُقَرّر النماذج التي تمنح لها الأموال استناداً إلى مضامين المشاريع المقدَّمة والمتابعة التقنيّة لها لمواطنين يعيشون في لبنان ويسعون إلى إقامة مشاريع فيه خارج سياق المحسوبيات وبشفافية".
ويؤكد رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أن "اللبنانيين الذين وُلدوا خارج لبنان يحبّون بلدهم ويفتخرون به ويطالبون بالحصول على الهوية اللبنانية، لذلك نحتاج إلى قيام لبنان دولة مزدهرة ومثالية ونحن نعبّر عن وجودنا في شعارنا اللبناني عبر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي تجتمع بإسم لبنان على مستوى بلاد الاغتراب في النوادي اللبنانية الاغترابية التي تستقطب الحضور الشبابي. وقد لاحظنا تعلّق المغتربين الذين وُلدوا خارج لبنان ببلدهم، لكن بعضهم لا يملكون القدرة أو الإمكانيات أو الفرصة للتقرّب من وطنهم والعيش في المجتمع اللبناني. وهم يجتمعون كالمغناطيس بعضهم مع بعض على مستوى الجيل الجديد من الجاليات اللبنانية في مناطق انتشارهم ولديهم روحيتهم اللبنانية الحاضرة وتعلّقهم وإيمانهم بجذورهم اللبنانية. وبدورنا، نحاول توطيد الصلات الثقافية والاجتماعية أكثر والتواصل الدائم بين الشباب المقيم والمغترب".
ويلفت إلى أنّ "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مركزها الأساسي مدينة نيويورك ومسجّلة في اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة ووجودها الاقتصادي في الأمم المتحدة يمثّل وجود الاغتراب اللبناني في جمعية الأمم المتحدة وننسّق تواصلنا حول العالم من خلال الرؤساء القاريين واللجان الذين يسهمون في التقارب من أجل الاهتمام بالأوضاع اللبنانية".