بين الأمس واليوم تظهر صورة مصالحة الجبل التي حصلت في العام 2001، كواحدة من أبرز المحطات التي تؤكد على أهمية العيش الواحد في لبنان، وعلى ضرورة طيّ صفحة الماضي واخذ العبر منها لبناء مستقبل يليق باللبنانيين وبطموحاتهم.
في العام 2001، مع المثلّث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، كرّست المصالحة مفهوم الأخوة والشراكة في الجبل مخرجة المنطقة من نار الدماء التي لم ترحم أبناء المنطقة الواحدة، لا بلّ أبناء البلدة الواحدة والحيّ الواحد.
وفي تلك المرحلة أتت مصالحة الجبل التي دفع باتجاهها البطريرك صفير والرئيس السابق للحزب التقدميّ الاشتراكي وليد جنبلاط، كمحاولة لكسر القيود التي كان يفرضها النظام الأمنيّ في فترة الوصاية السوريّة.
كما أتت في مرحلة كان يحتاج فيها المواطن اللبنانيّ إلى أيّ بصيص أمل ليؤكد من خلاله على نهج العيش الواحد وعلى مفهوم الحريّة في الفكر والرأيّ والتعبير.
واليوم، تأتي الزيارة التي يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الجبل، لتؤكد على ثوابت المصالحة وعلى ضرورة تثميرها اقتصادياً واجتماعياً من اجل تحقيق أهدافها الحقيقيّة وترسيخ العيش المشترك فعليّا وبصورة دوريّة.
وزيارة اليوم، التي يحتفل بها الجبل، تحمل في طيّاتها علامات استفهام كثيرة حول الواقع الاقتصاديّ اللبنانيّ وحول الشغور الرئاسيّ المستمر، كما حول الدعوات الكثيرة للحوار يغض النظر عن النتيجة التي قد تقود إليها.
وبغض النظر عن العناوين السياسيّة الملّحة والأساسيّة وعن استمرار المخاطر الكيانيّة بأوجهها الجديدة والمختلفة، تبقى زيارة الجبل اليوم عنواناً لوحدة المجتمع اللبنانيّ وتماسكه وصورة متقدمة تؤكد ضرورة اللقاء المستمر بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبنانيّ.
وفي التالي مجموعة من الصور تُظهر مصالحة العام 2001 وامتدادها في زيارة الراعي اليوم الى الجبل.
المثلّث الرحمة صفير في الجبل (2001)
البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الجبل(2023)