النهار

بالفيديو - اشتباكات عنيفة في عين الحلوة وسقوط 9 قتلى... مساعي التهدئة بلا أفق والتصعيد يُنذر بالأسوأ
أحمد منتش
المصدر: صيدا - "النهار"
بالفيديو - اشتباكات عنيفة في عين الحلوة وسقوط 9 قتلى... مساعي التهدئة بلا أفق والتصعيد يُنذر بالأسوأ
من اشتباكات عين الحلوة. (احمد منتش)
A+   A-
اشتدّت حدّة المعارك في مخيّم عين الحلوة في اليوم الرابع  على التوالي، وقد تقاطعت مصادر عدّة على وقوع 9 قتلى جرّاء الاشتباكات، في حين أفاد مراسل"النهار" بأن "المخيّم شهد في الساعات الماضية معارك عنيفة على محورين، الأول البركسات، بستان اليهودي من جهة والطوارئ، محلة التعمير، والثاني حطين، والطيري ورأس الأحمر".
 
وأفيد عن إصابة خمسة عناصر من الجيش اللبناني، أحدهم في حالة حرجة، بعد تعرض مركزهم على تلة جبل الحليب عند الطرف الجنوبي-الشرقي لمخيم عين الحلوة لإطلاق نار، وقد نقلوا الى المستشفيات المحيطة. وردّ الجيش بشكل محدود على مصادر إطلاق النار.
 
الى ذلك، أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد الشعلان لـ"النهار" أنّ "وتيرة الاشتباكات تراجعت منذ قرابة الساعة، إذ إن الاقتتال بين عناصر "فتح" و"القوى الإسلاميّة المتشدّدة" دخل في مرحلة من الهدنة المعلنة بين الطرفين".
وأضاف: "على الرغم من إعلان الهدنة، تستمر القوى الإسلامية المتشدّدة بإطلاق النار في أكثر من محور، إلا أننا لا نرّد على مصدر إطلاق النار، إفساحاً في المجال أمام إمكانية الوصول الى اتفاق ينهي الاشتباكات المسلّحة، مع العلم بأن مطلبنا ثابت ولا يتغيّر وهو تسليم قتلة العرموشي في أسرع وقت ممكن".

وأشار الشعلان الى أنّ "الهدف من الهدنة الحالية هو إعطاء فرصة للقيادة السياسية حتى تتمكن من القيام بدورها ومن محاولة البحث عن الحلول الممكنة والضرورية في الوقت نفسه"، مؤكداً أنّ "مفعول الهدنة من المتوقع أن يستمر الى يوم غدٍ وعناصر "فتح" تلتزم به كليّاً".

وقال: "سيُعقد يوم الغد الاثنين اجتماع بين "هيئة العمل الوطني الفلسطيني" والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وبناءً على نتائج الاجتماع نحدّد مصير الهدنة وآلية تحركاتنا".

وتردّدت معلومات عن أن إطلاقاً للنار استهدف منزلاً يوجد فيه أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اللواء فتحي ابو العردات، ونجا الحاضرون خلال اجتماع كان يضم رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن وأمين سر فصائل تحالف القوى الفلسطينية الدكتور احمد عبد الهادي.


من مشهد الاشتباكات. (أحمد منتش)
 
ووفق مراسل "النهار"، فإن "المعلومات الميدانية تُفيد بتقدّم مسلحي "فتح" والقوة المشتركة باتجاه موقف السيارات، حيث اغتيل اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقوه، ولا أفق لمساعي التهدئة حتى اللحظة، والأجواء التصعيدية تنذر بالتفاقم".
 
ولم تتوقّف الاشتباكات العنيفة التي تجدّدت مساء يوم الخميس الفائت بين مسلّحي حركة "فتح" ومسلّحي العناصر الإسلامية المتشدّدة داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، والتي استمرّت طوال يومَي الجمعة والسبت ليل نهار، سوى لنحو أربع ساعات من منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة من فجر اليوم.
 

 
من جهته، دعا المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري إلى اجتماع طارئ لبحث مستجدات عين الحلوة في مقر المديرية العامة، وذلك يوم غد الاثنين عند الساعة الثانية بعد الظهر، وذلك "في غياب اللقاءات والاجتماعات اليوم لوقف إطلاق النار، باستثناء بعض اتصالات المتابعة للفصائل الفلسطينية – هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان"، وفق البيسري.
 
وشهد المخيم خلال النهار اشتباكات متقطّعة استخدمت فيها قذائف صاروخيّة وأسلحة رشاشة ورصاص قنص؛ وقد سقطت قذيفتان خارج حدود المخيّم على طريق صيدا الغازية.
 
(أحمد منتش)
 
إذاً، فالاشتباكات عادت واشتعلت مجدّداً، على الرغم من الاتصالات والمحاولات التي بذلتها القيادة السياسية في "فتح" و"هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وقيادات لبنانية لوقف إطلاق النار، والتي باءت جميعها بالفشل، علماً أنّ السفير الفلسطيني أشرف دبور، استطاع الدخول مساء أمس مع أعضاء في "هيئة العمل الفلسطيني"، لكنّه فشل وواجه صعوبة في إقناع المجموعات المسلحة التابعة لـ"فتح" بالتزام قرار وقف إطلاق النار، كما واجهت القوى الإسلامية إقناع المتشدّدين في عدم إطلاق النار.

تركّزت الاشتباكات الدائرة خلال النهار على المحورين الغربي والجنوبي، الرأس الأحمر وحطين والطيري، بالإضافة إلى محور البركسات، بستان اليهودي وحي الطوارئ ومحلة التعمير التحتاني. وقد أشارت معلومات من داخل المخيم إلى قيام أحد العناصر الإسلامية بقتل ضابط من حركة "فتح" في حي الرأس الأحمر داخل مكتبه واستيلائه على بعض الأسلحة.
 

 
وكان لافتاً الموقف الذي أطلقه النائب أسامة سعد خلال تفقّده أماكن النازحين من المخيم إلى صيدا، والذي حمّل فيه بعض المسؤولين الرسميّين اللبنانيّين مسؤولية ما ستؤول إليه مجريات الأحداث في عين الحلوة، "بسبب ما يطلقونه من وعود سخيّة للمتورّطين في أحداث المخيم".

في سياق متّصل، أثار مشهد نصب خيم لإيواء النازحين من مخيم عين الحلوة مساءالسبت عند مدخل صيدا الشمالي ردود أفعال عديدة على المستوى الرسمي، إذ أفادت معلومات "النهار" في وقت متأخر أمس بأنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من وزير الداخلية بسام مولوي إزالة خيم النازحين من أمام الملعب البلدي في صيدا - وهو ما قد تمّ بالفعل صباح اليوم - على أن يستمرّ تنسيق الجهود مع الأونروا لإيواء الهاربين في المدارس والمراكز الآمنة.
 
(أحمد منتش)
 
جاء القرار بعدما قامت فرقة إسعافية لفوج الدفاع المدني في "جمعية الكشاف العربي"، بمعاونة عناصر الصليب الأحمر اللبناني، بنصب وتجهيز خيم لإيواء النازحين من مخيّم عين الحلوة عند مدخل صيدا الشمالي.
 
من جانبه، شكر النائب عبد الرحمن البزري الحكومة، بشخص ميقاتي ومولوي والقوى الأمنية المولجة، لسرعة تجاوبهم مع مطالب أهالي المدينة ودعوات قواها السياسية الرافضة لأيّ مخيّم موقّت في المدينة، لأسباب عدّة مرتبطة برمزية هذا المخيم وتداعياته السلبية على الفلسطينيّين واللبنانيّين وعلى مدينة صيدا والمخيّم تحديداً.

وأكّد البزري أنّ الإزالة الفورية لهذا المخيّم الموقّت قد أزالت الكثير من اللغط السياسي والأمني المرتبط بإقامته، متمنّياً عدم تكرار مثل هذه القرارات من دون التشاور مع القوى السياسية الفاعلة في المدينة.
 

اقرأ في النهار Premium