النهار

اشتباكات عين الحلوة ترعب البلدات المحيطة… مناطق مشلولة، تراكم نفايات وإلغاء حفلات زفاف
المصدر: "النهار"
اشتباكات عين الحلوة ترعب البلدات المحيطة… مناطق مشلولة، تراكم نفايات وإلغاء حفلات زفاف
الدخان جراء الاشتباكات في عين الحلوة. (أحمد منتش).
A+   A-

تبدّلت يوميات سكان المناطق المحيطة بمخيم "عين الحلوة" منذ أن بدأت الاشتباكات، وهم يشعرون بأنّهم في حرب لا ذنب لهم فيها، ويعيشون هاجس "الرصاص الطائش"، لاسيّما بعد سقوط ضحايا.

 

ماذا يقول رؤساء بلديات بعض البلدات المحيطة بمخيم عين الحلوة عن حالة السكان وإجراءات الوقاية من الرصاص الطائش؟

 

"الرصاص الطائش اشتدّ كثيراً في الأيام الماضية ما أدّى إلى وفاة شخص وسقوط ثلاثة جرحى في الغازية لكن الحمد لله أن الإصابات كانت غير بالغة"، يقول رئيس بلدية الغازية حسن غدار في حديثه لـ"النهار". 

ولدى اشتداد القصف، تغلق القوى الأمنية أوتوستراد الجنوب الأساسي لكونه قريباً جداً من المخيم إذ يبقى الخط البحري "البعيد" بعض الشيء من المخيم، مفتوحاً. وتطلب البلدية من الأهالي عدم المكوث خارج المنازل "لكن تطبيق ذلك صعب".

ولم تقتصر تداعيات اشتباكات عن الحلوة على الأضرار الجسدية والمادية في القرى المحيطة بالمخيم، بل وصلت إلى تراكم النفايات في آخر الغازية-صيدا، حيث يقع مركز مكب نفايات اتحاد بلديات صيدا-الزهراني كلّها، أي إنّ 17 بلدية حالياً لا تصرف نفاياتها. فهذا المكب حالياً مغلق منذ الاشتباكات في الأيام الماضية، إذ إنّ جميع العاملين في المكب هم من المخيم وغير قادرين على الخروج منه في ظل الأحداث الراهنة، إلى جانب قربه جداً من المخيم، ولا يمكن العمل في إطاره لما يشكّله من خطر على العمال. أمّا الأضرار المادية، فاقتصرت على الرصاص الطائش الذي أصاب بعض زجاج السيارات. 

 

ويشير غدار إلى أنّ "الغازية والمناطق المحيطة حالياً تعيش شبه إضراب عام حيث الحركة مشلولة والناس مرعوبون". ومن المعروف أنّ الغازية منطقة حيوية جداً ومركزية لناحية الحركة الصناعية والتجارية. وأحد المطاعم في الغازية، المطلّ على المخيم جزئياً، ألغى أربع حفلات زفاف كان من المقرر أن تُقام آخر الأسبوع، والناس لا يمكن أن يأتوا من بيروت أو من الجنوب إلى هنا بسبب خطورة الطريق.

وبحكم قرب الغازية من المخيم، أصبحت مكشوفة على جميع الرصاص الطائش الذي قد ينتج عن هذه الاشتباكات، فبمجرد وصوله إلى منتصف البلدة، لا يمكن تجنّبه عن الباقي منها.

 

كذلك، يورد رئيس بلدية عبرا إيليا مشنتف في حديثه لـ"النهار"، أنّه لدى اشتداد القذائف، تحاول البلدية فرض منع تجوال على سكانها واتخاذها الاحتياطات اللازمة، و"السكان يعيشون حالة رعب، والمنطقة كلّها حالياً مشلولة والمحال والمؤسسات التجارية المتاخمة للمخيم أقفلت". وبلدية عبرا بلدية كبيرة ومفتوحة على جميع القذائف والرصاص الطائش الذي قد يخرج من المخيم.

 

في السياق نفسه، وبحكم قربها الكبير من المخيم، يعيش سكان بلدة درب السيم الرعب الكبير. وبحسب رئيس بلدية درب السيم مارون جحا، في حديثه لـ"النهار"، "السكان مرعوبون لأنّ أصوات القذائف قوية جداً وكذلك كثافة الرصاص الطائش، وحتى الآن سلمنا من الإصابات البشرية واقتصر الأمر على الماديات، لكن هذا الوضع غير مقبول، ولا يمكن أن نعيش على أعصابنا وأن يحلّ الجمود في المنطقة".

السكان في البلدة يلتزمون منازلهم خوفاً من أي رصاص طائش ومنهم مَن استطاع أن يهرب إلى بيروت، والبلدية تقوم بدوريات في البلدة للوقوف عند طلباتهم. والأطفال والكبار في السن هم أكثر مَن يخافون في هذه الأوضاع، إذ إنّ الأطفال لا يرتادون المدارس التي أقفلت بطبيعة الحال، وكذلك المؤسسات كافة.

وبحسب جحا، قسم من مخيم عين الحلوة موجود على أراضي بلدة درب السيم، "لذلك فالوضع في البلدة خطير جداً". 

 

أيضاً إلى مغدوشة، أوعز رئيس بلديتها رئيف يونان للسكان بعدم الجلوس في الأماكن المفتوحة تجنباً لتلقّي أي رصاص طائش.

وفي حديثه لـ"النهار" يؤكد يونان أنّه "بعدما احتدّت الاشتباكات أمس، أقفلنا طريق كوع السيدة لكونه نقطة كاشفة على مخيم عين الحلوة، وإذا ما خرجت القذائف من هناك تُعرّض مَن يجلس في هذه النقطة للخطر المباشر، وهي النقطة الأكثر خطراً على المواطنين".

ويحرص سكان مغدوشة على عدم القيام بتجمعات خارجية، "فهم أيضاً خائفون من الرصاص الطائش الذي يصل إلى مغدوشة".

كذلك، الحركة داخل البلدة لا تزال سارية، لكنّها ليست طبيعية بالكامل، ولا سيما مع مَن يحتاج إلى النزول من مغدوشة إلى صيدا لإنجاز أشغاله وأعماله. وبائعو الخضار لا يتمكنون من شرائها من الحسبة في صيدا، لكون هذا المكان مقفلاً أيضاً بسبب الاشتباكات.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium