النهار

"انا اقرأ، أنا أتذوق الفن، والرسوم المصورة، أنا أناقش، أنا أكتشف: إذاً أنا موجود".

هذه الجملة، التي تجرأنا وبتصرف أن نعدّلها معتمدين على المقولة الشهيرة لرينه ديكارت، تختصر بامتياز البرنامج الغني جداً المؤلف من 80 نشاطا متنوعا و 10 معارض منتشرة على 34 موقعا او مكانا في 14 مدينة لبنانية في الضواحي وطبعاً في العاصمة بيروت بمشاركة دينامية لـ 70 روائيا وروائية من 12 جنسية في المهرجان الدولي والفرنكوفوني للكتاب بعنوان "بيروت كتب" من الاثنين 2 تشرين الأول المقبل الى الأحد 8 منه مع علامة فارقة هي ان الدخول مجاني لكل النشاطات المتفرعة في لبنان كله...

وقد سُجل غياب - ولو معنويا- لوزارة الثقافة عن هذا المهرجان، للسنة الثانية على التوالي. وبدا هذا القرار كأنه فعل قائم عن سابق تصور وتصميم، ما يطرح أسئلة عن أبعاد هذا التصرف، الذي يشكل تهديدا حقيقيا للتنوع الثقافي في لبنان.

مديرة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان ومستشارة التعاون والعمل الثقافي فيه سابين سيورتينو، ردت على سؤال "النهار" عن سبب هذا الغياب، مشيرة الى "أننا لم نتلقَ أي ردة فعل سلبية كانت أم إيجابية من الوزارة على المراسلة التي أبلغنا القيّمين فيها عن البدء بإعدادنا لبرنامج المهرجان".

إذاً، في ظل انشغال وزير الثقافة محمد وسام المرتضى بـ"مطاردة" كل الأعمال المخلة بالأخلاق لضمان سلامة مجتمع منقسم على ذاته، جرى إطلاق النسخة الثانية من هذا المهرجان في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس في قصر الصنوبر، وتحدث فيه كل من سفير فرنسا إيرفيه غارو وسيورتينو والمسؤول عن قسم الكتاب في المركز ماتيو دييس، ومديرة الأجندة الثقافية مريم نصر شومان والمدير العام للمعهد العالي للأعمال مكسانس ديو وهما من المؤسسات المتعاونة في تنظيم هذا الحدث الثقافي.

ما جديد المهرجان؟

يتفرع حفل افتتاح المهرجان الاثنين 2 تشرين الأول في 4 مدن خارج العاصمة بيروت:
-الأولى في مطعم "إده يارد" في جبيل من خلال قراءات ادبية وشعرية حول النسوية والرغبة لكل من فيرونيك اوفالديه، وصوفيا كارامبلي فرحات وجوي مجدلاني.

-الثانية في فندق بالميرا - بعلبك من خلال عرض أدبي للروائيين عمر ابي عازار وفرنسواز بون.
-الثالثة: في بيت المملوك في صور، تجمع بين الكتاب جوزف صفي الدين وأوليفر روهي والمصمم سيريل جونو.

الرابعة: في المركز الثقافي في طرابلس، "مسرحية فيكتوريا" وتتناول مصير الروابط العائلية في بلد يرزح تحت وطأة أزمة حادة...

-مشاركة المعهد العالي للأعمال للمرة الأولى في نشاطات متفرعة أيام الجمعة والسبت والأحد 6 و 7 و 8 منه في حرم الجامعة لطرح نقاشات عن التحديات الراهنة في الترجمة وفرص العمل فيها، وصولاً الى عرض مسهب للصعوبات المعترضة لمهنة صناعة الكتب في عصر العولمة والذكاء الاصطناعي...

-فتح جسر للتواصل مع الجيل الناشىء والشباب الجامعي والمدرسي في القطاعين الرسمي والخاص في المهرجان بمشاركة 80 مدرسة و10 جامعات عبر تنظيم موعد لقراءة وطنية الساعة 1،15 ظهر الخميس 5 تشرين الأول، إضافة الى تفعيل دور منشورات بايار من خلال إطلاق مسابقة للكتّاب الشباب.

-تخصيص تجوال ثقافي في شوارع بيروت، ولاسيما في أحياء شارع مونو (الثلثاء 3 تشرين الأول) لمواكبة إطلاق الرسامة المصورة زينة ابي راشد في مسرح مونو لعملها المصور لكتاب النبي برسوم مصورة إحتفالاً بمئوية هذا العمل من خلال قراءات بالفرنسية والعربية له من ندى مغيزل نصر، فاليري كاشار، هيام يارد، سلمى كجك، مع موسيقى الفلوت لريما عبيد، إضافة الى التجوال في مراكز ثقافية عدة منها مؤسسة شارل قرم، والمكتبة الرقمية في المعهد الثقافي الفرنسي وجامعة القديس يوسف في شارع المتحف (الاربعاء 4 منه)، وشارع سرسق - الجميزة (الخميس 5 منه)، أمسية للقراءة والرسم وسهرة الطرب الكبيرة في السابعة مساء مع شارل بربريان، الذي يجمع عشرات الادباء والأديبات الى جانب الفنانين والفنانات في حفل بين الموسيقى والرسم والقراءة في باحة متحف سرسق، جولة على كل من دار النمر وغاليري صالح بركات وجامعة هايكازيان في شارع الحمراء - كليمنصو (الجمعة 6 منه)، وجولة في المعهد العالي للأعمال (السبت والأحد 7 و8 منه)...

من المعارض المهمة: " لبنان لا عمر له"، السادسة مساء الثلثاء 3 تشرين الأول في المكتبة الشرقية من خلال عرض صور فوتوغرافية لكل من برنار شوفو وسيلفي أندرو إحتفالاً بمئوية لبنان الكبير.