اتّسم اليوم الثامن للاشتباكات العنيفة والمدمرة داخل مخيم عين الحلوة في صيدا بين مسلحي حركة فتح والعناصر الاسلامية المتشددة، بتراجع حدة الاشتباكات طيلة ساعات اليوم، قبل أن يُعلَن عن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم يبدأ سريانه عند الساعة السادسة مساءً، وذلك بعد نجاح المساعي التي بذلها الرئيس نبيه برّي طوال اليوم لوقف الاشتباكات.
وترافقت متسجدات عين الحلوة مع زيارة مفاجئة ولافتة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى مقر قيادة منطقة الجنوب العسكرية في ثكنة الشهيد محمد زغيب في صيدا، وترؤسه اجتماعاً لكبار العسكريين في المنطقة وقيادة اللواء الأول للمشاة، فاستمع منهم إلى تفاصيل الوضع والمهمات المنفذة من قبلهم، منوهاً بصمودهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، قبل أن يتفقد بعض المواقع والنقاط والمراكز العسكرية المحيطة والمطلة على مخيم عين الحلوة.
كما تميّز اليوم، بعد أن سبقه نهار طويل وليل دامٍ من القصف الصاروخي واستخدام الأسلحة الرشاشة، بتراجع حدة القصف، وبحركة نزوح جديدة للمدنيين من داخل أحياء المخيم السكنية وخاصة من حي حطين الذي شهد طيلة الأيام الفائتة وتلك التي سبقتها مطلع شهر آب الفائت أعنف المعارك والمواجهات، سقط فيها العديد من القتلى والجرحى، وأسفرت عن اشتعال الحرائق في الممتلكات ودمار كبير في البيوت والسيارات والمحال التجارية. ووصفت مصادر فلسطينية حركة النزوح بأنها مؤشر على تفريغ المخيم من سكانه، وبأن الاشتباكات لن تتوقف داخل المخيم بين طرفي الاقتتال. وأبدت المصادر خشيتها، من دخول أطراف جديدة في المعركة، بما ينذر بتفاقم الأمور والوضع الأمني برمّته.
واستمرار الاشتباكات داخل المخيم، وإن تراجعت حدتها اليوم، لا يزال يرخي بظلاله على مجمل الوضع العام في صيدا، إن لجهة الشلل الذي أصاب مختلف القطاعات والمناطق وخصوصاً القريبة والمجاورة لمحيط المخيم، أم لجهة الحركة داخل أسواق صيدا.
والجدير ذكره ان رصاص القنص أصاب منزل نجل النائب أسامة سعد معروف سعد في صيدا.
الكائن قرب ساحة الشهداء ومبنى ثانوية مار يوسف الظهور. وقد أصيبت واجهته الزجاجية بأربع طلقات نارية من الرصاص الذي كان يتخطى حدود المخيم. كما أصيب مبنى غرفة التجارة والصناعة على بولفار معروف سعد ببعض الطلقات.
ودعا النائب أسامة سعد فاعليات صيدا السياسية والدينية والاقتصادية إلى اجتماع يعقد عند الساعة العاشرة والنصف في منزله يوم غد الجمعة لبحث الوضع واتخاذ الموقف المناسب من تداعيات الأحداث الخطيرة في مخيم عين الحلوة.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش: