يتواصل مسلسل الحرائق بشكل يومي في محافظة عكار، وما أن تُطفأ النيران في أحد الأحراج حتى تعود لتشتعل في اليوم الثاني، فيما خسائر الغطاء الحرجي والنباتي إلى تعاظم، وموائل الطيور والحيوانات البرية وقفران النحل إلى تناقص مرعب، والتصحّر يضرب في مختلف المرتفعات الجبليّة، وكلّ الجهود التي تُبذَل من قبل الجهات الرسميّة المعنيّة من الجيش والدفاع المدني، ومن قبل الجمعيات والمجالس البيئية وفريق المستجيب الأول، إذا لم تقترن بتدابير أمنية مشددة وقرارات قضائية رادعة فالأمور ذاهبة نحو الأسوأ والأخطر.
إلى ذلك، يتربّص تجار الحطب بكلّ شجرة غير آبهين إلّا لما يجنونه من مال، وهم يتحرّكون بحريّة مطلقة بشاحناتهم وآلياتهم ومناشيرهم، ويتصرّفون كأنهم سلطة أمر واقع فوق كلّ قانون، فيما البلديات بمجملها عاجزة عن ردعهم.
فبعد القبيات وعندقت والقموعة وحرار وقبعيت خلال الأيام الثلاث الماضية، بلغ الدور اليوم على غابة غزراتا في عكار العتيقة التي أُضرمت النيران في أشجارها، وارتفع دخان حرائقها. فسارع أهالي المنطقة الساكنين في جوارها لنجدتها بما حملت أيديهم من وسائل.
وأفيد عن توجه سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني من مراكز بزبينا وعكار العتيقة والقبيات إلى موقع الحريق الآخذ بالتمدّد بشكل سريع.
كما توجَّه إلى المكان فريق التدخّل السريع في جمعية درب عكار للمساعدة على إخماد النار.
إلى ذلك، وجّهت بلدية فنيدق بياناً إلى الأهالي أعلنت فيه "إقفال جميع الطرقات الحرجية ضمن غابات فنيدق القموعة بهدف منع التعدي الجائر على الغابات المعمرة والمتنوعة وبحجة التدفئة في فصل الشتاء".
وأضاف البيان: "في الحقيقة، هناك عصابة تُدمّر البيئة وتقطع الأشجار وتبيعها بهدف الربح المادي وعليه فإنه تم تكليف لجنه من أبناء البلدة وبتنسيق تام مع المخابرات وقوى الأمن ووزارتي الزراعه والبيئة وكل الشرفاء في البلدة الغيورين على الثروة الحرجية من أجل حمايتها من المعتدين وإنزال أشد العقاب بكل من تُسوِّل له نفسه قطع شجرة وبيعها في الداخل أوالخارج".
وطالبت البلدية "من كل مواطن شريف عدم شراء الحطب من هؤلاء التجار الذين يعتدون على الغابات منذ سنوات مضت دون رادع يردعهم ولا صحوة ضمير توقظهم وكل من يشتري منهم حطباً سيكون شريكاً في الجرم وكذلك كل من يفتح طريق تم إقفالها سيتحمل كامل المسؤولية القانونية شاكرين لكم تعاونكم".