تحيّة لروح المفكِّر والمناضل اللاعنفيّ وليد صلَيبي، مؤسِّس جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان AUNOHR، الذي رحل في 3 أيار من هذه السنة، جرى زرعُ شجرة أرز في بقعة جميلة في محميّة أرز الشوف - الباروك، باسم وليد صلَيبي، تكريمًا لذكراه وللرسالة الإنسانية اللاعنفيّة واللاطائفيّة التي عمل وناضل طيلة حياته على تكريسها.
في لقاء مؤثّر جمع بشكل خاصّ طلّاب وطالبات AUNOHR، إلى أصدقاء وأهل وأعضاء في مجلس الجامعة، حضر د. صلَيبي معنا، ليس فقط في الأرزة التي حملت اسمه قبالة البحيرة، بل أيضًا في جمال الطبيعة ودفئها، وفي صوت الناي، وموسيقى عاصي وفيروز، وفي دموع محبّيه.
وقالت أوغاريت يونان "بمبادرة جميلة من المنسّقة هلا بو علي ومكتب شؤون الطلّاب، أتينا من مناطق كثيرة نزرع شجرة وليد صلَيبي في أرز الباروك في محميّة الشوف الطبيعيّة الرائعة.
وليد أحبّ الحياة والجمال.
سنزوره هنا، وسنهتمّ بأن تبقى الحياة ويبقى الجمال...
في كلّ مناسبة أرى من حولي كلّ المناطق، أرى الذين شاركوا وانتموا وأعطوا وناضلوا ودرسوا وتدرّبوا وواجهوا، أرى الذين غمرناهم وغمرونا بالحبّ والصداقة...
تأسيس الجامعة، جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان، كانت شجرة حياتك".
ومن كلمة يونان أيضاً، "فكتور هوغو Victor Hugo ارتأى أن يقول: الذكرى هي حضورٌ دائم، لكن غير مرئيّ، une présence invisible، حضور لا نعود نراه بالعين المجرّدة بل بأعين أخرى في عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا ورغباتنا وفي تراث من غاب... تراث وليد صلَيبي الذي قدّم ابتكارات ونضالات ومؤلّفات وزهرة أيّامه للمجتمع ولكلّ منّا.
بين الغياب والحضور الذكرى، أقول لك مع فيروز "سألوني الناس عنّك يا حبيبي"، ونحن اليوم في مناسبة للجامعة، لكن "لأول مرّة ما منكون سوا".
واختُتِمت المناسبة بلقاء ودّيّ وضيافة من بيئة المنطقة، في "جنينة ياسمينة" مع كلمات وشهادات من طلاب وأصدقاء، وعزف على الغيتار، وأغنية بالفرنسيّة مُهداة من الصديقة الأديبة والمؤلِّفة الموسيقيّة إيفلين عقّاد ترافقها الدكتورة كارول مدوّر بصوتها الرائع.