أحيت منظّمة مالطا لبنان الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مشروع مخيّماتها عام 1998، بحضور محلّي ودولي بارز من المؤسّسيين، وديبلوماسيين، وأعضاء المنظّمة، ومتطوّعين وضيوف من ذوي القدرات المختلفة، في احتفالٍ أقامته في مركزها في شبروح، وهو أحد المرافق القليلة في الشرق الأوسط المجهّزة بالكامل لاستيعاب الأفراد ذوي القدرات المختلفة.
حمل الحفل عنوان "25 سنة من الحب"، في إشارة للنهج الذي لطالما اتبعته المنظّمة خلال نشاطاتها ومخيماتها مع ذوي القدرات المختلفة، الذين تستضيفهم في مراكزها في شبروح وكفرذبيان لقضاء عطلة لمدة أسبوع تحت إشراف ورعاية متطوعين لبنانيين ودوليين.
في البداية، تمّ تدشين جدار المؤسّسين على مدخل مركز شبروح، تقديراً لما بذلوه لإطلاق ما بدأ كمبادرة من قبل فئة من الشباب الألمانيّين، وأصبح مشروعاً مستمرّاً تقوده عدّة وفود تحت رعاية منظمة مالطا لبنان، بهدف توفير أفضل رعاية لذوي القدرات المختلفة جسديّاً وعقليّاً، وتعزيز ثقافة التضامن من خلال خلق روابط عميقة من الصداقة والحب والثقة.
ما بدأ بمخيّمٍ واحد لمتطوعين ألمان عام 1998، وصل إلى 42 مخيّم يخدم 770 شخصاً من ذوي القدرات المختلفة سنويّاً، بمشاركة 1200 متطوع من 20 جنسية مختلفة.
استُهل الاحتفال بقدّاسٌ ترأّسه الأب غييورغ لينغورغ و الأب ريمون بو عاصي، تلاه فقرة مع جوقة جامعة سيّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.
ثم تحدّث المؤسّس الأوّل "فرانشيسكو فون هييرمان"- "زيكو"، الذي بدأ الرحلة في عام 1997، متأثراً بظروف الأشخاص ذوو الإعاقات الشديدة في لبنان، معرباً عن سعادته وفخره بما أصبح عليه المشروع، الذي بات مقصداً لمتطوّعين من كلّ دول العالم، يأتون إلى مخيمات منظمة مالطا في لبنان ويتعلمون عبرها معنى الخدمة.
بدوره، تحدّث رئيس منظّمة مالطا لبنان مروان صحناوي مثنياً على جهود كلّ من ساهم بتأسيس، واستمرار عمل مخيمات منظمة لبنان، التي تُعتبر رسالة محبة تتناقلها الأجيال باختلاف جنسياتها، عبر استضافة أفراداً يُعانون من إعاقات خفيفة إلى شديدة، غالباً ما تتخلّى عنهم عائلاتهم، وتودعهم في مؤسّسات الرعاية ومستشفيات الأمراض النفسيّة والعقلية، حيث تتواصل المنظّمة مع إدارات هذه المراكز لإشراك المقيمين فيها في المخيمات.
وكرّم صحناوي شخصيات كان لها دور بارز في تأسيس واستمرار هذه المخيمات، عبر تسليمهم وسام تقديري لجهودهم.
وتم عرض فيلم وثائقي عن المشروع منذ بدايته، وصولاً إلى يومنا هذا، ترافق مع أغنية لامست قلوب الحاضرين، أعدّتها وأدّتها خصيصاً لهذه المناسبة الأخت "كلارا ماري بوث" متأثّرةً بما عايشته خلال تجربتها في التطوع في هذا المشروع.
من ثم احتفل الحضور والضيوف من ذوي القدرات المختلفة سويّاً على موسيقى وأنغام فرقة المدرسة اللبنانية للضرير والأصم، في أجواء تعبق فرحاً وحبّاً.