أحيت نقابة المحامين في بيروت يوم المحامي ويوم الثقافة، حيث تمنى نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار أن "يصدر قانون استقلال السلطة القضائية الذي يعطيها استقلاليتها في استظهار الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون، منوهاً بدور المحامي ومهنته تحت لواء نقابة التي هي أمنا الجامعة وملاذنا الآمن وعلينا جميعاً أن نحافظ عليها ونحترمها، ونحترم قوانينها وأنظمتها".
وتوجه الى المحامين قائلاً: "في عيدكم، أدعوكم الى الصمود والنضال وعدم الاستسلام. فالبلد يمرّ بظروف صعبة: استلشاق، عدم مسؤولية، نهب وسرقة، إضرابات واعتكافات غير مبرّرة. إلا أن أم النقابات كانت وستبقى صمام الأمان والصوت المدوي المُطالب بالحق والحرية والشفافية".
وأكد كسبار على "مبادئ وثوابت لا نحيد عنها وفي مقدمها: "ندعو إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية". كما دعا القضاة إلى فك اعتكافهم الذي لا مبرّر له وبت الدعاوى المتعلقة بأموال المودعين بالإضافة طبعاً إلى بقية الدعاوى".
وطالب" من يعرقل ملف جريمة العصر، تفجير المرفأ، إلى التوقّف عن العرقلة لتأخذ العدالة مجراها". وكذلك "المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم الاستهتار بمصالح وصحة الناس، ومتابعة ملف النازحين السوريين، والعمل بكل جرأة وقوة على إعادتهم إلى وطنهم، والعمل بضمير حي، بيقظة، ومثابرة، وحرفية من أجل مصلحة الوطن والمواطنين".
ثم القى وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي كلمة قال فيها: "كم جميل أن نحتفل بيوم المحامي في شكل غير مألوف، وكم هو أجمل أن نشهد الوجه الإبداعي للمحامين خارج مجال القانون والتشريع والمواد الجافة على أهميتها لكن بلدنا بلد الفرح والثقافة والجمال لا يتيح لنا البقاء طويلاً في جو التفاؤل بل تفاجئنا الأحداث دوماً فيمسي فرحنا قلقاً وعيشنا متوتراً".
أضاف: "إن فكرنا شاخص نحو الجنوب وأحداثه ونحو فلسطين وبطولاتها وشعبها"، مشيراً الى "أننا نتحدث في كل يوم تقريباً عن همومنا ومشاكلنا، فالبلاد تغرق في السلبيات، والنفوس مشحونة، والمواطنون باتوا على غير هدى، مع موسم العودة إلى المدارس وتأمين مقومات مواجهة الشتاء".
تابع: "إننا نحتاج نقاطاً مضيئة وإيجابية نخرج بها إلى الناس وقد فقدوا الأمل بمفهوم الدولة، ولعنوا كل مسؤول أوصل البلاد إلى هذا الانسداد".
وتوقف الحلبي عند " الخبر المضيء في التربية وهو أننا بدأنا العام الدراسي في المدارس الرسمية ووفرنا مقومات الإنتاجية لأفراد الهيئة التعليمية. وأنجزنا الإطار الوطني لمناهج التعليم العام وأوراقه المساندة وانتقلنا إلى مرحلة كتابة مناهج المواد واختيار المدارس التي سوف تشهد المرحلة التجريبية للمناهج الجديدة" وفي الغضون "نعقد سلسلة طاولات في التربية تضم جميع المسؤولين مع خبير دولي لوضع أوراق الإصلاح التربوي والإداري والمالي وتعزيز الشفافية والحوكمة والتزام تطبيق الخطة الخمسية للوزارة، وهذه عملية شاملة لتغيير الوضع الراهن".
ووصف وزير العدل القاضي هنري خوري "مهنة المحاماة " من أصعب المهن وأعرقها حيث يتعب المحامي "بالتنقل بين أقواس المحاكم دفاعاً عن حقوق موكليكم، مقارعين الحجج القانونية لتأكيد دفاعكم، وتحملون في مهنتكم عراقة نقابةٍ من أولى النقابات التي تأسست في لبنان ولم تبخل عليه بأعظم الرجالات. أنتم أصحاب مهنةٍ كانت ولا تزال الرافد الأساسي للسياسة والثقافة والحريات في لبنان".
هذا قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى: "على وقْعِ دويِّ الحقِّ في أرجاءِ فلسطين، وتردُّدِ أصدائه ملْءَ آذان المدائن العربية من الخليج حتى المحيط، جئتُ اليومَ إلى دار الحقوق في أمِّ الشرائع، محتفلًا معكم بيوم المحامي، بل بيوم بيروت، مدينةِ التي حَفِظت نقابتُها نقابتُكم أمانة الحقِّ، حتى من قبلِ أن يولدَ لبنان".
وعن طوفان الأقصى أضاف مرتضى أن" الكيانُ المغتصبُ المناقضُ لمعنى لبنان، صيغةَ عيشٍ وحريةٍ وقيم، لم يعد أمامه، هو ومن وراءه، سوى إعادة حساباتِه الخاطئة، علَّه يحسنُ بعد الطوفان قراءةَ مصيره. وأما نحن اللبنانيين، فعلينا التشبثُ أكثر بما يختزنُه هذا الوطنُ من ثراءِ تنوُّعٍ وغنى لقاءٍ، وأن نعملَ دائبين على الوحدةِ والتعاضدِ من أجل حماية مكامن قوتِنا وسيادتنا على برِّنا وجوِّنا وبحرِنا وثرواتِنا، وأوّلُ الطريق إلى ذلك استرجاعُ انتظام الحياة الدستورية، بانتخاب رئيسٍ للسدّةِ الأولى، يجمعُ ولا يفرِّقُ، يُطمئنُ ولا ينصاع، يقفُ ولا يخضع، يحمي الثقةَ ويحافظُ على الدستور، وأقصرُ طريقٍ إلى هذه الغاية الحوارُ الداخليُّ الإيجابي بدلًا من انتظار إراداتٍ أجنبية".