ميشال حلاق
لا يزال الشارع العكاري خصوصاً، واللبناني عموماً، عاجزاً عن استيعاب هول الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، والتي كادت تتسبّب بفتنة على المستوى الوطني، لولا السرعة الكبيرة في كشف كامل خيوط الجريمة ومرتكبيها على يد شعبة المعلومات، بالتنسيق مع مخابرات الجيش، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية كافة، فضلاً عن حكمة ووعي المرجعيّات الدينيّة العكاريّة بكلّ أطيافها، وفي مقدّمهم مفتي عكّار الشيخ زيد بكّار زكريا، الذي شدّد منذ اللحظة الأولى على التروّي وانتظار نتائج التحقيقات التي واكبها لحظة بلحظة. ولا شكّ في أن وعي عائلة الشيخ المغدور أحمد الرفاعي كان شديد الأهميّة في خلال المحنة، إذ احتكموا إلى القضاء والقانون، وطالبوا بإعدام المرتكبين الجناة، الذين كادوا بفعلتهم يشعلون حرباً، في الوقت الذي حذّرت فيه العائلة من أيّ تدخّلات من أيّ نوع على هذا الصعيد لتكوين حماية للقتلة، الذين يجب أن يلقوا جزاء فعلتهم الشنيعة.
هذا، وتستمرّ التعازي لليوم الثالث على التوالي بالفقيد الشيخ الرفاعي، على أن يكون آخرها اليوم في دار الفتوى في بلدة حلبا.
في الأثناء، تتواصل التحقيقات وعمليات الدّهم والتوقيفات لكلّ المشتبه في مشاركتهم في الجريمة أو تنفيذها، أو التستّر عليها. وعُلم بأن المداهمات الأخيرة، التي حصلت خلال الساعات الماضي، للمدرسة التي يملكها رئيس البلدية، ولمنزل شقيقته وأحد جيرانه، أفضت إلى العثور على المزيد من الأسلحة والموادّ المتفجّرة والمحروقات المخزّنة... فيما التحقيقات مستمرّة بإشراف القضاء المختصّ.
إلى ما تقدّم، صدر بيان عن لجنة المتابعة لقضية الشيخ الرفاعي جاء فيه:
"لقد ارتقى فضيلة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي شهيداً مظلوماً إلى ربّ رحيم وكريم، وجبّار ومنتقم. ولقد أعزّه الله ورفع قدره في مماته، وشهدت له بذلك الحشود الغفيرة التي شاركت في عزائه من كلّ لبنان ومن كلّ الأطياف. وشهد له أيضاً ذاك التعاطف الجارف والحزن العميق الذي عبّر عنه الناس جميعاً ممن وصلهم الخبر في كلّ مكان، ممن عرفه، وممن لم يعرفه".
وتوجّه البيان بعميق الشكر ووافر الامتنان "لكلّ من شاركنا في مصابنا في الدفن أو العزاء أو الدعاء أو الحزن أو الغضب لأجلنا، من أيّ مكان أتوا، وتحت أيّ صفة كانوا"، قبل أن يتوجّه "بالشكر الكبير لسماحة مفتي الجمهورية وسماحة مفتي عكار ولكلّ الهيئات الدينية التي لم توفر وسيلة أو طاقة في سبيل الكشف عن ملابسات القضية".
كذلك عبّر البيان عن الشكر "إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي على تفاعله ودعمه في سرعة التحقيق وجديته".
وتابع البيان شكره "الأجهزة الأمنية المختلفة، ونخصّ فرع المعلومات على جهوزيته وحرفيته العالية في الوصول إلى المجرمين وتوقيفهم، ونخصّ أيضاً سيادة اللواء عباس إبراهيم على حسن تعاونه معنا ودوره في خدمة القضية. ونخصّ أيضاً مخابرات الجيش اللبناني على دورها الفعّال والمستمر. وللجيش اللبناني له منّا كلّ التحية والإكبار على تضحيته وتأمينه لبلدتنا خلال الأزمة ولمّا يزل".
وأشاد البيان بـ"الوعي الكبير، والصبر العميق، والحكمة العالية، التي تحلّى بها أبناء بلدة القرقف، خصوصاً عائلة الفقيد الشهيد".