برعاية وحضور البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تمّ إطلاق سوق "يا عيني ع البلدي"، أوّل سوق مجتمعيّ متنقّل للمنتجات الزراعيّة ،CFM (Community Farmers Market)، وذلك نهار السبت 23 تموز 2022 في دير مار سركيس وباخوس - ريفون.
يساهم هذا السّوق في خلق فرص تسويق مباشر لصغار المزارعين والمنتجين، وتحسين عيشهم وتحفيز الإقتصاد المجتمعيّ في سبيل التّنمية المحلّيّة. وهو ثمرة التّدريبات المكثّفة لحوالي 150 شاب وشابة حول كيفية إدارة الأسواق، و120 مزارعًا وصغار المنتجين اللّبنانيّين.
شارك في الافتتاح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، النائب نعمة أفرام، النائب ندى البستاني، النائب سليم الصايغ الوزير السابق زياد بارود والمدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود ممثلاً الوزير عباس الحاج حسن، آدم روزتونيتش ممثلاً السّفير البولنديّ بريسميزلاو نيسيولاوسكي، الشيخة وداد الخازن ممثلة الشيخ فريد الخازن، رئيس الرّابطة المارونيّة السّفير خليل كرم ورئيس بلديّة ريفون الياس صفير وفعاليّات المنطقة.
حضر أيضًا رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو بو كسم ولفيف من المطارنة، رئيس المركز البطريركي للتّنمية البشريّة والتمكين ومنسّق مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة الخوري روفايل زغيب، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري رئيس جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة Kazimir Gajowy، رئيس مؤسّسة الإنماء الشامل المهندس مارون الحلو، رئيس جمعيّة شباب الرجاء ماجد بو هدير.
رحّب رئيس دير مار سركيس وباخوس الخوري روفايل زغيب بالحضور في دير مار سركيس وباخوس-ريفون وأطلق الأهداف السّبعة الّتي سيعمل عليها مركز التّنمية والتّمكين وهي "الاستجابة لصرخة الأرض والاستجابة لصرخة الفقراء، اعتماد اقتصاد بيئيَ واعتماد أنماط حياة مستدامة، التّربية البيئيّة، الروحانيّة البيئيّة ومرونة وصمود المجتمع وتمكينه" وأكّد أنّ "هذا المشروع الّذي نطلقه اليوم هو في صلب هذه الأهداف".
ثمّ تحدّث مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود عن التّعاون المميّز الّذي بدأ مع المونسنيور توفيق بو هدير برعاية البطريرك والّذي خلَّدَت ذكراه وزارة الزّراعة بأرزة زرعت في باحة دير مار سركيس وباخوس - ريفون.
وأكّد لحود أنّ وزارة الزّراعة ستتابع بعد كلّ سوق مع النّوّاب والبلديّات لإطلاق أسواق أسبوعيّة، مطالبًا نوّاب كسروان أن يضافروا جهودهم لإنشاء سوق أسبوعيّ على غرار سوق يا عيني عالبلدي.
أمّا رئيس جمعيّة شباب الرجاء ماجد بو هدير، فعبّر عن فخره بتحقيق وعد "أهل الفعل والعمل وليس القول والفشل" وأنّ سوق يا عيني عالبلدي هو إستمرار مسار أراد من خلاله المونسنيور توفيق بو هدير أن "نقف ونقول يا عيني شو هاللحظة الحلوة" وأضاف "يا عيني ع بلدي وأهله وعائلاته الّذين يقدّمون أفضل صورة للبنان وأرضه وبركته، أرضنا كنزنا... وهو المشروع الّذي سيساهم بتثبيت أهلنا في أرضهم ثبات أرزتنا رمز الخلود".
بدوره، عبّر رئيس مؤسّسة الإنماء الشامل النقيب المهندس مارون الحلو إنّه "في كلّ المحن، التي عاشها اللّبنانيّ عبر تاريخه الطويل، كان هناك دومًا بصيصٌ من الأمل يشجّعه على المضيّ والصّمود، وكانت دومًا بكركي الشّعلة المضيئة والسّند لأهله والكفيل للتمسّك بالبقاء". مطالبًا من المعنيّين والمقتدرين والمؤسّسات المجتمعيّة أن "تحذو حذونا وتمدّ يد العون لنتضافر كلّنا في دعم ثبات اللّبنانيّ وتوفير أدنى مقوّمات استمراره، وهذا ليس من باب المسؤوليّة فقط بل هو واجب يفرضه علينا حِسّنا الوطنيّ وشعورنا الإنسانيّ".
من جهته، قال رئيس جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة كازمير كاجوي: "لبنان ليس وطني لكنّني اخترته كوطني الثّاني، في الحرب العالميّة الثّانية قال البولونيون العبارة نفسها عندما استقبلهم لبنان"، مضيفاً: "أرض لبنان لا تخرّج قدّيسين فقط إنّما تصدّر الفاكهة والخضار، فجاءت فكرة الـ CFM لدعم المزارعين والمنتجين"
آدم روزلونيك نائب رئيس جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة عبّر بدوره عن إعجاب البولنديّين الشّديد بالطّاقات والقدرات اللّبنانيّة الشّابّة والالتزام القويّ والشّغف بهدف الوصول إلى النّجاح والّذي تجلّى في السّوق المجتمعي.
بعدها تحدّث سعادة السّفير البولندي بريسميزلاو نيسيولاوسكي عن التّضامن وأهمّيّته منذ استقبال لبنان للبولندّيين الّذين عانوا من الحرب وقال: "هذا النّوع من المشاريع المتعلّقة بالزراعة، توفّر الأمن الغذائي خصوصًا بعد ما نتج من الحرب الروسيّة – الأوكرانيّة والّتي عرّضت الأمن الغذائيّ العالميّ للخطر، الأمر الّذي يحتّم على كلّ بلد أن يجعل من التّنمية المستدامة هدفًا أساسيًّا لتحقيقه". كما عبّر أنّ هذه المبادرة تدعم المزارعين والزّراعة بشكلٍ مباشر وبكلّ التّقنيّات خصوصًا الحديثة منها بهدف تحسين الإنتاج الزّراعيّ.
تخلّل حفل الإطلاق فقرات فنّيّة مع الموسيقيّ لوكاس صقر رافقه غناءً ماريان علوان وجورج نون إضافة إلى شهادة متدرّبَيْن شاركا في الدّورات الّتي نُظّمَت قبل إطلاق سوق "يا عيني عالبلدي" تلته كلمة البطريرك الرّاعي.
شكر الراعي الحضور وجميع الّذين تعاونوا لإنجاح سوق "يا عيني عالبلدي"، مشيرًا إلى الدور الإنسانيّ للزّراعة لأنّها "تربطنا بأرضنا لنكتشف هويّتنا ورسالتنا وهي تعلّمنا الإنسانيّة ولا تحتمل إلّا الوضوح".
في الختام، توجّه البطريرك مع الوفود والفعاليّات الرّسميّة والدّينيّة إلى باحة الدير حيث بارك الأرزة الّتي قدّمتها وزارة الزّراعة عربون وفاء وتقدير لروح المونسنيور توفيق بو هدير. وجال بعدها على المزارعين والمنتجين واطّلع على المنتوجات.