تزامناً مع طلب الرد من النائب نهاد المشنوق الذي جمّد التحقيق في انفجار المرفأ، فقد إبراهيم حرب حياته بعد إصابته في 4 آب، وبعد أشهر من الاستبسال في مقاومة جراحه، فانضمّ إلى مَن سبقه من الضحايا بدل أن يُزَفّ عريساً إلى خطيبته، لكنّه ما يزال ينتظر ورفاقه محاسبة المسؤولين عن آلامهم!
عام وأكثر من شهر على معاناته اليوميّة. لم يستطِع حرب التغلّب على إصابته البليغة في الرأس بالرغم من نجاح العملية التي أُجريت له آنذاك، واقتصر تواصله مع محيطه بنظرات عينيه فقط، عاجزاً عن الكلام لمدّة طويلة.
وعلى مدى عام من دخوله في غيبوبة إثر إصابته بانفجار المرفأ الكارثة، ثم خروجه إلى البيت بعد استقرار حالته، ثمّ الدخول مجدّداً إلى المستشفى، كانت النهاية متزامنة مع تعليق المحقّق العدليّ القاضي طارق البيطار تحقيقاته وكلّ الإجراءات المتعلّقة بملف انفجار مرفأ بيروت، إلى أن تبتّ محكمة الاستئناف برئاسة القاضي نسيب إيليا بقبول دعوى الرّد المقدّمة من النائب نهاد المشنوق أو رفضها.
أنهى انفجار المرفأ حياة حرب، كما أنهى في السابق حلمه في إتمام زفافه الذي كان مقرّراً في أيلول 2020، أي بعد شهر واحد من الانفجار.
حرب الذي يعمل في شارع فوش، كان مغادراً إلى منزله بعد انتهاء دوامه اليومي عند السادسة عصراً، قبل أن يهزّ الانفجار قلب العاصمة، ويتركه مدمَّى في الطريق. نُقِل إلى مستشفى رزق للمعالجة، حيث بقي عاماً وشهراً يعاني من جراحه البليغة في الرأس التي أصيب بها بسبب قوّة الانفجار وتناثر الزجاج.
وبعد رحلة العلاج الطويلة، كانت الصدمة أقوى على عائلته حينما فتح عينيه فقط ولم يستطع الكلام أو التفاعل معهم. وبعدما نُقِل إلى المنزل لاستكمال علاجه، ساءت حالته مجدّداً، وأعيد نقله إلى المستشفى الأسبوع الماضي إلى أن فارق الحياة مساء أمس الإثنين، ليلتحق بقافلة ضحايا انفجار المرفأ.