للشباب دور في بناء اقتصاد الغد وهم أساس النمو الاقتصادي المستدام والاستقرار، لذلك يعدّ تثقيفهم لفهم مسؤولياتهم المالية مهارة يكتسبونها مدى الحياة – ستمكّنهم من مواجهة الأوقات الصعبة والإحتفاء بالجيدة منها. ومع ذلك، لا بدّ من تعليم المهارة في عمر مبكر. لا يكتسب البالغون المسؤولون ماليًا المهارات في سن 18، إذ يحتاجون إلى القليل من المساعدة للإنطلاق.
قد تأخذ مدارس على عاتقها بعضاً من التوعية المالية، لكن يبقى توجيه الاهل وتعاملهم مع ابنائهم في هذا الشأن هو المطلوب.
تشارك المديرة الإقليميّة لإفريقيا الفرنكوفونية والشرق الأوسط لشركة WorldRemit، إيمان شريوي بعض النصائح لمساعدة الاهل في تعليم أولادهم كيفية استخدام الأموال بشكل ذكي خلال فترة انتقالهم إلى مرحلة الشباب.
1. لنتحدّث عن النقود
قد لا يرغب العديد من الأهل بالتحدّث عن الشؤون المالية للعائلة أمام أولادهم، لكن لا بدّ من إجراء هذه المحادثة مبكراً لتربية أولاد سيكونون في وضع مالي جيّد في مرحلة البلوغ من دون إبراز أية مخاوف مالية حقيقية أمامهم.
لذلك، يجب الاخذ في الاعتبار الدردشة مع الأولاد في سنّ مبكرة لترتكز هذه الأخيرة على عمليات الشراء الروتينية كالطعام، دفع تكاليف التعليم، النقل والإجازات. ناقشوا الفرق بين الأشياء التي تحتاجونها مثل الطعام والماء والتدفئة والأشياء التي ترغبون بها – الإجازات، التكنولوجيا والملابس أو الأحذية ، مثل أحدث الأحذية الرياضية.
اصطحبوهم للتسوق في مرحلة الشباب، اطلعوا على ملصقات الأسعار وادفعوا ثمن السلع نقداً، بدلاً من استخدام بطاقة ائتمان أو بطاقة خصم تبدو "سحرية". الدفع نقداً وسيلة ملموسة – يختفي بمجرد استخدامه، يحتاج الأولاد تعلّم ذلك.
2. عرّفوهم إلى النقود
بمجرد تمكن أولادكم من العدّ يصبح الوقت مناسباً لتعريفهم بالنقود. أظهروا لهم الأوراق النقدية والعملات المعدنية وعلموهم قيمة كل واحدة منها. الأفضل من ذلك كله، العبوا معهم بعض الألعاب النقدية - لمساعدتهم على فهم قيمة العملات المعدنية ، وكيفية عدّ النقود والعمل بالفكّة.
يمكنكم إيجاد هذه اللعب أونلاين أو كألعاب لوحية. تعتبر لعبة مونوبولي من الألعاب القديمة المفضلة التي تعلم الأولاد أساسيات الاستثمار وليس فقط التعامل بالنقود. يمكنكم أيضًا ابتكار الألعاب الخاصة بكم. في نهاية المطاف، أي ولد لا يحب الإقامة واللعب في المتجر؟ يمكن للعب والتعلم أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
3. اجعلوهم يضعون الميزانية
يستحقّ الأمر إطلاع أولادكم على فكرة الميزانية باكراً والاستمتاع بها سواء كانوا يكسبون أموالهم الخاصة من خلال وظيفة يقومون بها بعد المدرسة أو يحصلون على هدايا ومصروف منكم.
وضع الميزانية يمكن أن يكون جدّ ممتع، إذا رسمتم لهم جدولاً ملوناً مؤلفاً من عمودين لملئهما: أحدهم بعنوان المال الذي يدخل وآخر بعنوان المال الذي يخرج.
بالنسبة لمن هم أصغر سنًا، يمكنهم وضع أموالهم في ثلاثة حصالات مختلفة للبنوك أو علب - أموال للإنفاق، للمشاركة/ الإهداء وأخرى للادخار.
سيبدأ أولادكم من خلال وضع الميزانية بتحمّل المزيد من المسؤولية الشخصية لإدارة أموالهم.
4. شجعوهم على البدء باكراً بالادخار
من المهمّ أن تعلّموا أولادكم أنه بغض النظر عن كمية النقود التي قد يتم إعطاؤها لهم أو كسبها - لن يحتاجوا إلى إنفاقها كلها دفعة واحدة. من الأفضل بكثير تحديد بعض الأهداف والادخار للمستقبل!
لذلك، ساعدوهم على فتح حساب للادخار – قد يكون حساب التوفير الرقمي هو الأفضل. في نهاية المطاف، سيقوم أولادنا بمعظم أعمالهم المصرفية أونلاين في المستقبل. كلما أبكرتم في جعلهم يديرون مواردهم المالية على جهاز كومبيوتر، جهاز لوحي أو هاتف محمول ، كلما كان الأمر أفضل.
بمجرّد امتلاكهم لحساب توفير - يمكنكم إلقاء نظرة معاً على البيانات الشهرية - وشرح كيفية نموّ الحساب بفضل الإيداعات والفوائد. شجعوا أولادكم الأكبر سنًا على تخصيص مبالغ أكبر لأشياء يريدونها حقًا مثل شراء دراجة جديدة أو جهاز كمبيوتر.
سيتعلّم أولادكم من خلال التوفير كم هو مجزي تحديد الأهداف والانضباط الذاتي.
5. العمل للأشياء التي يرغبون بها
عندما يستهوي قلب أولادكم شي من كتاب حتّى دراجة، شجعوهم على كسب المال بأنفسهم بدلاً من الاستعمال الفوري لبطاقة الائتمان الخاصة بكم. لا أحد يريد أن يدخل العمل في دراسة أولاده أو اللعب، ولكن هناك وظائف صغيرة يمكنهم القيام بها لكسب القليل ودفع ثمن الأشياء التي يريدونها.
يمكن للأولاد الأصغر سنّاً ملء حصالات البنوك الخاصة بهم عن طريق القيام بالأعمال المنزلية. يمكن للمراهقين (من سن 10 إلى 12 عامًا) مجالسة الأطفال أو القيام بأعمال البستنة، والأكبر سنّاً الحصول على عمل بدوام جزئي في المتاجر، السوبرماركت والمطاعم والعمل خلال فترة العطل في المقاهي أو أماكن الاستقطاب.
6.الانفاق وليس الانفاق الزائد
نصل الآن إلى الجزء الممتع. بمجرد أن يقوم أولدكم بتوفير المبلغ المناسب، يمكنهم التسوق ثم الإنفاق ضمن الميزانية، انصحوهم بالطبع بعدم الافراط في الانفاق. ولكن طالما أنهم ناضجون بما فيه الكفاية، فمن الأفضل ترك قرارات الشراء لهم، إنهم يحتاجون حقًا إلى التحكم في قراراتهم عندما يتعلق الأمر بالمال.
إذا قمتم بمساعدتهم بالتحكم بالإنفاق بطريقة ذكية، فسوف تغرسون فيهم بعض الدروس القيمة حول كيفية ارتباط الاختيار الشخصي بإدارة الأموال.سيرسّخ هذا النوع من التعليم الاستقرار المالي المستقبلي للبنان، ويحمي المالية الوطنية على المدى الطويل أيضاً.