زارت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا المركز الرئيسي لـ"مؤسسة عامل الدولية"، في المصيطبة، للوقوف عند دور "مؤسسة عامل" الإنساني في لبنان، وكيفية تعزيز الشراكة بين عامل والمنظمات التابعة للأمم المتحدة في ظل الأزمة التي تعصف بلبنان على مستويات عدة.
وخلال الزيارة، نوّهت فرونتسكا بـ"إنجازات مؤسسة عامل الدولية، خصوصاً لجهة ترفّعها عن النعرات الطائفية والفئوية التي يعاني منها العالم العربي، وعملها في المناطق الشعبية، واعدة بإيصال الصوت لصانعي القرار من أجل دعم لبنان والفئات الشعبية والوقوف إلى جانبهم في تحمل هذا العبء الكبير". ووعدت بـ"إيصال الصرخة الإنسانية وحاجات لبنان إلى الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماع قريب معه في نيويورك".
من جهته، تحدّث رئيس مؤسسة"عامل الدولية"، والمنسّق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية، الدكتور كامل مهنا، حول جهود تجمع الهيئات الأهلية "على امتداد الأراضي اللبنانية استجابة للأزمات الإنسانية المتلاحقة"، مشيراً إلى أنّ "هذه المؤسسة المدنية غير الطائفية التي تعمل منذ 5 عقود من أجل حماية كرامة الناس وبناء دولة العدالة الاجتماعية، تبذل اليوم قصارى جهدها على الصعيد الميداني وفي مراكزها الصحية التنموية الـ30 جميعها وعياداتها النقالة الستة ووحدة الرعاية الخاصة بأطفال الشوارع، بقيادة 1300 متفرغ ومتطوع بهدف حماية كرامة كل إنسان بمعزل عن انتماءاته ومن أجل تعزيز الأنموذج الذي راكمته عامل ليكون بمثابة حلّ يحتذى به لبناء لبنان الذي نحلم به ونستحقه".
كما لفت إلى أنّ "(عامل)، وعبر فروعها المحلية والدولية، تناصر مجموعة من القضايا وفي مقدمتها مواجهة الخطاب الفوقي والسعي من أجل تصويب العمل الإنساني، ليكون مبنيّاً على توفير حقوق الفئات الشعبية، فـ(عامل) هي أول مؤسسة إنسانية تذهب بقيمها وتجربتها الغنية من الشرق إلى الغرب، للنضال من أجل بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية في زمن تراجع القيم التضامنية والإنسانية في الغرب، والعمل على بلورة مفهوم جديد ورائد للعمل الإنساني".
واعتبر مهنا أنّ "التنمية المستدامة تعدّ اليوم شعاراً رناناً لا صلة له بالواقع على الأرض حيث أنّ المجتمع الدولي يركز على مواضيع الديمقراطية والجندرة في حين أنّ الهوّة بين الفقراء والأغنياء تزداد توسعاً، في ظل انتشار الخطاب العنصري وازدواجية المعايير في التعاطي مع الأزمات الإنسانية حول العالم. ومن هنا شدّد على تجربة عامل الرائدة مع الفئات الشعبية والتزامها بالقضايا العادلة للشعوب".
إلى ذلك، طالب بـ"إيصال صوت الفئات الشعبية التي تحتاج المساندة عبر رفع العراقيل أمام التعافي الاقتصادي اللبناني، وإعادة الحياة لمنظمات الأمم المتحدة الحيوية لكثير من الفئات مثل الأونروا التي تعاني حالياً في نقص بالتمويل يؤثر بشكل كارثي على وضع الفلسطينيين، هذا إضافة إلى تدهور وضع اللبنانيين الذي أصبح 80 في المئة منهم تحت خط الفقر، ولضرورة الاستجابة لحاجات النازحين السوريين المتزايدة والمساهمة في ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وبانتظار ذلك مساندة لبنان الذي يتحمّل العبء الأكبر بين الدولية والتضامن مع النازحين الذين يفتقدون لأبسط الحقوق".