صرّح وزير الصحّة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في مؤتمر صحافي، عُقد خلال جولة له والسّفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في محافظتَي عكار والشمال، يرافقهم وفد من المنظّمات الدوليّة على أقسام مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا، لا سيّما تلك التي استُحدثت لمواجهة تحدّيات وبائَي كورونا والكوليرا، أنّه "خلال الزّيارة الأولى في أوجّ أزمة الكوليرا كانت هذه المستشفى تعجّ بالمرضى والمصابين، أمّا اليوم فنشهد بعد كلّ الجهود الكبيرة التي بذلت، الطّوارئ في المستشفى شبه خالية، وهناك حالتان فقط في المستشفى، وهذا دليل نجاح الجهود الكبيرة للطواقم الطبية والإسعافية".
وأضاف: "أستطيع القول إنّه بالتّعاون مع شركائنا الدوليّين كانت استجابتنا وردّات فعلنا ناجحة جدّاً في مواجهة هذا التحدّي، خاصّة في ظلّ الظّروف الاستثنائيّة الصّعبة التي يمرّ بها لبنان".
وتابع: "هذا النّجاح الذي تحقّق ما كان بالإمكان الوصول إليه لولا الدّعم الذي حصل عليه لبنان أوّلاً من الجهات المانحة، خاصّة الدولة الأميركية، من مستلزمات طبيّة وأدوية، وكذلك من المانحين الآخرين اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية اللاجئين وغيرهم ممّن ساهموا مساهمات فعّالة، مكّنتنا من مواجهة هذا التحدّي؛ وكذلك شركاءنا على الأرض من الصليب الأحمر اللبناني ومؤسسة عامل وأطباء بلا حدود واللّجنة الدولية للصليب الاحمر الذين نشكرهم جميعاً".
ولفت الأبيض إلى أنّه من المفيد التأكيد على أنّ ملفّ الكوليرا لم يُقفل بعد، ولم ننتصر نهائيّاً عليه، والجهود مستمرّة في هذا السّبيل لتأمين الحماية المجتمعيّة عبر حملات التّلقيح، وقد تمكّنا من تلقيح 600 ألف شخص حتى الآن، وهناك 800 ألف جرعة نوزّعها الآن في مختلف المناطق اللبنانية، خاصّة في عكار والشمال وبعلبك والهرمل، ونتطلّع إلى التعاون الإيجابي من الأهالي لأخذ الجرعات".
وأشار إلى مسبّبات حضور الكوليرا في لبنان والتّراجع المخيف على مستوى شبكات الخدمات الأوليّة وشبكات مياه الشّرب والصّرف الصحي، مؤكّداً أن "هذا الأمر يُتابع بشكل جدّي ومتواصل، حيث سنمرّ اليوم على محطة التكرير في بلدة ببنين التي كانت عين العاصفة. وإنّنا نشكر الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول المانحة الشركاء".
من جهتها، لفتت السفيرة شيا إلى إن "الحكومة الأميركية أعلنت عن التزامها بتمويل بقيمة 1,3 مليون دولار لليونيسف إستجابة لتفشي الكوليرا في لبنان لضمانِ إستجابتها لحالات الطوارئ والعمل على إحتواء الكوليرا ووقف إنتقاله في المناطق المتضررة".
وقالت: "منذ بداية تفشي المرض، تكثف "اليونيسف" جهودها مع الشركاء على الأرض لتعزيز الاستجابة الصحية من خلال تأمين الأدوية ومستلزمات النظافة، أنظمة الصرف الصحي وممارسات النظافة على مستوى الأسرة والمجتمع، مع التركيز على المناطق التي تعاني بالفعل من تفشي المرض وتلك المعرضة لخطر كبير. من خلال هذا التمويل الجديد من الحكومة الأميركية، ستتمكن "اليونيسف" من زيادة دعمها من خلال تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي عبر المرافق ونقاط المياه في مناطق النقاط الساخنة والنظافة الشخصية من خلال توزيع مجموعات التعقيم ومجموعات النظافة الأسرية للكوليرا على المجتمعات الضعيفة".
أضافت: "مع بداية العام الجديد، سنستمر في مواجهة مختلف التحديات سواء الحالية او التي قد تطرأ لاحقاً، لذا تتطلع الولايات المتحدة إلى استمرارية التنسيق مع حكومة لبنان والدول المانحة وشركائنا في الأمم المتحدة، وعلى رأسهم منظمة اليونيسف التي تعتبرها الولايات المتحدة من بين أهم شركائها، إضافة الى شراكتنا المهمة مع المجتمع المدني، والأهم من ذلك، المستفيدين من مساعداتنا الإنسانية. ونحن في هذا التحدّي معا".
وأشارت الى إنه "من خلال التمويل الذي قدمته حكومة الولايات المتحدة الأميركية، عملت اليونيسف أيضا على تأمين المستلزمات الطبيّة الطارئة وتوزيعها على المستشفيات التي تعمل على إدارة تفشي الكوليرا، وتضمنت تلك المستلزمات 150,000 محلول من الأملاح الفموية (ORS) اللازمة لمعالجة الجفاف والإسهال الحاديّن وتعويض السوائل، كما تضمنت 40 مجموعة خاصة بمعالجة الكوليرا بغية دعم علاج 5000 إصابة والأعراض الناتجة عن ذلك بما فيها الإسهال المعتدل الى الشديد. تم استلام طلبات إضافية وسيتم تسليم المزيد من المستلزمات في الأسابيع المقبلة".
في السّياق نفسه، شدّد ممثّل اليونيسف إدوارد بيجبدير على أولوية اليونيسف المتمثّلة باحتواء الكوليرا والوقاية منها، وقال: "نحن نبذل جهدنا من أجل دعم الحكومة لضمان حماية الأطفال وأسرهم، والوصول المستدام إلى المياه الصالحة للشرب؛ ومعالجة مياه الصرف الصحي بطريقة آمنة أمر بالغ الأهميّة لمنع تكرار تفشّي المرض، بالإضافة إلى بناء أنظمة رعاية صحيّة متينة، وحثّ المجتمعات لزيادة الوعي ودعم ممارسات النّظافة الجيّدة".
وشكر حكومة الولايات المتّحدة الأميركية على "دعمها المستمرّ والمستدام للأطفال والأسر المتضرّرة من هذه الأزمة الشديدة".