النهار

جيزيل خوري... حتى الرمق الأخير
المصدر: "النهار"
جيزيل خوري... حتى الرمق الأخير
جيزيل خوري.
A+   A-
لم يحل المرض دون تصديها لتجاوز المبادىء التي عملت لها شخصيا ومن خلال "مؤسسة سمير قصير"، لذا استمرت في عملها، واطلت للمرة الاخيرة في حفل "جائزة سمير قصير لحربة الصحافة" في 6 حزيران 2023. لكنها تعبت اخيرا، واستسلمت للقدر، واطلت قبل ايام مودعة. كانت تعلم انه اللقاء الاخير. ربما ارادته لتؤكد مجددا جرأتها التي عرفت بها.

في حفل حزيران الفائت، قالت: أرقام الانتهاكات ضدّ الصحافيين تتراكَم. والقتل والتهديد بالقتل ما زالا في المشهد. الإفلات من العِقاب أمرٌ عاديٌّ والقاتِل بيننا وفي السلطة. عصاباتٌ تَتَحكَّم بالشعبِ اللبناني. يقتُلونَنا يومياً. يفقّروننا، يدمّروننا، يسحقوننا. ونحن نَكرَههم، نحتقِرُهُم. نَعرف أنَّهم في أفضل الأحوال عصابات سرقة، ومُهَرّبي مُخَدّرات، وأغبياء.

يعتقِدون أنّ ما يحصل في المنطقة هو من أجل لبنانهم وأنّ الأحداث العالمية وُجِدَت من أجل لبنانهم، وإذا اجتمعت القوى الإقليمية، تجتَمِع لمُرشَّحهم.

هل تضحَكون على أنفسكم أم على الشعب أو على من؟ انَّ تراجُعَ المبادئ وتراجُع الأحرارِ في المنطقة هُما أمران حقيقيّان، وفي العمق. لكنّنا سنستمرّ، وبشراسةٍ أكبر. حتّى آخر رمق".

برحيلها المبكر وهي في عز العطاء، تفقد "النهار" جيزيل خوري زميلة نذرت رسالتها الصحافية والإعلامية لقضية القضايا ألا وهي الحريات، كما تفقدها بخصوصية كونها زوجة الشهيد سمير قصير ورفيقة دربه ولو لمدة لم تطل، كما تفقدها وجهاً إعلامياً بارزاً عملت بجهد دؤوب ونجحت في بلوغ الشهادات العالمية لجهدها وتطورها. بحزن شديد في زمن القلق والايمان الذي نجتازه، تنعى "النهار" الى المجتمع الإعلامي والصحافي والى جميع اللبنانيين الزميلة الراحلة جيزيل خوري التي ستظل إنجازاتها الإعلامية علامة فارقة في مسارها المهني والوطني والإنساني، كما كانت العضد الأوثق للشهيد سمير قصير في مسار النضال من أجل تحرر لبنان والانسان العربي ولا سيما في قضية فلسطين وربيع الأوطان العربية قاطبة.

تشاء المفارقة المحزنة أن ترحل جيزيل في ظروف تفجّر كل ما نذر سمير قصير نفسه له مع رفيقة نضاله. وداعا جيزيل خوري.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium