النهار

يوحنا مفتتحاً المؤتمر العلمي في البلمند: وحدة لبنان تبرز ما عندنا من قيم ولا تحوّل الطائفية أداة للفساد
المصدر: "النهار"
يوحنا مفتتحاً المؤتمر العلمي في البلمند: وحدة لبنان 
تبرز ما عندنا من قيم ولا تحوّل الطائفية أداة للفساد
افتتاح المؤتمر العلمي في البلمند.
A+   A-
افتتحت جامعة البلمند المؤتمر العلمي الدولي بعنوان: "الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر: نحو فهم دقيق للتاريخ"، والذي ينظمه معهد القديس يوحنا الدمشقي برعاية بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، في "أوديتوريوم الزاخم" في الكورة، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلا رئيس المجلس، نائب رئيس الوزراء سعادة الشامي ممثلا رئيس الحكومة، الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون، رئيس جامعة البلمند الياس وراق، وجمع من المطارنة وعمداء كليات الجامعة والفاعليات.

خليل

النشيد الوطني ونشيد الجامعة، فترحيب من الإعلامي ايلي أحوش، ثم ألقى رئيس المعهد الأرشمندريت يعقوب خليل كلمة تطرق فيها إلى أهمية هذا المؤتمر على الصعيدين الكنسي والعلمي، مشيداً بـ"مشاركة نخبة من ذوي الاختصاص في تاريخ كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية". ولفت إلى أن "الدراسات التي ستقرأ، حضوريا أو من بعد، هي أصيلة من حيث أنها جمعت معلومات نقبها الباحثون من وثائق ومحفوظات وحللتها، ليس في أرشيف بطريركيتنا والأبرشيات والأديار فحسب، بل في إسطنبول وبوخارست وياش وكييف وموسكو وروما وسواها من المدن".

وراق

واعتبر الدكتور وراق "أن هذا المؤتمر خير دليل على دور لبنان الريادي ليس في التربية والتعليم العالي فحسب، وإنما في نشر المعرفة والتوعية في ما خص بتاريخ الأديان السموية والحضارات الإنسانية التي بدأت مفاهيمها تضمحل وعسى ألا تختفي".

وأكد "أن جامعة البلمند اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تلعب دورا أساسيا في المحافظة على المستوى الأكاديمي الجامعي الذي لطالما تميز به لبنان في الشرق الأوسط والعالم.".
وشدد على أهمية قيام الجامعات بدورها، مضيفاً: "حين تقوم الجامعات بهذه الرسالة، ينتفي وجود الظالمين ويختفي حضور أباطرة الحرب، حيث نشهد أن العالم اليوم محكوم بجنون العظمة لحكام موتورين يعشقون الحروب ويعبدون إراقة دماء الأبرياء، ويحيون لاغتصاب ثروات الطبيعة والبشر لإشباع شبقهم بالسلطة والنفوذ والمال".

يوحنا

والقى راعي المؤتمر البطريرك يوحنا العاشر كلمة قال فيها: "إن الفهم الدقيق للتاريخ يرتكز على القاعدة العلمية التي تعتبر أن التاريخ ليس وجهة نظر، بل مجموعة من الوقائع والأحداث التي ندرسها لنستبين ما حصل بالفعل، فنستخلص العبر. تظل كنيسة أنطاكية، البطريركية الرسولية، والكرسي البطرسي الأول، كنيسة المشاركة والشورى والانفتاح والسلام. وهي تبقى كنيسة لها موقعها ومرجعيتها بين الكنائس.

‏فبطاركة أنطاكية منذ القرن السابع عشر أمثال ملاتيوس كرمة، ومكاريوس الثالث ابن الزعيم، وأثناسيوس الثالث دباس، لم يألوا جهدا لتثقيف الرعية وتأمين حاجاتها والمحافظة على الإيمان الأرثوذكسي، فأسفرت جهودهم عن قيام نهضة رعائية وتجديد ثقافي وروحي في بطريركية أنطاكية. من الباب الأخوي أترك للذين تركونا وانضموا إلى الغرب، وفق اتفاق سمح لهم بالمحافظة على طقوسهم والإبقاء على النظام البطريركي، تقويم نتائج خيارهم".

‏ وتوقف عند خطف المطرانين، مضيفاً: "كيف لي ألأ أعبر عن الألم الذي يعتصر قلوبنا بشأن قضية مطراني حلب يوحنا ابرهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ نيسان 2013؟ إن هذا الجرح النازف في جسد الكنيسة الأنطاكية، لن يندمل قبل معرفة مصيرهما، وسيبقى خطفهما في تاريخنا صورة موجعة لما يعانيه إنسان هذا المشرق من قهر".

و دعا "إخوتنا في المواطنة" الى "أن نعمل معا لصوغ رؤية تحترم التعدد الذي يزخر به هذا البلد وتمايز الجماعات فيه، ولصون وحدة لبنان التي تبرز ما عندنا من قيم، ولا تحول الطائفية أداة للفساد والإفساد ولتعطيل الحكم وإيقاف عجلة الدولة، وقهر المواطنين".

وأكد "أننا أبناء هذه الأرض، ولا نسعى الى حمايات أجنبية فيها، بل نسعى الى ترجمة تعاليم الإنجيل في هذه الأرض، ونقل لطف المسيح وسلامه أينما حللنا. نحن هنا لنبني هذه البلاد على قيم المحبة والأخلاق الكريمة مع كل الخيرين وأهل الإخلاص، نحن كتلة محبة ولسنا كتلة طائفية".

يذكر أن جلسات المؤتمر مفتوحة للجميع وتستمر اليوم أيضاً في قاعة اغناطيوس الرابع في البلمند

اقرأ في النهار Premium