النهار

"الوضع ما بطمّن" والأهالي: تعبنا... الإقبال على إيجارات المنازل يزداد وترقب لنزوح شيعي جديد
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
"الوضع ما بطمّن" والأهالي: تعبنا... الإقبال على إيجارات المنازل يزداد وترقب لنزوح شيعي جديد
تصاعد الدخان جراء القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل (أ ف ب).
A+   A-
يتخوّف اللبنانيون وخصوصاً أهل الجنوب من فتح الجبهة مع إسرائيل وانخراط "حزب الله" في حرب لا تُحمد عقباها، فتنعكس نزوحاً مشابهاً لما حصل عام 2006 نتيجة حرب تموز.
 
 
عامل تفجّر الجبهة الجنوبية، دفع بسكان الجنوب والضاحية ومناطق نفوذ "حزب الله" إلى محاولة إيجاد أماكن آمنة لهم، إن في كسروان أو جبيل أو المتن أو الجبل، أي في المناطق المسيحية أو الدرزية. فهناك العديد من المواطنين "الشيعة" غادروا منازلهم في بيروت إلى المناطق الآمنة، وقد لاقوا ترحيباً من سكانها، رغم الفتور أو التشنج الذي حكم العلاقات في المدة الأخيرة. بالموازاة، لم يتوانَ "حزب الله" عن إيصال تحذيرات إلى مواطني الجنوب، بمن فيهم المسيحيون، لإخلاء منازلهم إذا أمكن، وقصد المناطق الأكثر أماناً، تماماً كما فعل عناصره في صور والنبطية والبلدات الحدودية المحاذية وغيرها من المناطق.
 
تتركز عملية استئجار المنازل في المنطقتين المسيحية والدرزية ولو بنسب متفاوتة. فجميعنا، يعرف أو ساعد في تأمين مسكن ومأوى لعائلة جنوبية أرادت النزوح إلى ضبيه، أو جبيل أو الدكوانة أو عاليه على سبيل المثال.
وفي منطقة ضهور الشوير، أفاد مواطنون "النهار" بأن عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي طلبت من بعض من يملكون منازل لهم في المنطقة ولا يسكنونها، توفير الإقامة لمن يريد من سكان الضاحية أو الجنوب لبعض الوقت، في حال اندلاع الحرب.
 
هاجس الدخول في الحرب، يجعل المواطنين أمام خيارين: إما البقاء والتعرض لخطر الموت، أو النزوح؟
 
"بيوتنا مهدّدة"
ابن بلدة الخيام فؤاد (اسم مستعار)، يتحدث لـ"النهار" عن مجريات الوضع الأمني السائد في المنطقة. ويقول: "يسيطر القلق على أبناء الخيام، خوفاً من تصعيد محتمل، فقد خلت البلدة من سكانها، خصوصاً بعدما طلبت جهة تابعة لـ"حزب الله" من الأهالي إخلاء منازلهم حذراً من ازدياد الوضع الأمني سوءاً. من هنا، لجأت عائلة فؤاد وعائلات أخرى إلى النبطية وجوارها، قبل مغادرتهم أراضي الجنوب كافة في حال شعروا بخطر وشيك. يصف فؤاد لنا المشهد الحالي، "لا ننام ليلاً وقلق معظم الوقت". سكّان الخيام يبحثون اليوم عن أكثر البلدات أماناً على الأراضي اللبنانية للجوء إليها عند الشِّدّة، على الرغم من صعوبة وجود منازل للإيجار في فترة قصيرة، خصوصاً أن عدداً من الأهالي ليس لديهم القدرة المادية التي تساعدهم للعثور على منازل تؤويهم".
 
فاطمة، من سكان الضهيرة، البلدة الأكثر شهرة مؤخراً، لا يقلّ وضعها سوءاً عن غيرها. وتقول لـ"النهار" أسكن بمفردي، وغادرت إلى الصرفند بعد تضرّر منزلي جراء القصف، لا أعلم متى أعود، أشعر أنني أعيش تموز 2006 مجدداً. لقد تعبنا".
 
ومن منطقة مركبا، يصف لنا مالك مشهد الرعب لدى سكّان المناطق الحدودية، والضرر الكبير الذي لحق بها، ما تسبب بحركة نزوح كثيفة تركت الجنوب "خالياً ومن دون نسمة"، لكن المؤسف أن هذا هو الوضع الصعب الحالي يترافق مع غلاء الايجارات السكنية في باقي المناطق.
 
فيديو يوثق القصف في بلدة مركبا
 
الشركات العقارية: الطلبات على البيوت المستأجرة ارتفعت
يقول نقيب الوسطاء العقاريين وليد موسى لـ"النهار": "الطلب على الشقق المفروشة مرتفع جداً، بدأ مع انطلاق التشنج والمناوشات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وكلما احتدم الصراع ازداد الطلب".
 
ويؤكد أن "90 في المئة من المالكين ممن يريدون تأجير شققهم المفروشة قاموا بتأجيرها، في حين أن هناك عدداً كبيراً من المالكين يرفضون التأجير ولو بمبالغ طائلة لأسباب متعددة، منها إطالة أمد الحرب".
 
ويشير إلى أن الطلب على الشقق ينتقل من منطقة إلى أخرى، بدءاً بالشوف وصولاً إلى مناطق جبل لبنان والمتن وكسروان، جبيل والبترون، خصوصاً أن الشقق المفروشة غير متوفرة في كل المناطق.
 
ويكشف عن أن هناك بعض الناس لم يعاينوا الشقق التي يريدونها، بل أرسلوا أموالاً عبر OMT لحجزها، ومن المناطق النازحة إلى بعبدا، الحدت، الضاحية وغيرها.
 
من جهتها، تؤكد مابيل كنعان، وهي تعمل في المجال العقاري مع شركة "كونفيدنس" أن هناك طلباً كثيفاً على الإيجارات، أغلبها في كسروان والمتن، مع تشديد المتصلين على أولوية العقارات المفروشة. وتضيف: "ارتفع الطلب على الإيجارات التي تصل مدتها الزمنية الى ما يقارب الشهرين فقط، في حين كان شرط من يقبلون تأجير منازلهم أن لا تقل المدة عن سنة، وهكذا كان، وبالتالي، بتنا نشهد حركة طلب عالية على استئجار المنازل".
 
وتؤكد كنعان أن حركة الاتصالات التي تضاعفت منذ فترة إلى اليوم خمسة أضعاف، تؤكد وجود حركة نزوح كبيرة من المناطق التي تشهد عدم استقرار إلى المناطق اللبنانية الآمنة.
 
 
 
نقيب الوسطاء العقاريين وليد موسى
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium