دعا المجمع الأنطاكي المقدس المسؤولين اللبنانيين ولا سيما منهم النواب، إلى "انتخاب رئيس للجمهورية يضمن عمل سائر المؤسسات الدستورية ويكفله"، مناشداً إياهم "تغليب روح الحوار والتوافق بدلا من التمترس خلف منطق المواجهة وفرض الإرادة على الآخر في كل الملفات".
ورفع الصلوات، في ختام دورته العادية الرابعة عشرة، ودورته الاستثنائية السابعة عشرة من 16 تشرين الأول الجاري الى 21 منه، برئاسة بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، في البلمند السبت،"من أجل استقرار لبنان الذي يدفع أيضا فاتورة الاستهتار والتناحر السياسي من حياة اللبنانيين ومن جنى عمرهم أموالا محجوزة في المصارف"، و"من أجل راحة نفوس من قضوا في انفجار مرفأ بيروت"، و"أن تأخذ العدالة المصلوبة على قارعة المصالح والسياسة سبيلها وطريقها رأفة بلبنان واللبنانيين".
وتناول المجمع الذي سبقه مؤتمر دولي في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي من 16 الى 18 من الجاري، تحت عنوان "الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر: نحو فهم دقيق للتاريخ"، قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبرهيم المخطوفين منذ نيسان 2013 ، طالباً الصلاة لهما والاستمرار في رفع الصوت من أجل قضيتهما. واستنكر "الصمت الدولي المطبق الذي يغلف تلك القضية".
قديسان
وأعلن آباء المجمع عن "قداسة كاهنين شهيدين أنطاكيين من عائلة واحدة، هما الأب نقولا خشة الذي استشهد في مرسين سنة 1917 وابنه بالجسد الأب حبيب خشة الذي استشهد في جبل الشيخ سنة 1948، وثبت تذكارهما السنوي الجامع في 16 تموز تاريخ استشهاد الأب حبيب".
كذلك قرر "إدراج القديس روفائيل (هواويني) أسقف بروكلين في الروزنامة الأنطاكية، وعين الأحد الذي يلي أحد جميع القديسين (الثاني بعد العنصرة) تذكارا عاما لجميع القديسين الأنطاكيين".
انتخاب أساقفة
وانتخب الأرشمندريت أنطونيوس سعد متروبوليتا على أبرشية بصرى حوران وجبل العرب، والأسقف غريغوريوس خوري متروبوليتا على أبرشية حمص وتوابعها. كما انتخب الأرشمندريت ديمتري منصور أسقفا مساعدا للبطريرك بلقب أسقف قاره، والأسقف رومانوس الحناة الوكيل البطريركي أمين سر للمجمع الأنطاكي المقدس.
وتطرق البيان الختامي الى الشأن العام في المنطقة، ودان "الحصار المفروض اليوم على الشعب الفلسطيني وعلى قطاع غزة تحديدا"، مندداً بـ"الإبادة الجماعية المرتكبة فيه تحت أنظار العالم". واعتبر "ما يجري من عنف، نتيجة لعدم احترام القوانين والقرارات الدولية بتطبيق العدالة",
صلاة الشكر
وأقام يوحنّا العاشر أعضاء المجمع والأساقفة أمس، صلاة الشكر لمناسبة إعلان قداسة الأبوين الشهيدين في الكهنة نقولا وابنه حبيب خشة الدمشقيّين في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، في حضور لفيف من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين أتوا من مختلف ابرشيات الكرسيّ الانطاكي.
بدايةً، عَبر موكب الإكليروس والشعب ساحة الدير الغربيّة، على وقع عزف الكشاف الوطنيّ الأرثوذكسيّ، وصولًا إلى كنيسة الدير، تتقدّمه أيقونة الشهيدين في الكهنة، حيث خدمت صلاة الشكر جوقة معهد يوحنّا الدمشقي.
وفي أثناء الخدمة، وقّع البطريرك والمطارنة قرار إعلان قداسة الأبوين خشة في سجل المجمع، ثم تلا أمين سرّ المجمع الأسقف غريغوريوس (خوري) نصّه.
وفي ختام الصلاة، كانت كلمة للبطريرك توقّف فيها عند أهم ملفات الساعة على صعيدي لبنان وسوريا والحصار الدمويّ على غزة، ونوّه بسيرة القدّيسين خشة وذكّر بأنّ "طريق القداسة هي دعوة لكلّ واحدٍ منّا، خصوصاً أنّهما نموذجان لحياة العائلة المسيحيّة".