قالت السيدة نازك رفيق الحريري: "نستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري لنـسـترجع عمرا أمضاه في العطاء، ومسيرة خير ومحبة، نتذكر الإرث العظيم وعهد الإنجازات والنجاحات التي خلفها شهيدنا الكبير والتي حققها في عهده خلال مرحلة الإنماء والإعمار، بعد سنوات الدمار والحرب المريرة. فصدق فيه الوصف رجل الظروف الاستثنائية، وسوف يبقى التاريخ شاهدا على إنجازاته الإنسانية والوطنية" .
وسألت في بيان لمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري: "أين أنت أيها الحاضر الغائب؟ لقد أرسيت قواعد الدولة الناجحة اجتماعيا واقتصاديا، ووضعت تصورا إنسانيا مبتكرا لقدرات المـستقبل وإمكاناته وآماله. لقد جلت العالم لتمد جسور التعاون والشراكة بين لبنان والعالـم العربي والـمجتمع الدولي حتى يصبح لبنان قلب العالم النابض بالحياة. علمت عمرت ساهمت في وقف الحروب وإبرام اتفاق الطائف ووضع الميثاق الوطني والاتفاقيات والتشريعات والدساتير والمبادرات وابتكرت الحلول وقربت بين الشعوب. أخاطبك والقلب على لبنان الذي عشقته حتى الشهادة يتخبط اليوم في المخاطر والتحديات وعاصمتك الحبيبة بيروت، التي أردتها درة الشرق وعاصمة العواصم تناجيك وتسأل عنك أين أنت مما نحن به. فالواقع أليم ومرير وقاس، والخلافات والصراعات والتجاذبات السياسية والمـصالح الفردية تعالت حدودها".
وأضافت: "نعم نفتقدك أكثر من أي وقت مضى لأنك صاحب الرؤية الصائبة والحلول العقلانية والإنسانية. صاحب القلب الذي خفق بالمحبة ، صاحب اليد البيضاء التي بقيت بصماتها في شوارع بيروت وكل زاوية من زوايا لبنان بلدك الحبيب. فلبناننا الذي ناضلت وضحيت بالغالي والثمين حتى تحافظ عليه وطنا نهائيا لكل أبنائه، وبلدا عربيا في انتمائه قد بات أحلاما. فواقعنا بات صعبا جدا والظروف التي نمر بها هي ظروف أكثر من قاسية. وقد أصبح التغيير حاجة وضرورة لضمان بقاء الوطن. لكن هذا التغيير لن يتحقق إلا بالـمشاركة والحوار وبالتشخيص للمشكلات لصون وجودنا ومصالحنا".
وتوجهت إلى شباب لبنان قائلة: "إن ما انجزه شهيدنا الغالي بات أمانة لديكم وأنتم خير من يصون الأمانة ويواصل النهج والمسيرة والرؤية . وان لبنان اليوم بأمس الحاجة اليكم لتجتمعوا على محبته وصون أمنه واستقراره فأنتم رواد الغد المشرق فكونوا روح هذا الغد بعملكم واتحادكم".
وقالت: "للتحلي بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القيادية لتحويل الرؤية إلى حقيقة ورفع شعلة الولاء للوطن وعيشه المشترك، والاعتصام بلغة الحوار وحبل التفاهم ضمن مفهوم الشراكة الحقيقية لبناء الدولة التي نحلم بها جميعا، دولة القانون والمؤسسات، الدولة الحرة السيدة المستقلة التي لطالما سعى اليها الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وفداها بدمه وحياته، هو وسائر شهداء الوطن الأبرار".
وحيت "الشعب الفلسطيني، وخصوصا أهل غزة الصامدين"، وقالت: "ان القلب يدمع لرؤية الاعتداءات على الشعب الفلسطيني المناضل الذي كرس حياته للدفاع عن قضيته. وتضرعت إلى الله عز وجل أن يحفظ أرض فلسطين الغالية وأن يرحم الشهداء الأبرار ويكتب الشفاء العاجل للجرحى الأبرياء".
وختمت: "رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وحفظ لبنان والأمة العربية جمعاء بموفور الخير والأمن والامان والسلام والاستقرار والازدهار".