عمد صباح اليوم أحدُ الشبان (ه.م)، بمؤازرة عدد من زملائه، إلى الاعتداء على المعلّمين في تكميلية فنيدق الرسمية بالعصيّ والسكاكين، بسبب توجيه أحد المعلمين تنبيهاً لشقيقه.
وقد أثار الاعتداء حالة من الرفض والاستهجان لدى فاعليات بلدة فنيدق الاجتماعية والتربوية وعائلة الشاب المعتدي، فطالبوا الأجهزة الأمنية بالعمل على توقيفه والمشاركين بالاعتداء فوراً.
وعُقد اجتماع طارىء في مبنى التكميلية بحضور رئيس البلدية الشيخ سميح عبد الحي وافراد الهيئة التعليمية وعددٌ من الناشطين من أبناء البلدة، وتمّ اتّخاذ عدة إجراءات، في مقدّمها فصل الطلاب المتسبّبين بالإشكال، ورفع دعوى قضائية في فصيلة درك مشمش، التي قصدها رئيس البلدية ومدير تكميلية فنيدق وثانويتها والمعهد المهني المهني فيها.
وتحدث رئس البلدية الشيخ سميح عبد الحي باسم أهالي بلدة فنيدق، فأعلن رفضهم "هذا العمل البربري الذي تمثّل بالهجوم والاعتداء على المدرسة وهيئتها التعليمية".
وحمّل الأهالي مسؤولية تربية أولادهم ومتابعتهم.
وأشار أيضاً إلى ظاهرة الدراجات النارية التي تنطلق تزامناً مع وقت خروج الطالبات والطلاب مترافقة مع الكلام البذيء والتلطيش.
وحمّل عبد الحي القوى الأمنية المسؤولية "التي تتقاعس في كثير من الأوقات عن القيام بواجباتها عندما يتمّ الاتصال بهم، تارة بذريعة العديد، وأخرى بذريعة عدم توافر المحروقات أو الآليات.
من جهته، حمّل مدير تكميلية فنيدق محمد صلاح الدين الأهل أولاً وأخيراً مسؤولية تصرّفات أبنائهم، وأشار إلى أن ما حصل ليس المرة الأولى، فعند كلّ تنبيه من قِبل الأستاذ لأيّ طالب ينبري أهله للتهجم على المعلّمين بحجة أن ابنهم لا يُمسّ.
وإذ لفت إلى أن المدرسة تضم ألفاً وخمسمئة طالب وطالبة تقريباً، هدّد بالاستقالة إن لم يتم معالجة هذا الأمر بأسرع وقت، لأن كرامة المعلّمين والطالبات وسمعتهم لا يمكن التهاون بها.
وتحدث أمام المجتمعين والد الشاب المُعتدي (أ.م) رافعاً الغطاء عن ابنه، ومطالباً بتوقيفه فوراً، ثم قدّم اعتذاره لكلّ أبناء البلدة وللهيئة التعليمية والإدارية، واضعاً نفسه بتصرف الجميع.
وبعد الاجتماع، قصد المعلمون ثانوية فنيدق والمهنية، ونفّذوا وقفة احتجاجية وعطّلوا التعليم في تلك المؤسّسات.
وقالت الهيئتان الادارية والتعليمية في تكميلية فنيدق المختلطة الرسمية: "نعبّر عن استيائنا ورفضنا القاطع لـلإعتداء الذي تعرضت له مدرستنا صباحاً، ونعتبر هذا السلوك مرفوضاً تماماً وغير مقبول في محيطنا التربوي".
وأضافتا في بيان: "نحن نؤمن بقيم الاحترام والتسامح والسلام في مدرستنا، ونعمل جاهدين على تعزيز بيئة تعليمية آمنة ومشجعة لجميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. إنّ ما حدث يتعارض تمامًا مع هذه القيم والمبادئ التوجيهية التي نعتمدها. نحن ندين بشدة هذه التصرف البربري ونؤكد على أننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لهذه التعديات. سنعمل بالتعاون مع الجهات المعنية، بما في ذلك البلدية والقوى الامنية لضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المسؤولين عن هذاه الحادث".
وتابعت الهيئتان: "نحن نتقدم بجزيل الشكر للذين تتضامنوا معنا من مدارس وفعاليات ومجتمع محلي نأمل منهم ان يعملوا بروح المسؤولية تجاه هذه الواقعة. نحن نعد بأننا سنستخدم هذه الواقعة كفرصة للتعلم وتعزيز التوعية حول القيم التي نؤمن بها"، وجدّدتا "الالتزام بتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة. وأيضاً نأمل من فعاليات البلدة المتابع والعمل معًا كفريق واحد لضمان مستقبل أفضل لأبناء بلدتنا".