النهار

قضاء البترون... كنائس وقلاع تاريخية وأسوار شكلت سدّاً في وجه الغزاة
المصدر: "النهار"
قضاء البترون... كنائس وقلاع تاريخية وأسوار شكلت سدّاً في وجه الغزاة
كنائس وقلاع تاريخية وأسوار في قضاء البترون.
A+   A-
طوني فرنجيه
 
ليس قضاء البترون "طقشاً وفقشاً وأندية سهر ليلي وحسب"، بل هو أيضاً مكان غني بالمعالم السياحية والأثرية. يضم قضاء البترون كنائس قديمة وقلاعاً تاريخية وأثرية، وشلالاً ساحراً في كفرحلدا، ومحمية أرز تعتبر من أكبر غابات الأرز في لبنان، وسوقاً قديمة باتت اليوم مقصد السياح والرواد والزوار .
 
 
كاتدرائية مار إسطفان
تعتبر من أكبر كنائس لبنان، انتهى بناؤها حوالى عام 1910، وهي تطل على ميناء المدينة، وتعتبر شفيعة الصيادين، كونها تشرف على الميناء الذي ينطلقون منها للصيد وكسب لقمة العيش. تتميز بطراز معماري هو مزيج من بيزنطي وروماني. تتألف من صحن رئيسي، وجناحين وثلاثة مذابح. تعلو الكاتدرائية قبتا جرس، أما حجارتها فهي رملية بترونية، وأعمدتها الرخامية استُقدمت من دير القلعة في بيت مري.
 
 
السور البحري الفينيقي
هو عبارة عن كثبان رملية، تحجرت في الزمن الجيولوجي الرابع، أي منذ حوالي المليون سنة، وبدأ الإنسان البتروني يقتطع منها الحجارة الرملية الصلبة، للبناء. يبلغ طول السور 225 متراً، وإرتفاعه 5 أمتار، وعرضه عند القمة ما بين المتر ومتر ونصف المتر. وقد وقف سدّاً منيعاً في وجه العواصف البحرية والغزاة.
 
 
  
بالوع بلعة
بالوع بلعة معلم طبيعي لبناني عمره ملايين السنين. يقع في منطقة تنورين الفوقا، في أعالي جرود البترون، على ارتفاع 1550م عن سطح البحر. يبلغ العمق الإجمالي للبالوع نحو 255 متراً، وأجزاؤه موزعة كما يأتي:
يطل المنخفض على هوة أولى يبلغ عمقها 90 متراً وعرضها 100 متر، تخترق هذه الهوة في وسطها جسور ثلاثة طبيعية متراكمة.
 
في بعض أشهر السنة، يصب في هوة البالوع الرئيسية، شلال من المياه الغزيرة، ارتفاعه 90 متراً، ثم يتفرع في الدهاليز السرية، أما الهوات الثلاث الباقية في البالوع، فهي تحتوي على سراديب، وبرك، وهوات متفرقة، وقاعات مغمورة بالمياه. وفوق الجسر الأوسط للبالوع "محبسة"، هي عبارة عن هوّة ومغارة معاً، طولها 15 متراً وعمقها 61 متراً. والبالوع حي لا تزال المياه الجوفية تجري فيه، ويتميز عن سواه في لبنان والعالم، لأن الوصول إليه سهل نسبياً، وشكل فوهته نادر.
 
 
محمية أرز تنورين
تعتبر محمية غابة أرز تنورين من أكبر غابات الأرز في لبنان، وأكثرها كثافة. تبلغ مساحتها حوالى ١٩٥ هكتاراً، ويتخللها أخاديد صخرية، وكهوف طبيعية. يشكل الأرز حوالى ٩٠٪ من أشجارها، التي يتراوح إرتفاعها ما بين ١٣٠٠ و١٨٠٠ متر، وتتميز بنموها على منحدرات عمودية. كما تضم المحمية أزهاراً نادرة، وأنواعاً مختلفة من الثدييات، والعديد من الطيور المهاجرة والمعششة.
 
يستطيع زوار المحمية ممارسة رياضة المشي، ومراقبة الطيور، والتعرف على النباتات والحيوانات والحشرات وتصويرها، بالإضافة الى مراقبة النجوم بواسطة تيليسكوبات ضخمة تم تركيزها في المحمية، والتجول فيها يتم وفقاً لخريطة تظهر ممرات محددة يسلكها الزائر، مع إشارات للدروب وطولها، ومعدل الوقت اللازم لسلوكها، ووعورتها. وجُهزت المحمية ببنى تحتية لاستيعاب أكبر عدد من السياح، مع مركز دائم ينظم نشاطات للزوار، ودورات تدريب للسيدات على تحضير المونة، والأشغال اليدوية القروية.
 
 
قلعة المسيلحة
قلعة المسيلحة هي حصن شيّده الأمير فخر الدين الثاني في القرن السابع عشر، لحماية الطريق من طرابلس إلى بيروت. وتم بناؤها على صخرة طويلة وضيقة من الحجر الجيري، بالقرب من نهر الجوز، وبنيت جدرانها من كتل صغيرة من الحجر الرملي، تم استخراجها من الساحل القريب، وتبلغ سماكة الجدران مترين. تعد القلعة من أهم المعالم السياحية في لبنان. وقد طبعت صورة القلعة على ورقة النقد اللبنانية من فئة الـ ٢٥ ليرة. اسم "مسيلحة" يعني مكاناً مسلحاً أو محصناً. يمكن الوصول إلى القلعة من خلال الطريق الجبلي بين المرتفعات الخضراء، وبعدها يوجد نفق صغير، يؤدي إلى جسر فوق نهر الجوز.
 
درب المسيلحة
درب المسيلحة هو مسار طوله 212 كلم، يبدأ بالقرب من سد المسيلحة، وهو مرصوف بالحجارة على طول الطريق، بدءاً من كفر حلوس، وصولاً إلى مدينة البترون، التي تتميز بمعالمها الطبيعية الجميلة. يقصد درب المسيلحة هواة المشي في الطبيعة، وهو يشرف على السد، وعلى مناظر خلابة.
 
قلعة سمار جبيل
تقع قلعة سمار جبيل في بلدة سمار جبيل قضاء البترون، وهي من أقدم البلدات اللبنانية، وقد شقت طريقها على الخارطة السياحية، انطلاقاً من الأوتوستراد الذي يمر في وسطها، والمعروف بطريق القديسين رفقا والحرديني.
 
بنى قلعة سمار جبيل ملوك جبيل الفينيقيون، وسكنها ملك بابل بختنصر، ونحت على حائطها الشمالي رسماً له وللملكة. التماثيل الرومانية الموجودة في القلعة، تدل على أن الرومان احتلوها، وبنوا هيكلاً بأعمدة ضخمة. في القلعة برج مراقبة، وخندق منحوت في الصخر، يُملأ بالمياه لمنع دخول الغزاة، وفجوات في الجدران لفوانيس تضيء القلعة. بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية على يد العثمانيين، تعاقب على القلعة العرب والصليبيون، الذين هدموا أجزاء منها، وبنوا لهم في إحدى زواياها، حصناً سُمّي "شاتو فور"، وجاء بعدهم المماليك والعثمانيون.
 
السوق القديم
يعود تاريخ السوق القديم إلى أواخر القرن التاسع عشر. بني من الحجر البتروني الرملي، ومن العقود المتصالبة والسريرية، التي تجعل منه أحد أجمل الأسواق في لبنان. وما زالت بعض الحرف اليدوية متوفرة فيه، منها الخياطة، والسكافة والحدادة. لكنه في الآونة الاخيرة تحول إلى قلب البترون النابض حيوية ونشاطاً وسهراً وذلك بعد ترميمه ونجحت البلدية والهيئات المحلية في إعادة إحيائه ما حوّل البترون المدينة إلى مقصد سياحي للمقيمين والمغتربين بعدما ذاع صيت "طقشها وفقشها وليالي سهرها الطويل وانتشار المطاعم والملاهي في طول السوق وعرضه".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium