الجريدة التي ضربت الرقم القياسي في التعطيل والملاحقة أيام الانتداب كانت "النهار" التي أسسها صاحبها جبران تويني عام 1933 امتداداً لجريدته السابقة "الأحرار" (1924) التي غادرها عام 1929 ليتولى وزارة المعارف في عهد شارل دباس، رغم معارضته له.
وقد عُرفت "الأحرار"، كما "النهار" في ما بعد، بمطالبتها بالاستقلال التام الناجز (بما في ذلك، عام 1937، الغاء المعاهدة الفرنسية التي لم يتم إبرامها على كل حال). وكانت عنيفة في التصدي للانتداب، واقفة في وجه السلطة الفرنسية لإقدامها على "تعليق الدستور" وتعطيل الحياة النيابية، فضلاً عن دفاعها عن اللغة العربية لغة رسمية وحيدة، على أن تبقى الفرنسية لغة مخاطبة "المفوضية السامية" ومستشاريها في الوزارات، يجري تدريسها كأداة وصال مع الثاقفة الغربية. وفي محاضرة القاها في الجامعة الأميركية عام 1938 تحدث جبران تويني عن عروبة لبنان بكلام ظل شعاراً الى أن كرّسه ميثاقاً وطنياً بيان حكومة الاستقلال عام 1943. قال جبران تويني: "... ان اللغة العربية [...] أرادوا أني جعلوها في لبنان كاللغة المالطية، تلتهمها العجمة وتقضي عليها الرطانة. ومتى فقد الإنسان لغته فقد أهم المقومات في قوميته.
فأنا أخدم قومي بالدفاع عن لغتنا العربية، لتظل مرفوعة اللواء في بلد يريدون أني فقدوه لونه، ولكنه سيظل على كل المحاولات بلداً عربي الوجه واليد واللسان، وسيظل موطناً للغة العرب، يخدمها بعقله ولسانه ويراعه، كما خدمها من قبل، يوم كان كثير من أبنائها في جهل عميم".