حاول الطلاب، الذين منعوا أمس من الدخول إلى فروع جامعة بيروت العربية في كل من بيروت، الدبية وطرابلس بسبب عدم حيازتهم البطاقة الطالبيّة، التي تمنحها الإدارة بعد تسديد 35 في المئة من الدفعة الأولى من قسط الفصل الحالي، أن يعترضوا رافعين الصوت ضد هذا الإجراء بتحرّك أمام مدخل حرم الجامعة في بيروت.
الضرب أو الإساءة
هؤلاء الطلاب الذين لم يسدّدوا الدفعة الأولى من القسط الحالي، كان سبق لهم أن نفّذوا وقفة احتجاجية أمام الفروع الثلاثة. وتحدّث العديد منهم لـ"النهار" من دون ذكر أسمائهم، فاتّهموا حرّاس الجامعة بالاعتداء عليهم بالضرب، وبتوجيه إساءات وعنف كلامي لردعهم عن دخول الجامعة؛ وهو ما نفاه عميد الشؤون الطالبية في الجامعة الدكتور صبحي أبو شاهين في اتصال مع " النهار"، ووضعه في خانة التدافع بين الطلاب وحراس أمن الجامعة".
يدعم هذا التحرك المطلبي "شبكة مدى" عبر النادي العلماني في الجامعة، الذي نفّذ تحرّكاً أمس الخميس أمام مدخل الجامعة العربية، ورفع شعارات تطالب بحماية الطلاب،" وتُندّد "بعدم سماح الجامعة بأيّ انتخابات أو تمثيل، أو المشاركة بأخذ القرارات، إن كانت على مستوى ارتفاع الأقساط أو السياسات الأمنية".
وأكدت إحدى الطالبات أنها حملت أمس الخميس مطلبين إلى الإدارة باسم المجموعة الطالبية، هما إلغاء البطاقة الطالبية الجامعية أو الـID لكلّ الطلاب في الجامعة لمتابعة الدراسة، والخضوع للامتحانات الفصلية، أو إصدار هذه البطاقة لكل الطلاب حتى غير المسدّدين لمتابعة تحصيلهم العلمي"، آملة في "أن يحظى المطلبان بصدًى لدى المعنيين، وإلا ستذهب هذه المجموعة باتجاه التصعيد".
35 % القسط
من جهته، أكّد منسق اللجنة الإعلامية في شبكة مدى، زياد يموت، لـ"النهار" أن "الإجراء المتّخذ من الجامعة شمل مجموعة من الطلاب، الذين لم يسدّدوا الدفعة الأولى من القسط الدراسي للفصل الحالي، وتصل إلى 35 في المئة من مجمل تكاليف الدراسة الفصلية"، مشيراً إلى أن "العادة جرت سابقاً على أن يدفع الطلاب مستحقاتهم في الأسبوع الأخير من الفصل؛ وهذا ما كانت تتفهمه إدارة الجامعة في الأعوام الماضية".
وندّد يموت بلجوء "حرس أمن الجامعة إلى ضرب الطلاب،" متسائلاً عن أسباب "الارتفاع الكبير في أقساط الجامعة هذه السنة في ظلّ غياب الشفافية من إدارة الجامعة في شرح آلية صرف موازنتها الجامعيّة".
إزاء كل ذلك، حملت "النهار" هذه المطالب إلى عميد شؤون الطلاب في الجامعة الدكتور صبحي أبو شاهين، الذي عرض لسياسة الجامعة، مشيراً إلى أنها "عالجت عدّة حالات لبعض الطلاب، فسمحت لهم بجدولة الأقساط على ثلاث دفعات أو أكثر في حالات محدّدة"، ومعلناً أن "الإدارة أضافت هذه السنة، ومقارنة مع العام الجامعي الماضي، 30 في المئة إلى المنح الجامعية لدعم الطلاب".
ما هو سبب تحرك الطلاب؟ أجاب بأن في فروع الجامعة الثلاثة 7500 طالب يدرسون لتحصيل شهادة البكالوروس، ونحو 20 في المئة منهم لم يسدّدوا أي رسوم للفصل الحالي من القسط الجامعي، ثم لمّا منعناهم من الدخول إلى الجامعة استجاب، بظرف يومين أو ثلاثة أيام، نحو 55 في المئة من هذه النسبة، وسدّدوا الدفعة الأولى أي 35 في المئة من القسط الجامعي".
ولفت إلى أن "هذا الإجراء سبقه إرسال نحو 7 رسائل إلكترونية لهذه المجموعة لتذكيرهم بضرورة تسديد الدفعة الأولى من القسط، لأنّ الجامعة عاجزة عن الاستمرار في هذا النهج". وأضاف "الجامعة تتكفّل بتأمين الحصص الدراسية، التي لم يلتحق الطالب بها، إضافة إلى تنظيم الامتحانات للمجموعة نفسها".
لِمَ التشديد على البطاقة الطالبية الجامعية؟ قال: "هذا إجراء مهمّ جداً يفرض نفسه في الجامعات كلّها، وهو أساسي في هذه الظروف الحالية".
وعن ضرب حرّاس أمن الجامعة أيّ طالب، أو اعتمادهم العنف اللفظي بحق إحدى الطالبات، التي حاولت دخول حرم الدبية من دون حيازتها البطاقة الطالبية قال:" لم يحصل ذلك. اقتصر الموضوع على تدافع بين الطلاب وحرس أمن الجامعة من دون أي محاولة اعتداء بالضرب أو بأيّ ألفاظ نابية أو عنف كلاميّ، لأنّ إدارة الجامعة لا تسمح باعتماد أيّ لغة عنفيّة بين الطرفين".
[email protected]
Twitter:@rosettefadel