أمضى أبناء البلدات والقرى الحدودية الجنوبية عطلة نهاية الأسبوع، في سباق مع الوقت قبل 24 ساعة من موعد انتهاء الهدنة في غزة، وتالياً احتمال عودة السخونة الى جبهة الجنوب.
ففي اليوم الثالث ما قبل الأخير للهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في القطاع، والتي انسحبت بشكل غير معلن على محاور الجنوب بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"، شاملة المنطقة الحدودية المحاذية للمواقع والمستوطنات، والتي تحوّلت غداة عملية "طوفان الأقصى" في غلاف غزة، جبهة حرب بين "الحزب" والجيش الإسرائيلي، استمر الهدوء لليوم الثالث مسيطراً على جانبي الحدود، بعدما توقف تبادل كل أشكال القصف المدفعي والصاروخي، مما أسهم في عودة الحياة والحركة جزئياً إلى شرايين المنطقة.
وفي جولة حدودية لـ"النهار"، بدت الحركة المرورية والتجارية ناشطة داخل جديدة مرجعيون مركز القضاء وعدد من قراها، على غرار مدينة بنت جبيل مركز القضاء، خصوصاً بعد معاودة فتح أبواب العديد من المحالّ في السوق التجارية.
وخلافاً لبنت جبيل، فإن الهدوء الذي عاشته بعض البلدات المواجهة للمواقع الإسرائيلية ولا سيما منها مارون الراس والضهيرة وعين إبل وطير حرفا والجبين ومروحين في قضاءي بنت جبيل وصور، كان حذراً، واقتصر حضور الأهالي على تفقد بيوتهم وممتلكاتهم، ومن ثم العودة من حيث أتوا.
ولوحظ أن عدداً من الفلاحين والمزارعين وخصوصاً في يارون ورميش، عمدوا إلى حراثة أراضيهم على وجه السرعة على أمل زرعها في حال عدم تجدّد الأعمال الحربية، حتى يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم وإعادة إصلاح ما تهدّم أو تضرّر نتيجة القصف الإسرائيلي، الذي لم يوفر في يارون كنيسة مار جرجس حيث اخترقت إحدى القذائف سقفها وأحدثت أضراراً جسيمة فيها.
آثار القصف الاسرائيلي بدت واضحة أيضاً في عيترون وبليدا وميس الجبل وحولا، وعيتا الشعب وعين إبل وعلما الشعب والضهيرة وحداثا وطير حرفا والجبين، حيث تحوّل تقاطع البلدتين إلى شبه مزار، يتفقده العابرون لإلقاء نظرة على المكان الذي استُشهدت فيه الإعلامية فرح عمر وزميلها المصوّر ربيع معماري والشاب حسين عقيل ابن بلدة الجبين الذي كان برفقتهما.
كذلك لوحظ بعد الظهر مغادرة العديد من أبناء المنطقة بسبب انتهاء عطلة نهاية الأسبوع، تحسّباً لاحتمال عودة العمليات العسكرية إن لم تُمدَّد الهدنة الإنسانية في غزة.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش: