النهار

موسم الزيتون في عكّار... كميّات قليلة وتخوّف من تأثيرات حرب غزّة
المصدر: "النهار"
موسم الزيتون في عكّار... كميّات قليلة وتخوّف من تأثيرات حرب غزّة
موسم الزيتون.
A+   A-
ميشال حلاق
 
شارفت عمليات قطاف ثمار الزيتون في محافظة عكّار على الانتهاء، في هذا الموسم الذي بدأ باكراً مع بدء هطول الأمطار، في شهر تشرين الأوّل الماضي، وتخوّفَ المزارعون من عمليّات سرقة الزيتون من بساتينهم وكرومهم، التي تحصل غالباً من قبل مجهولين، ومن تداعيات حرب غزّة واحتمالات ومخاطر تمدّدها إلى لبنان، ما سرّع عمل ورش القطاف.
 
ويجمع المزارعون على أنّ كميّة محاصيل هذا الموسم كانت قليلة نسبيّاً، وأتت أقلّ بنسبة تزيد عن الـ 50 في المئة عمّا كانت عليه في السنة الماضية، بالنسبة إلى ثمار الزيتون، وكذلك بالنسبة إلى "مقطوعيّة" الزيت. وهذا الأمر تسبّب في ارتفاع أسعار ثمار زيتون المائدة الأخضر والخمريّ (الأسود) إلى ما بين الـ 2 والـ 3 دولارات للكيلوغرام الواحد للكبيس، وذلك حسب نوعية وجودة الثمار، وبسعر تراوح ما بين الـ 80 والـ 100 ألف ليرة لبنانية لكيلوغرام زيتون العصر.
 
 أمّا سعر صفيحة الزيت المنتَج حديثاً فتراوح ما بين الـ 100دولار والـ 150 دولاراً للصفيحة الواحدة. وبسعر وسطيّ بلغ الـ125 دولاراً للصفيحة الواحدة.
 
ويلفت المزارعون إلى أنّه، وعلى الرغم من ضعف الموسم إنتاجياً، فكميات الزيت المنتجة محلياً لا زالت تكفي وتفيض عن حاجة السوق الداخلية. وهذا يتطلّب من الجهات الرسمية المعنية حماية الإنتاج اللبناني ذي الجودة العالية، ومنع استيراد زيت الزيتون من الخارج، والحدّ من عمليات تهريب وإدخال الزيت والزيتون بطريقة غير شرعية عبر الحدود البرّية، والسعي أيضاً إلى تأمين أسواق خارجية لتصدير الزيتون المكبوس، وكذلك الزيت للأسواق الخارجية، إذ إنّهم واثقون بأنّ زيت الزيتون اللبنانيّ مرغوب في الدول الأوروبية والعربية، وبخاصّة من قبل الجاليات اللبنانية في الاغتراب.
 
ويشير المزارع خالد الأحمد إلى أنّ ما سبّب ارتفاع أسعار الزيتون والزيت هذه السنة يعود إلى تراجع الكميّات المنتجة أوّلاً، ومن ثمّ ارتفاع كلفة اليد العاملة والنقل والعصر.
ولفت إلى تقلّص القدرة الشرائية للمستهلك اللبنانيّ الرازح تحت عبء الأزمات الاقتصادية والمالية المعيشية المتعاظم.
ويرى بأنّ الوزارات المعنية تقع عليها مسؤوليات التخطيط لمعالجة هذه الأمور، ويجب ألّا تقف متفرّجة في مواجهة التدهور الحاصل.
 
وترى السيدة عبلة إّبراهيم بأنّ "مؤونة الزيت والزيتون فرضت واجب تأمينها في كلّ بيت، وهذا من أولويّات تراث المائدة اللبنانيّة".
تضيف: "لكن في ظلّ الواقع الصعب الذي نعيشه، بات القسم الأكبر من اللبنانيين يلجأ، مرغماً، للحدّ من الكميّات المخزّنة لديه، والتي غالباً ما كانت تكفي لسدّ حاجته".
 
ويقول سمير الزير رئيس التعاونية الزراعية في بلدة شدرا بأنّ موسم الزيتون هذا العام ضعيف الإنتاج قياساً بموسم السنة الماضية، باستثناء القليل من الحقول التي حافظت نسبياً على إنتاجها الجيّد.
وفي رأيه، إنّ "العامل الواحد بالكاد يجني ٢٥ كيلوغراماً من الزيتون في اليوم ببدل أتعاب يعادل الـ ٧٠٠ ألف ليرة لبنانية. يضاف إليها كلفة عصر غالون الزيت ١٦ كيلوغراماً (10 دولارات للمعصرة)، وثمن العبوة المعدنية الخاصّة بحفظ الزيت (6 دولارات). كما أنّ تكاليف عمليات نقل الزيتون إلى المعصرة، ومن ثمّ نقل الزيت إلى المنازل تشكّل عبئاً إضافياً مع ارتفاع أسعار المحروقات. أضف إلى ذلك كلفة رشّ المبيدات والتشحيل والسماد وأعمال الحراثة وتدنّي القدرة الشرائية وأعباء كلفة الخدمات مجتمعة التي يتحمّلها المزارع".
وتحدّث عن بعض أعمال الغشّ التي يلجأ إليها بعض التجّار في ما يخصّ جودة الزيت، التي تسيء إلى سمعة الزيت اللبنانيّ عالي الجودة، وتنعكس سلباً على وضع المزارع والمستهلك معاً.
 
 رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في القبيّات جورج فارس، اعتبر أنّ موسم الزيتون مقبول نسبياً ولكنّه أدنى من السنة الماضية، إلّا أنّ نوعية الزيت ممتازة عند الأكثرية، وقد تمّ فحص أكثر من عيّنة وجميع نتائجها أتت بمواصفات عالية.
 
الياس الراسي مزارع وصاحب معصرة زيتون في بلدة الشيخ طابا- عكار شَكَا من ضعف الإنتاج هذا الموسم على صعيد ثمار الزيتون، واصفاً الأمر بالكارثيّ بالنسبة إلى المزارعين، عازياً الأمر إلى طبيعة أشجار الزيتون التي يختلف إنتاجها سنة عن أخرى. 
هذا، وكانت الجمعيات التعاونية الزراعية والجهات المعنيّة بجودة الزيتون جدّدت توجيهاتها إلى المزارعين بجملة إرشادات، دعت فيها إلى أهمية قطف ثمار الزيتون باليد لا بالعصا، لأنها تتسبّب بإيذاء أطراف الشجرة التي ستحمل الثمار في العام التالي.
 وحذّرت من انتشار الأمراض والآفات وأهمّها: سلّ الزيتون وذبابة أغصان الزيتون.
ونصحت التعاونيات المزارعين بعدم تخزين الثمار لفترة طويلة في المعصرة، وبفصل الثمار المتساقطة على الأرض عن الثمار المقطوفة حديثاً، وبفصل الأوراق والأغصان الصغيرة والأتربة والحصى عن ثمار الزيتون بعد القطف، بالإضافة إلى تعبئة ثمار الزيتون بصناديق بلاستيكية بدل أكياس الخيش أو الأكياس البلاستيكيّة.
 
وتحدّثت التعاونيات عن أهمية الـ"لكر" الغذائيّ الذي ينبغي طلاء الصفائح به، لأنّ ذلك يُحافظ على نوعيّة زيت الزيتون، فضلاً عن استخدام خزّانات "الستانلس ستيل" غير القابلة للصدأ، والمختلفة الأحجام لتعبئة وتخزين زيت الزيتون لفترات طويلة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium