النهار

دير ميماس في دائرة القصف الإسرائيليّ... قلّة من سكّانها صمدت وحاجة إلى حضور الدولة
أحمد منتش
المصدر: "النهار"
دير ميماس في دائرة القصف الإسرائيليّ... قلّة من سكّانها صمدت وحاجة إلى حضور الدولة
دير ميماس. (أحمد منتش)
A+   A-
حزينة دير ميماس في قضاء مرجعيون على غير عادة، هذه البلدة التي تطلق عليها تسمية "منارة الجنوب وجوهرة القضاء"، إذ اكتسبت في الآونة الأخيرة شهرة عالمية من خلال الجوائز والميداليات الذهبية والفضيّة التي حصدتها من خلال جودة زيتها، عبر شركة تشرف عليها ابنتها روز بشارة.
 
كذلك ذاع صيتها إثر محاولة الاغتيال التي نفّذتها الأسيرة المحررة سهى بشارة ضدّ قائد "جيش لبنان الجنوبيّ" اللواء أنطون لحد، وبعد إطلاقها من سجن الخيام قبل تحرير الجنوب عام 2000.       
 
 
 في جولة لـ"النهار" في البلدة، بدت مقفرة، غالبية شوارعها وأحيائها السكنية كما مدخلها محاطة بأشجار الزيتون الحديثة الزراعة والمعمّرة، فلا عبور للسيارات باستثناء دورية من "اليونيفيل" والجيش. منازلها مقفلة، ولولا وجود رجلين كانا يسيران وحيدين في الشارع الرئيسيّ، لكان من الصعوبة إيجاد أيّ شخص فيها. ويقول مارون حوراني: "نسبة قليلة ظلّت موجودة في البلدة، والغالبية نزحت، خصوصاً بعد تعرّض أطرافها لسقوط بعض القذائف".
 
 وعن مصير موسم الزيتون، يضيف: "أكثر من نصف أصحاب كروم الزيتون تمكّنوا من قطاف الموسم وكان ضعيفاً هذا العام. وفي خلال فترة الهدنة، استطاع قسم آخر جني محصوله، ونحو 15 في المئة لم يتمكنوا من ذلك. والطقس الماطر أعاقهم، رغم أجواء الهدوء التي نأمل في أن تستمرّ، وأن تتوقّف أعمال القصف المدفعيّ والصاروخيّ، ويعود من اضطرّ للنزوح، إلى منزله وأرزاقه، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها في كلّ المنطقة الحدودية".
 
 
 ووصف رئيس البلدية جورج نكد، في اتّصال هاتفيّ، الوضع في دير ميماس بأنّه "هادئ  ومقبول"، معتبراً "أنّ القصف المدفعيّ الذي طاول أطراف البلدة واقتصر على الأضرار، تسبّب في نزوح بعض العائلات، خصوصاً أنّ البلدة تعرّضت في العدوان الإسرائيليّ في تموز 2006، لقصف مدفعيّ عنيف أدّى إلى تدمير عشرات المنازل وتضرّرها، إضافة إلى تدمير دير ماما الذي أعادت بناءه دولة قطر مشكورة".
 
وأوضح "أنّ شرطة البلدية بالتعاون مع عدد من شباب البلدة، يقومون بأعمال الحراسة، ولدينا مولد كهربائيّ وأحياناً نحتاج إلى المازوت لمواصلة تشغيله لإنارة البلدة، كي يشعر السكّان الصامدون بالاطمئنان. ونأمل من الجهات المسؤولة، مساعدتنا في تأمين المازوت، وتكثيف حضور مؤسسات الدولة، ليس في دير ميماس فحسب وإنّما في كلّ قرى المنطقة الحدودية وبلداتها، لمساعدة أبنائها على الصمود والبقاء في أرضهم وفي بيوتهم ومراكز أعمالهم".
 
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش:
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium