النهار

 

وفي حديث سابق لـ "النهار"، عرض المدير الفني للمهرجان الأب توفيق معتوق، تفاصيل البرنامج الغنيّ، متوقفاً عند بعض محطاته ولاسيما أهمية "إفتتاح المهرجان بمحطتين من إنشاد لكل من جوقة الجامعة الأنطونية وجوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب معتوق"، مشيراً الى أن "المحطة الأولى تلاقي الجمهور باستذكار مئوية موت أحد أعمدة التأليف الأوبرالي جاكومو بوتشيني في "قداس المجد Messa di Gloria" بمشاركة أوركسترا مؤلفة من موسيقيين لبنانيين وأعضاء من الأوركسترا السمفونية الأرمنية والتينور اللبناني الصاعد جوزف دحداح والباريتون سيزار نعسي، فيما العمل الثاني لبيتهوفن وهو "فانتازيا الكورس"، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه نسخة مبكرة للتشكيل المستعمل في السمفونية التاسعة بمشاركة عازف البيانو الكوري كيوبين تشانغ الحائز الجائزة الأولى في مسابقة طوكيو الدولية للعزف على البيانو".

وما يقدمه المهرجان للمرّة الأولى في لبنان وفقاً لمعتوق، هو "مشاركة عازف البيانو الكوري نفسه ومجموعة ديفاس الاوبرالية في احتفال يقام بالتعاون مع السفارة الإيطالية في بيروت إحياءً لمئوية ماريا كالاس".

وكان منظمو "بيروت ترنّم" أعلنوا في المؤتمر الصحافي لإطلاق المهرجان أن "قلوبنا يملؤوها الحزن والخوف وعيوننا تتابع كل يوم، ما لم نعد نتعرف فيه على أنفسنا على إنسانيتنا وعلى القيم التي نشأنا عليها وتعلمنا تقديسها، ولم يكن من السهل علينا أن ننظم ونطلق النسخة السادسة عشرة من بيروت ترنّم، في ظل ما نشهده من وحشية وقتل ودمار وعنف يهز كل انقياء العالم".
وأضافوا: "بيروت تُرنّم هذا العام هو كما كان في كل نسخة، مساحة للتلاقي والموسيقى والمحبة. هو أيضاً مساحة للتعبير عن أوجاعنا ومخاوفنا، فضاء نتشارك فيه ما تبقى من أمل على رغم كل الآلام، وفسحة نخشع فيها طلبا للسلام لمن بقوا، والراحة الأبدية لكل من رحلوا".

يذكر أنّ للمواهب الشابة حيّز مهم في "بيروت ترنم". فقد أفرد البرنامح، وفقاً لمعتوق، "مساحة خلّاقة للموسيقيين اللبنانيين عبر استضافة أمسية يقدمها عازف الكمان ماريو الراعي وعازف التشيللو ساري خليفة وعازف البيانو اياد خليفة، وأمسية أخرى مع عازف الأرغن خليل شاهين، مع إضافة تقديم أمسية من باكورة مبادرة "بيروت ترنم" لبرنامج "إيل سيستيما" من تقديم الأطفال الذين يشاركون أسبوعياً في برنامج الأوركسترا، الى سلسلة من ورش العمل بالتعاون مع الموسيقيين ليكون مهرجان "بيروت ترنم" مشاركاً أيضاً في التربية الموسيقية للجيل اللبناني الناشئ".