النهار

بعد 3 سنوات على انفجار بيروت... ليليان شعيتو تتحدّى واقعها: "لا شيء مستحيل" (فيديو)
المصدر: "النهار"
بعد 3 سنوات على انفجار بيروت... ليليان شعيتو تتحدّى واقعها: "لا شيء مستحيل" (فيديو)
ليليان شعيتو وشقيقتها نوال.
A+   A-
من الغيبوبة إلى الحياة. تمسّكت ليليان شعيتو، الأم والشابة الصغيرة بالحياة كتمسّكها بطفلها الذي بقي بعيداً عنها. لم تستسلم، لم تفقد الأمل، وها هي اليوم تُعلّمنا درساً جديداً بالصبر والقوّة.
 
جميعنا ذرفنا الدموع معها، قصّتها أبكت الكثيرين، واليوم نضحك معها، نرسم هذه الابتسامة الحقيقية على وجوهنا بعد أن شاهدنا حالتها التي تحسنت بشكل واضح وكبير. تجلس ليليان اليوم على كرسي متحرك، تقول بعض الكلمات وتأكل بمفردها.
 
قبل 3 سنوات، أي قبل انفجار بيروت، كانت ليليان إنسانة تنبض فرحاً وحياة، كسرها غدر الانفجار وسلبها حركتها وحيويتها. لكن كما يُقال دائماً أن "لا شيء مستحيل" وبالفعل هذا ما نلمسه اليوم في قصة ليليان.
 
بعد سنة على سفرها إلى تركيا، بدأت ليليان تكتب فصلاً جديداً من حياتها، فصول معلّقة بقيت ترسم لها نهايات أخرى ومنها أمومتها المعلّقة أيضاً، لكنها قبل كل شيء تريد أن تسترجع قوتها وحركتها قبل أن تفكر بنضالها الثاني.
 
 
 
 
 
تؤكد شقيقتها نوال في حديثها لـ"النهار" أن "ليليان تظهر تحسناً كبيراً وواضحاً وخضعت لعدة جراحات في قدميها، وما زالت بحاجة إلى عمليات أخرى. ونتيجة ذلك، بدأت تخطو خطوات صغيرة بمساعدة الفريق الطبي وتخضع لعلاج للنطق الحسي – الحركي. وبفضلها بدأت تتحدث بضع كلمات تساوي عندها وعند عائلتها ومحبيها اللغة بأكلمها".
 
كانت كلماتها الأولى "ماما"، تلك الاستغاثة التي أطلقتها بشفتيها وقلبها لتعبّر عن حاجتها لوالدتها. وعبارتها المرافقة كانت "أحبك". هكذا أرادت ليليان أن تكون البداية كما بدايتها الأولى يوم خرجت من رحم والدتها إلى هذه الحياة، وفي ولادتها الجديدة كانت البداية مع والدتها أيضاً، فلا شيء يُضاهي حنان الأم.
 
تحمل ليليان خيبتها وانكساراتها الداخلية وأحلامها أينما ذهبت، يصعب عليها أن تواجه خساراتها الجسدية والنفسية دفعة واحدة، وخسارتها الكبرى بقيت تحرق قلبها بأمومتها المعلقة، حيث لم تُكحّل عينيها برؤية ابنها إلا مرة واحدة، ما زالت كما تؤكد شقيقتها نوال "محرومة من رؤيته "حتى بالفيديو"، هي لا تطلب الكثير إلا أن الأعذار تبقى معلبة وجاهزة عند كل محاولة.
 
ومع ذلك، تحارب ليليان لتستعيد حياتها. ومن صبر 3 سنوات لن يستسلم اليوم. أمام ليليان مسافة لا بأس بها وسنة أخرى في تركيا لتواصل فيها علاجها المكثف حتى تتمكن من المشي بمفردها، حسب ما أكدت الطبيبة المتابعة لحالتها لشقيقتها نوال.
 
من لبنان إلى تركيا، تواصل ليليان معركتها الصحية، لقد اجتازت شوطاً كبيراً وأمامها طريق طويلة ستمشيها لأول مرة وكأنها طفلة صغيرة تتعلّم خطواتها من جديد. ستكتشف العالم من منظار آخر، هي التي تذوقت الألم والخيبة والصدمة، ستكون كتاباً مفتوحاً لقصة حياتها بكل فصولها، سترويها يوماً ما إلى الجميع.
 
 
 


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium