لن يتمكّن أبناء المدن والقرى والبلدات في المنطقة الجنوبيّة المواجهه والمحاذية للخطّ الأزرق وللمواقع والمستوطنات الإسرائيلية من الناقورة حتّى كفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار، ومروراً بقرى أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، من إقامة معالم الزينة ورفع شجرة الميلاد والاحتفال بفرح وسرور وبهجة بعيديّ الميلاد ورأس السنة نهاية هذا العام، كما جرت العادة سابقاً، بسبب الأحداث الأمنية المتوتّرة الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على معظم قرى وبلدات المنطقة الحدوديّة في الجنوب، والتي انطلقت منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأوّل الفائت.
(كاهن رعيّة بلدة لبعا المونسنيور الياس الأسمر يتحدّث لـ"النهار" عن الظروف الصعبة التي ترافق موسم الأعياد لهذا العام)
يُذكر أنّ الاحداث الأمنية المُشار إليها، أسفرت حتّى الآن عن سقوط العديد من الشهداء المدنيّين ومن عناصر "حزب الله"، وتدمير أو تصدّع عشرات المنازل والمحال والمرافق العامّة، وحرق مساحات شاسعة من الأحراج والمزروعات، ونزوح عدد كبير من السكان من بيوتهم، حيث انعدمت في معظم قرى المنطقة الحياة العامّة، خصوصاً بعد استهداف القصف الإسرائيلي من البرّ والجوّ الأحياء السكنية والشوارع والساحات العامّة.
(شجرة العيد رُفعت عند المدخل الشماليّ لمدينة صور)
وفي سياق متّصل، لن يتمكّن من قرّر البقاء لسبب أو لآخر في البيوت والبلدات من إقامة معالم الزينة وإضاءة شجرة الميلاد بفرح وبهجة، ولا الاحتفال بعيديّ الميلاد ورأس السنة، خصوصاً في البلدات المسيحية مثل علما الشعب ورميش وعين إبل ويارون ودير ميماس وبرج الملوك والقليعة وإبل السقي وكفرحمام وراشيا الفخار، وذلك على غرار باقي القرى الحدودية التي كانت أكثر عرضة للقصف الإسرائيلي، مثل الناقورة وعيتا الشعب والضهيرة وطير حرفا ومجدل زون وكفركلا ويارون ومارون الراس والخيام وكفرشوبا.
وفي إطار غياب معالم الفرح والبهجة بالعيد، يمكن الحديث عن النازحين من القرى والبلدات الحدودية الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية ونفسية واجتماعية في غاية الصعوبة، بعد أن اضطرّوا إلى ترك بيوتهم وأرزاقهم وأماكن عملهم، ووجدوا أنفسهم نازحين ومهجّرين في بلدهم ووطنهم الأم.
العيد في صيدا وصور وجزّين
وبدت الأجواء الميلاديّة في صيدا وجزّين ومدينة صور خجولة الى أبعد الحدود، إذ رُفعت معالم الزينة وشجرة الميلاد بشكل متواضع جدّاً ومن دون أيّ ضجيج أو احتفالات صاخبة كما جرت العادة، لاسيّما في مغدوشة وفي لبعا وجزّين حيث تمّت إضاءة شجرة الميلاد، من دون أن تواكبها أيّ احتفالات.
(زينة العيد في صيدا: شجرة الميلاد رُفعت عند تقاطع إيليا)
وأجمع عدد من كهنة الرعايا ورؤساء المجالس البلدية، على أنّ "احتفالات الميلاد ورأس السنة هذا العام جاءت غير مكتملة، بسبب العدوان الإسرائيليّ الوحشيّ على أبناء قطاع غزّة والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أهلنا في المنطقة الحدودية في الجنوب، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب والوضع السياسي العام في البلد، خصوصا لجهة عدم توصّل الجهات المعنية والمسؤولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
(نائب رئيس اتّحاد بلديات قضاء جزّين- عين مجدلين فادي رومانوس لـ"النهار": الظروف دقيقة وصعبة لكنّنا نحاول الحفاظ على بعض مظاهر العيد)