يصرّ اللبنانيون على التمسّك بثقافة الحياة والفرح مستقبلين عيد الميلاد بكلّ ما يمتلكون من طاقة الفرح، على الرغم من الأزمة الاقتصادية المُستفحلة والأوضاع الأمنيّة المسيطرة على جنوب لبنان، وابتهاجاً بالعيد حلّت ألوان الميلاد عنواناً للدفء والمحبة في عدد من المدن والقرى اللبنانية.
ومن هذه القرى والمدن نذكر، رميش، صيدا، زحلة، طرابلس، عمشيت، وغيرها من المناطق التي اختارت أن تعيش الميلاد على طريقتها، كما بدا لافتاً أنّ عدداً كبيراً من القرى والبلدات الصغيرة تمسّكت بمظاهر العيد وزينته وملأت شوارعَ وبعض الأحياء أضواء وأشجاراً، كلّ بلدة ومدينة وفق إمكانياتها.
وما لفت الأنظار بشكل أكيد إصرار بعض المناطق اللبنانية التي اعتادت أن تشكلّ محطة ميلادية سنوية، على فتح أبوابها أمام الزوار من اللبنانيين والمغتربين وكلّ القادمين من الدول العربية ومختلف دول العالم.
وفي هذا الاطار، تبدو الجولة بين بيروت وجبيل والبترون وبنشعي، تحمل ملامحَ مشتركة لناحية أصوات الميلاد التي علت فيها على أيّ صوت آخر.
ففي بيروت وعلى وقع الترانيم والأمسيات الميلادية، رفعت شجرة العيد في وسط العاصمة وأضاءت ألوان الفرح في أسواقها، وفي جبيل وككلّ سنة عانقت أضواء الميلاد مدى البحر وعراقة التاريخ، فاحتلت الزينة كلّ القلوب وكلّ الأهالي والزوّار، وفي البترون عاصمة الميلاد، امتلأت الأزقّة الضيّقة بالناس الذين يحملون نجوماً من الفرح يوزّعونها على روّاد المدينة.
(حسن عسل)
وفي شمال لبنان، صرخة أمل أطلقتها بنشعي عبر شجرتها العائمة في وسط بحيرتها والحاملة رنين أصوات الأطفال الذين يغنّون الميلاد وكلّ معاني الحبّ.
القبيات
أضاءت "مؤسسة إنسان"، بالتعاون مع بلدية القبيات، شجرة الميلاد باحتفالية فرح شارك فيها العديد من أبناء البلدة والجوار. وحضر الاحتفالية رئيس بلدية القبيات ورئيس اتحاد بلديات عكار الشمالي عبده مخول عبدو، وفعاليات وكهنة وراهبات وممثلين عن المؤسسات والجمعيات والأخويات والكشافة.
تخلّل الاحتفالية مسرحية للأطفال من وحي المناسبة، وشهد الحفل عدّاً تنازليّاً لإضاءة الشجرة مع الأضواء والمفرقعات النارية، وأنشطة مع الشخصيات الكرتونية تشارك فيها الأطفال وعائلاتهم فرح الأعياد.
من جهته، لفت المدير التنفيذي لـ"مؤسسة إنسان" نزار عبدو إلى أنّ "برنامج احتفالات الميلاد المجيد لهذه السنة غنيّ ومتميّز ويعكس إرادة الناس وتمسّكهم بثقافة الحياة والفرح ومواجهة كل التحديات، وهو يمتد من 21 الشهر الجاري ولغاية 25 منه في القرية الميلادية التي تم تجهيزها في معمل الحرير التراثي -السياحي وتُفتَتح يوميّاً ابتداء من الساعة الرابعة بعد الظهر ولغاية الساعة التاسعة ليلاً".
وتم تحضير سوق للأكل في الباحة الخارجية لمعمل الحرير، وباحة مخصصة لسوق الحرفيات والمونة داخل المعمل. كما ستتضمّن القرية الميلادية نشاطات وعروضاً يوميّة للأطفال ومسرحيات ميلادية.