"لو رُبِط الجرد بالثلج، لما كانت السيول غمرت المناطق اللبنانية، ولما كانت حصلت الفيضانات والطوفان". هكذا علَّق أحد المعمّرين من أبناء الجرود الشمالية على "طوفان الأمس".
وأضاف: "كلّما هطلت أمطار غزيرة في الجرود، كلّما هدرت سيولاً جارفة في السواحل، وانتظروا المزيد من الكوارث إذا كان الشتاء على هذا المنوال"، فالثلج لم يتساقط بالأمس إلّا على المرتفعات والقمم العالية وهو بالكاد ألبس جبل مار سركيس في إهدن طربوشه الأبيض، لكنّ غزارة الامطار إدّت الى تحريك الوديان كلّها، وكذلك مجاري المياه الشتوية دفعة واحدة فتشكّلت سيولاً جارفة غمرت كل ما مرّت به من وادي قزحيا، إلى وادي قاديشا، ووادي جوعيت، ووادي نهر الجوز، وشلال كفرحلدا، وصولاً إلى مجاري البداوي والمنية والضنية.
ومع بدء انحسار السيول، بدأت تتكشّف الأضرار ساحلاً وجبلاً متمثّلة بانهيارات في كل مكان، في الطرق والأبنية، وتلف للمزروعات المحمية، وتضرُّر السيارات، والمزيد سيظهر بعد تمكُّن الاهالي من الوصول الى بيوتهم وممتلكاتهم.