تشكّل مدينة طرابلس مساحة فعليّة للحوار والتلاقي والعيش الواحد الذي يظهر بشكل علنيّ في يوميات أبناء المدينة وممارستهم لمختلف طقوسهم الدينية والاجتماعية.
وعلى الرغم من هذه الصورة، تظهر بين الحين والآخر في المدينة بعض أصوات النشاذ التي تعبّر عن نفسها ولا تعبّر أبداً عن نسيج المدينة وتوجهات أهلها.
وفي آخر الحوادث المسيئة لصورة مدينة طرابلس، أقدم مجهولون، فجرا، على إلقاء مادة البنزين على شجرة الميلاد في ساحة كنيسة مارجاورجيوس في مدينة الميناء، ما أدّى إلى احتراقها بشكل كامل.
وعلى الفور، حضرت عناصر الأجهزة الأمنية وباشرت التحقيقات لمعرفة الفاعلين.
(مقطع فيديو من إحدى كاميرات المراقبة: مجهول يلقي مادة مُشتعلة على الشجرة)
وأكّدت بعض الاجهزة الأمنية، أنّ كاميرات المراقبة المتواجدة في أماكن قريبة من الشجرة التقطت الفاعل.
يُذكر أن مدينة طرابلس شهدت قبل أسبوع عملية مشابهة، تمثلت في احراق شجرة ميلادية رُفعت في أحد شوارع المدينة، والقوى الامنيّة تمكنت من تحديد الفاعلين وتوقيفهم.
بيانات استنكار
"إنماء طرابلس والميناء"
وفي سياق متصل، استنكرت "إنماء طرابلس والميناء" عملية حرق شجرة الميلاد في الميناء.
وأسفت في بيان صادر عنها، "لتكرار هذه الحادثة للمرة الثانية في أقل من أسبوع في طرابلس مدينة العيش المشترك والتعايش الأخوي ما بين أهلها وسكانها".
وناشدت الأجهزة الأمنية "تكثيف تواجدها أمام الكنائس والمقار الرعوية، لتفادي حصول مثل هذه الحوادث"، طالبة منها "إنزال أشد العقوبات في الفاعلين الذين لا يمتٌون إلى الأديان السماوية بِصلة".
ودعت أخيراً أهالي طرابلس والميناء إلى "شدٌ أواصر الإلفة والمحبة في ما بينهم درءاً لكل محاولات الفتنة والعبث بالتعايش المشترك في المدينة".
ريفي
من جهته، أكد النائب أشرف ريفي أنّ "حرق شجرة الميلاد في ساحة كنيسة مار جرجس في الميناء عملٌ أرعن إضافي موجّه ضد طرابلس والميناء وضد الأغلبية التي تؤمن بالعيش معاً".
وتابع عبر منصة "إكس": "نحيي الجيش الذي أوقف من أحرق شجرة الزاهرية، وندعو لتوقيف المعتدين الجدد".
كما شدّد على أن "شجرة الميناء ستعود أجمل مما كانت، فطرابلس والميناء هما النور الذي يحارب الظلام".
مؤسسة الطوارئ في طرابلس
وأعلنت مؤسسة الطوارئ في طرابلس أنّها " مصدومة لقيام بعض الخارجين عن نسيج وقيم وصورة أهل طرابلس باحراق شجرة الميلاد امام كاتدرائية القديس جاورجيوس في الميناء، بعد ايام قليلة من احراق شجرة المؤسسة في الزاهرية طرابلس".
وأضافت في بيان "إن مؤسسة الطوارئ، اذ تستنكر هذا العمل الجبان والفتنوي الذي يهدف الى ضرب العيش المشترك والاستقرار في المدينة، تذكر بأنها تقوم بوضع شجرة الميلاد امام الكاتدرائيتين في الزاهرية والميناء منذ العام ٢٠١٧، من اجل ادخال فرحة العيد الى بيوت وقلوب كافة ابناء المدينة من كل الطوائف والمذاهب".
وختمت: "بناءً على ما تقدم تطالب مؤسسة الطوارئ الأجهزة الأمنية المختصة بكشف ملابسات هذه الجريمة المروعة وكشف الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص ومعاقبتهم في اسرع وقت".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
