النهار

من هي امرأة غينيس وما هي قصّتها؟
المصدر: "النهار"
من هي امرأة غينيس وما هي قصّتها؟
كارولين شبطيني.
A+   A-
روان أسما
 
 كارولين شبطيني هي أمّ لبنانيّة عزباء، حصدت خمس جوائز من موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة.
 

بدأت قصّة كارولين المُحبّة للبيئة عندما اتّخذت قرار شرب عشر عبوات من المياه يوميّاً بتوصية من اختصاصيّة التغذية. وكانت كارولين قد اتّفقت مع شركة إعادة تدوير البلاستيك لتُرسل أسبوعيّاً مندوباً يأخذ عبوات المياه التي تكدّسها تحت درج مكان عملها.
 

وبعد تخلّف الشركة عن الاستجابة مرّات عدّة، بحثت كارولين عن فكرة للإفادة من العبوات لمعرفتها الواسعة بخطورة البلاستيك على البيئة، فاختارت أن تصنع منها شجرة ميلاد منزليّة لطفلتها بمناسبة عيد الميلاد في كانون الأوّل 2018.

وبعد اقتراحات الأقارب والأصدقاء، قرّرت كارولين جمع أكبر عدد من العبوات البلاستيكيّة لصنع شجرة أخرى عملاقة في شكّا.
 
وضعت منشوراً عبر حسابها على "إنستغرام" طلبت فيه من المتابعين أن يجمعوا لها شكلاً معيّناً من العبوات البلاستيكيّة تناقلته صفحات عدّة حتى وصلت إلى وسائل الإعلام التلفزيونيّة التي أعلنت من خلالها كارولين خطّتها لصنع أكبر شجرة ميلاد من العبوات البلاستيكيّة تكسر بها الرقم القياسيّ المكسيكيّ في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة.

وبعد أن تبنّت شكّا مشروعها صنعت كارولين شجرة ميلاد من 1400 عبوة بلاستيكيّة بلغ طولها 28 متراً ونصف المتر، كسرت بها رقم المكسيك القياسيّ ودخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة للمرّة الأولى.


 
وفي حديث لـ"النهار"، قالت كارولين شبطيني: "بعد مرور عيد الميلاد تبرّعنا بالـ1400 عبوة إلى جمعيّة "كيدز فيرست" التي تُعنى بأطفال مرضى السّرطان، ومن هنا بدأت رسالتي معهم في مشاريعي كافّة".

وأردفت: "عندما بدأت بتجميع العبوات البلاستيكيّة من الشاحنات ومن ساحات الثورة كان أبناء الضّيعة ينادوني بـ"أبي إبراهيم" وهو عامل النّظافة المسؤول عن بلدتنا، لم أشعر بالإهانة للحظة، إلّا أنّني اقترحت عليهم لقب (أمّ إبراهيم) نظراً لكوني أنثى".

أمّا عن جائزة "غينيس" للأرقام القياسيّة الثانية فقد حصدتها كارولين بعد أن صنعت هلالاً من أغطية العبوات البلاستيكيّة بمناسبة شهر رمضان المبارك، بعد أن أطلقت حملة المليون غطاء تحت شعار "جمّعوها ما تكبّوها".


واللّافت في هذا المشروع أنّها أنجزته خلال جائحة كورونا بنفسها من دون فريق أو دعم مادّيّ من أيّ جهة، وحصدت من خلاله جائزة "غينيس" للأرقام القياسيّة لأوّل وأكبر هلال من العبوات البلاستيكيّة في العالم.

وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من آب 2020، وفي خطوة منها لإيصال رسالة أمل إلى اللّبنانيين، صنعت شبطيني أكبر علم دولة في العالم من أغطية العبوات البلاستيكيّة وكانت هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة، وكانت شبطيني أوّل امرأة عربيّة تحصد ثلاث جوائز "غينيس" في سنة واحدة.


بعدها تواصلت معها شركة "SONY" في دبي ليتعاونا على دخول موسوعة "غينيس" معاً من خلال لوحة "موزاييك" 2D من الأغطية البلاستيكيّة لتسويق منتج جديد لهم "PlayStation5"، وهكذا حصدت شبطيني الجائزة الرّابعة من موسوعة "غينيس" مع شركة "SONY" بلوحة بلغت مساحتها 260 متراً مربّعاً من الأغطية البلاستيكيّة، حطّمت بها أرقام المملكة العربية السعوديّة.
 

 
تقول كارولين: "بعد أن حصدت الجائزة، عدت إلى المطار (وكبرانة الخسّة براسي)، فقد أنجزت المشروع مع فريق لا أعرفه والتواصل معه كان صعباً جدّاً، منحوني 10 أيّام لإنجاز المشروع إلّا أنّني أنجزته بـ7 أيّام فقط من 250 ألف غطاء بلاستيكيّ".
 

أمّا الجائزة الخامسة فكانت من نصيب المشروع الأكبر. حقّقت شبطيني نجاحاً باهراً في صنع أكبر كرة أرضيّة في العالم من البلاستيك بلغت 10 أمتار حملت أعلام 50 دولة، يتوجّه فيها اللبنانيّون برسالة شكر إلى الطاقم الطبّي في العالم بعد جائحة كورونا.
 

 
كانت كارولين تخطّط لإنجاز المشروع في لبنان، إلّا أنّ الشركة التي تبنّت المشروع "شاغوري غروب فرير"، اختارت تنفيذه في مكان عملها في كوتونو - أفريقيا، ولم ترغب امرأة "غينيس" في التخلّي عن حلمها، فحملت مشروعها من لبنان إلى أفريقيا وعادت مع جائزتها الخامسة.
 
 
حتّى اليوم نشاط كارولين الأمّ والناشطة البيئيّة وامرأة غينيس المُحبّة لوطنها لم يتوقّف، فهي ما زالت تجمع البلاستيك وتخطّط لمشاريع بيئيّة ضخمة في لبنان والخارج مع حرصها الكامل على رفع اسم لبنان أينما حلّت.
 
أمّا عن مسيرة نجاحها فتختصرها بجملة: "هذا النّجاح نقلني من المرأة المطلّقة في قريتي إلى امرأة غينيس في العالم".
 

اقرأ في النهار Premium