للحظات، وخلال تجوّلك في مهرجان "عَ طريق الجمّيزة"، يُخيّل إليك أنّك في بلد تعمّه السعادة، وينعم سكانه في الاستقرار بجميع أنواعه. هي ساعات انفصال عن الواقع، جسّدها المهرجان الذي أُقيم أمس في شارع الجميزة، فاصطفّ ما يقرب من 300 عارض ومنتِج لبناني، تحت خيم على جانبي الشارع. وخُصّصت الطريق للمشاة الذين تنقّلوا بين طاولات المطاعم التي انتشرت في الخارج وبين العارضين.
صورة بيروت الجميلة بحياتها وألوانها وروحها، تجلّت عبر روح اللبنانيين المتحدّين اليأس، والمستمرّين بالإقبال على الحياة رغم وجع الأزمة.
أكشاك مونة وحِرفيات، وأغانٍ تصدح في مكبّرات الصوت على طول الشارع، و منصّة غنّى عليها مؤدٍّ مع فرقته، وألعاب أطفال ومحطات تحضير طعام طازجة، جميعها كانت موجودة في الشارع ـ المهرجان. الازدحام كان هائلاً. كثافة الناس كانت تعرقل السير وتؤخّره. ورغم أنّ ليس جميع زوّار المهرجان هم زبائن أكشاك، لكن الحفل شكّل مساحة فرح وترفيه في قلب العاصمة. فـ "الناس بدأت تتنفّس"، في ظل ارتفاع الأسعار الهائل عليهم، وخصوصاً البنزين، الذي من جرّائه، بات معظم الناس يحسبون ألف حساب لأي مشوار يودّون القيام به.
نظّمت المهرجان وكالة In action لتنظيم المناسبات. دانيل بعيني، أحد منظّميه، يتحدّث لـ"النهار" أنّ صاحبة الوكالة، سينتيا وردة، التي ترعرعت في شوارع منطقة الجميزة، وبعد كل ما حلّ من دمار فيها، كان لا بدّ من أن تأخد المبادرة بنفسها وأن تقوم بما يليق بالمدينة وأهلها من فرح وأمل.
أخذت وردة على عاتقها هذا الهدف، ولو كلّفها التعب والخسارة، وفق بعيني. استغرق التحضير لهذا المهرجان الناجح بكل المقاييس، حوالي شهر، وأُقيم برعاية المطاعم الموجودة في شارع الجميزة، وعدد من الرعاة الآخرين من مؤسسات تجارية.
وركّز المهرجان، غير الربحي، بحسب بعيني، على تخصيص نشاطات وألعاب للأطفال، نظراً لندرتها في بيروت وفي الأماكن المفتوحة.
ونظراً لنجاح المهرجان، والتزاماً بالهدف الذي رسمته وردة، قرّرت الوكالة تكرار المهرجان، ليكون سلسلة "ع طريق" خلال الصيف، في كل شارع، على غرار "ع طريق الحمرا" مثلاً.