النهار

الجيش يُتابع عمله لمكافحة تهريب البشر والمخدّرات شمالاً... وإجراءات "جدّيّة حاسمة"
المصدر: "النهار"
الجيش يُتابع عمله لمكافحة تهريب البشر والمخدّرات شمالاً... وإجراءات "جدّيّة حاسمة"
زيارة قائد الجيش شمالاً.
A+   A-
ميشال حلاق    

يتابع الجيش اللبنانيّ إجراءاته بمكافحة عمليّات التهريب  عبر الحدود اللبنانيّة - السوريّة شمالاً. وفي هذا السياق، شكّلت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون في 12 أيّار الجاري للمناطق الحدودية وتدشينه طرقات أبراج المراقبة التي أنشأها الجيش، حديثاً في الدبابيّة وسيدة القلعة وخربة الرمان وبرج شدرا وحنيدر وكفرنون عند الحدود الشماليّة، إشارة صريحة واضحة وعلنيّة، إلى تصميم الجيش على الضرب بيد من حديد، للحدّ من عمليّات التهريب على طول الحدود اللبنانيّة البرّية مع سوريا، ومنها الحدود الشمالية التي تمتدّ من العريضة على شاطئ المتوسّط وصولاً الى نقطة النبي بري في منطقة بيت جعفر عند الحدود الشمالية- الشرقيّة مع سوريا مروراً بمناطق السماقية وحكر الضاهري والشيخ عياش والعبودية والنورة والدبابيّة ومنجز والعوينات ورماح، وصولاً الى الجسر الغربيّ في البقيعة وخطّ البترول والهيشة ووادي خالد البلدة على الضفّة اللبنانيّة لمجرى النهر الكبير، ومتابعة على امتداد الساتر الترابيّ البرّي الفاصل أعالي وادي خالد في قرى وبلدات قرحة والكنيسة وحتّى منطقة جبل أكروم حيث الأراضي اللبنانيّة- السوريّة تتداخل بشكل كبير، والخاضعة بمجملها إلى عين مراقبة فوج الحدود البرّي الأوّل.
 
وتشير المعطيات الى أنّ جديّة القرار بالحدّ من أعمال التهريب وبخاصّة تهريب البشر والمخدّرات وكافة البضائع يواجه صعوبة في وعورة هذه المناطق البرّية المتداخلة وصعوبة مراقبتها، ما شكّل ثغرات طبيعية تستغلّها  عصابات التهريب المنظّمة على طرفَي الحدود للنفاذ بعملياتها إمّا سيراً على الأقدام أو من خلال استخدام البغال والحمير والدراجات النارية. مع انعدام شبه تام لإمكانية استخدام السيارات أو الشاحنات لعدم توافر طرقات أو معابر بريّة صالحة لها.
 
ويشار الى أنّ ثمّة ٣ معابر شرعيّة  عند الحدود الشماليّة مع سوريا هي العريضة والعبودية والبقيعة، كانت ألمانيا قد قدّمت أجهزة سكانر حديثة لمعاينة حمولة الشاحنات والآليات، العابرة بين البلدين، وأُعدّت العدّة لتركيبها منذ سنوات، إلّا أنّ ذلك لم يحصل من دون معرفة الأسباب.

وتبعاً لهذه الإجراءات التي يتشدّد الجيش وكافّة المراكز الأمنيّة الحدوديّة بتطبيقها، مؤخّراً، فإنّ عمليات العبور غير الشرعيّ عبر الحدود تراجعت بشكل نسبيّ، إلّا أنّها لم تتوقّف تماماً، ولأجل ذلك تقوم مخابرات الجيش والقطعات العسكريّة المعنيّة إضافة الى جهود القوة الأمنيّة المشتركة لمراقبة الحدود، والتي تضمّ عناصر من الجيش وكافّة القوى الأمنية، بالمتابعة الميدانية داخل المناطق العكّارية والحدودية منها بشكل خاصّ، فتنفّذ مداهمات شبه يوميّة بحثاً عن الداخلين خلسة وبشكل غير قانونيّ لتوقيفهم وإحالتهم إلى الجهات الرسميّة المعنية وإعادة ترحيلهم الى سوريا بالطريقة التي دخلوا بها.
 
كما يتمّ رصد الرؤوس المدبّرة أو المنظمة، لبنانيّين وسوريّين، لعمليات التهريب تمهيداً لتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء المختصّ.
 
ولوحظ مؤخّراً أنّ السلطات السورية بدأت أيضاً باتّخاذ إجراءات أمنية أكثر تشدّداً مع عصابات التهريب عند الطرف السوريّ من الحدود البريّة، وتُسجّل بشكل دائم عمليات تبادل لإطلاق النار مع المهرّبين. 
 
وفي معلومات "النهار" أنّ تشدّد الجيش وباقي القوى الأمنية ليس محصوراً بالحدود البرية بل على نحو أدقّ وأكثر تشدّداً بالشواطئ العكّارية، حيث أنّ غالبية الداخلين خلسة عبر البرّ يسعون للمغادرة بحراً وبالطرق غير القانونية، ووجهتم الأساسية إيطاليا وباقي الدول الأوروبية على حوض المتوسط. وهم يدفعون لأجل ذلك مبالغ مالية كبيرة.
  
وفي إطار المتابعات الأمنية أيضاً نفّذت قوّة من الجيش ودورية من مخابرات الجيش سلسلة مداهمات مساء أمس الاثنين شملت تجمّعات ومساكن للنازحين السوريين في خراج بلدة إيلات العكّارية والمنطقة المحيطة بها.

وأفيد عن توقيف نحو 20 شخصاً تجمّعوا حديثاً في ذلك المكان إثر دخولهم الأراضي اللبنانيّة خلسة وبطرق غير شرعية، والتعقّبات جارية في حقّ آخرين تمكّنوا من الفرار.

كما تعقّبت دورية من مخابرات الجيش ليل الاثنين الثلاثاء أحد فانات الركاب على طريق العبودية -منجز الحدوديّ، يقلّ عدداً من الأشخاص الداخلين خلسة الى لبنان، القسم الأكبر منهم سوريون.
 
وحين حاول سائق "الفان" الفرار من الدورية اصطدم بإحدى السيارات العابرة. فأصيب عدد من ركاب السيارة و"الفان" إصابات طفيفة، في حين تمكّن سائق "الفان" من الفرار. ولا زالت التعقّبات جارية لحين إلقاء القبض عليه، وتمّ توقيف عدد من ركاب "الفان".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium