النهار

جوانا سعَيد bartender تكسر الصورة النمطية للمهنة... "ايه قدّها"
فرح نصور
المصدر: النهار
جوانا سعَيد bartender تكسر الصورة النمطية للمهنة... "ايه قدّها"
جوانا سعَيد.
A+   A-
ترتبط مهنة ساقي الحانة أو ما يُعرف بالـbartender بسهرات الليل الطويلة. ولطالما ارتبطت نمطياً بالرجال لأسباب عدة، لكن جوانا سعَيد امتهنتها منذ حوالي 4 أعوام بسبب الشغف أولاً.
 
دخلت جوانا خلف البار كمساعدة لساقي الحانة آنذاك، لمدة شهر، لتتعرّف إلى أسرار العمل. في ذلك الوقت، تواصل أحدهم معها لكي تتسلّم مسؤولية البار في حانته في جبيل.
 
بدت الفكرة جاذبة لجوانا، وتقول: "توقّفت عن عملي في المطعم وتوجّهت إلى دراسة الكوكتيلات وطريقة تحضيرها النظرية وتعلّمت أشهر الكوكتيلات العالمية لمدة حوالي شهرين، تحضيراً لتسلّم مهنتي الجديدة". 
 
 
ومَن يرغب بهذه المهنة، كجوانا، يلتحق بدورات متعارف عليها، و"كنت أتعلم أيضاً من مدير البار البارع آنذاك، وأنتهز أي فرصة لتبادل الحديث معه لأزيد من معرفتي". 
 
كانت هناك صعوبة لإقناع أهل جوانا بخوض هذه المهنة طبعاً، "لكن عندما سنحت لي فرصة الدخول إلى هذا العالم من بابه العريض، لم أستمع إلى أحد وتلقّفتها بسرعة"، تروي جوانا التي لم تتردّد أبداً في دخول هذا العالم "فأنا أعرف نفسي حقّ المعرفة، لا بل تركت مجال المطاعم الذي كنت قد وصلت فيه إلى وظيفة مميزة، وكانت الفرصة أمامي لأتقدم سريعاً فيه نظراً لخبرتي الكبيرة في هذا المجال... اخترت ما أحبّه". ومن أوّل دخولها إلى هذا العالم، تسلّمت جوانا مسؤولية هذا البار، وحضّرت مشروباته وحدها.
 
 
"أعشق زينة الكوكتيلات"، تسرد الشابة. وفي لبنان يقتصر عمل ساقية الحانة على مساعدة مسؤول البار، أو على أي وظيفة أخرى في البار غير تحضير الكوكتيلات، ولا يسمحون لها بأن تقترب من الواجهة أو أن تكون في تواصل مباشر مع الزبائن، وفق جوانا التي تعتبر أنّ ذلك يعود إلى حماية الساقية من التنمّر بشكل أساسي، إذ ليس جميع روّاد البار قادرين على السيطرة على سلوكهم وكلامهم والمرأة الساقية في الحانة، "بيعتَلوا همّها، ولازم تكون قدّا وإلّا فلا يجب أن تدخل إلى المهنة".
 
لكن ما الذي جعلك تشعرين أنك "قدّا"؟ حتى الآن، تجيب جوانا، "لم أتعرّض لأي كلمة تنمّر وأنا أقوم بعملي خلف البار، فالأمر يحتاج إلى أن تحافظ المرأة العاملة كساقية بار على مظهر معيّن وعلى شخصية معينة وتواصل راقٍ وعلى اتّباع أسلوب ملائم، فهناك أساليب ممنوع منعاً باتاً اتباعها كالضحك المفرِط مع الزبون مثلاً. لكن شخصية المرأة هي الأساس في هذه اللعبة".
 
الشابة التي يبلغ عمرها 28 عاماً، تؤكّد أن ساقية الحانة يصعب عليها إدارة شؤون عائلة لأن عملها ليلي يحتّم السهر طوال الليل والنوم معظم النهار، وهذايصعّب مهمة تربية الأطفال.
 
  
 
لعلّ تحضير الكوكتيلات وتزيينها كانا الدافع الأساس لدى جوانا في إصرارها على خوض هذا العالم. فهي لم تكتفِ بأن تعمل ساقية في بار، إنّما ارتقى شغفها ليكون "حلماً من أحلامي حقّقته بافتتاح بار كوكتيل باسمي في جبيل، استهدفت فيه زبائن معينين، مع موسيقى جميلة هادئة"، بحسب ما تقول.
 
وعن كيفية إقناعها الزبائن بحرفية عملها كأي ساقي حانة، تشدّد الشابة على الآتي: "أنا أتقنت طعم الكوكتيلات كلّها وزينتها كافة، والزبون الذي يأتي إلى البار، لا يأتي بحثاً عمّن هو خلف البار، إنّما هو آتٍ ليشرب مشروباً لذيذاً ويستمتع به، وهذا ما أقدّمه له".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium