4 أسابيع وما زال الشاب كرم بو شعيا، ابن الـ27 عاماً، يرقد في غيبوبة ومن دون أن يقوى الأطبّاء على فعل شيء له. 4 أسابيع لم يتحدّث عنه أحد، ولم يتذكّره أحد، بعد الحادثة المفجعة التي تعرّض لها أثناء مروره بالخطأ على طريق البقاع، خلال مداهمات الجيش للقبض على المتورطين في عملية خطف المواطن السعودي مشاري المطيري.
يقبع جسد كرم بو شعيا في العناية الفائقة، ما زال في غيبوبة بعد أضرار كبيرة في الدماغ، لم يعد في وسع الأطباء فعل شيء ، في انتظار أعجوبة تُعيد كرم إلى ما كان عليه قبل الحادثة. لا خيارات في حالته، وأحلاها مرّ، تنتظر عائلته أيّ حركة أو إشارة ليستيقظ كرم من الغيبوبة، الوضع صعب والأضرار في حال فتح عينيه ستكون جسيمة نتيجة إصابة الدماغ.
لا يزال جسد كرم موصولاً على أجهزة التنفّس، هي تضخّ الأوكسجين في أعضائه، وعائلته ترفع الصلوات من أجله. خانت الرصاصات التي انهمرت عليه في ذلك النهار المشؤوم جسده، اخترقت نخاعه الشوكيّ وجعلته معلّقاً بين الحياة والموت، فيما التحقيقات ما زالت جارية من دون أن يُحاسب أحد.
أيادي العائلة مرفوعة إلى السماء، تتضرّع من أجل أن يستيقظ كرم. شارف التأمين الصحّي على سحب يده من تغطية مصاريف العلاج، ليكون أمام عائلته التكفّل بكلّ شيء قريباً. في الرواق المؤدّذي إلى غرفة كرم في العناية الفائقة في مستشفى "أوتيل ديو" حقيقة مرّة وأمل معلّق، لم يصحُ كرم بعد من غيبوبته، وحالته صعبة.
لا أعرف مدى قدرة كرم على سماع كلّ تلك الصلوات والمناشدات، على دموع عائلته ومحبيه، هو الذي قبل أن يغمض عينيه ويفقد وعيه سمع أصوات الرصاص المنهمر على سيارته عندما كان مع أصدقائه في بعلبك. هذا آخر ما سمعه كرم قبل أن يُصاب بإصابة خطيرة وينزف بكثرة.
اليوم، كرم بحاجة إلى صلواتنا جميعاً، بحاجة إلى قوّة جماعية قد تُعيده إلى الحياة. لم يدل الجيش بيان توضيحيّ يشرح تفاصيل ملابسات هذه الحادثة، استكمال الجميع حياتهم فيما بقيت عائلة وأصدقاء كرم ينتظرونه أن يعود إليهم. ينتظرون بصمت وبدموع غالية، لديهم عدالة الله ويؤمنون بأن لا شيء مستحيل عند الله. كثفوا الصلاة فكرم بحاجة إلى كل يد ترفع إلى السماء ليعود معنا على هذه الأرض.