تتنقّل مآسي غرق الطرقات من منطقة إلى أخرى اليوم، مع اشتداد العاصفة الموسمية الطبيعية في مثل هذا الوقت من السنة.
من فيضان النهر الكبير شمالاً وغرق البيوت والأراضي الزراعية بفعل السيول الجارفة، إلى فيضان نهر بيروت للمرة الثانية في غضون أسابيع، عانى المواطنون نقمة الشتاء ومرارة الاحتجاز على الطرقات لساعات، وخسارة الأرزاق.
في جديد أضرار العاصفة، أعطى المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار توجيهاته بإخلاء مبنيين سكنيين في جل الديب، نظراً لخطر الانهيارات الصخرية المحيطة بهما.
وتفقّد خطار، بناء لتوجيهات وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، سير عمليات الإغاثة والإنقاذ التي يُنفّذها عناصر الدفاع المدني في محلّة الكرنتينا نتيجة غزارة المتساقطات، حيث تم إنقاذ 20 شخصاً حاصرتهم السيول.
كما أعطى العميد خطّار توجيهاته للعناصر لجهة ضرورة مواصلة العمل بالرغم من كافة الظروف المناخية البالغة السوء إلى حين الانتهاء من تنفيذ المهمة والتأكد من سحب كافة السيارات العالقة بسبب ارتفاع منسوب النهر في الكرنتينا، توازياً مع إقفال كافة الطرق المؤدية الى هذا الموقع للحؤول دون تعرض المزيد من السيارات الى خطر الغرق.
إلى ذلك، أعلن فوج اطفاء بيروت أنّه "عمل على إنقاذ المواطنين العالقين جراء فيضان نهر بيروت بواسطة زوارق مطاطية وحبال الانقاذ، حيث تمكنوا من إنقاذ 17 شخصاً كانت المياه قد غمرت سياراتهم".
ولا تزال عمليات التأمين لسلامة المواطنين مستمرة، وقد ذكّر فوج الاطفاء برقم الطوارئ ضمن مدينة بيروت 175.
قوى الأمن تتحرّك
أدّت الأمطار الغزيرة التي تساقطت اليوم إلى فيضان #هر بيروت، وتجمّعت مياه الامطار بشكل كثيف في محلة الكرنتينا – منعطف سوق السمك، ممّا أدى الى قطع الطرقات في المكان المذكور، وتم تحويل السير إلى عدد من الطرقات وفق ما أفادت قوى الأمن.
تحويل المسلك المؤدي من بعبدا نحو سوق السمك باتجاه وزارة الطاقة.
تحويل المسلك المؤدي من الدخولية باتجاه الفوروم دو بيروت باتجاه الدورة.
تحويل المسلك المؤدي من الدورة باتجاه سوق السمك نحو فوج إطفاء بيروت.
تحويل المسلك المؤدي من بيت الكتائب نحو بعبدا باتجاه الدورة.
وطلبت قوى الأمن من المواطنين "أخذ العلم والتّقيّد بتوجيهات عناصر قوى الأمن الدّاخلي وإرشاداتهم، حفاظًا على السّلامة العامّة".
الشمال
مع اشتداد العاصفة في الشمال، أدّت الأمطار الغزيرة إلى محاصرة عائلة داخل منزلها في بلدة الكنيسة العكارية.
وقد تمكّن عناصر من وحدة الإنقاذ البحري في لدفاع المدني، عصر اليوم، من إنقاذ 7 أشخاص من عائلة واحدة كانت المياه قد حاصرتهم داخل منزلهم. واستعان الفريق بزورق الإنقاذ البحري للتمكّن من نقلهم إلى مكان آمن.
كما غمرت مياه الأمطار سهول منطقة القموعة، أعالي عكار، للمرة الأولى هذه السنة، والتي تُعتبر من أبرز مصادر المياه الجوفية في المنطقة.
وارتفع منسوب مياه الفيضانات في خراج عدد من المناطق السهلية، خاصة في بلدات السماقية تلبيبة والكنيسة والعريضة وتلبيرة عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، إلى حدود المتر تقريباً، وضاعت معه معالم الطرقات الرئيسية والفرعية، الأمر الذي أعاق جهود الجيش والصليب الأحمر لإيصال الفرش والأغطية والمساعدات الغذائية الفورية لأكثر من 340 عائلة لبنانية وسورية أُجليت نهاراً بعد أن اقتحمت المياه خيمهم ومنازلهم، على أن تُستأنف المحاولات صباح غد.
من جهته، عاين الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، بتكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبرفقة النائبين وليد البعرينيي ومحمد سليمان، أضرار سيول الأمطار في محافظة عكار.
استهلت جولة خير في برج العرب بلقاء مع رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير وبحضور رئيس بلدية برج العرب ، وقد تم إطلاع اللواء خير على حجم الأضرار التي لحقت بالقرى والبلدات.
ثم انتقل خير وسليمان في جولة تفقيدية الى القرى والبلدات سهل عكار وسهل البقيعة وخط البترول في وادي خالد والبلدات المجاورة للنهر الكبير الجنوبي.
وقال خير: "جئنا تلبية لمناشدات الأهالي وبتوجيهات من دولة الرئيس نجيب ميقاتي ومطالبة نواب عكار وبرفقة الأخ النائب محمد سليمان. نحن اليوم هنا لنتابع عن كثب، وسنبقى نتواصل مع كل القرى والبلدات في لبنان للوقوف على حاجاتها ومساعدتها. سنعاين الأضرار ونرفع تقريرا لرئيس الحكومة وعلى أساسه سيتم أخذ القرار المناسب بكيفية المساعدة، وما يعنينا الآن هو حماية الناس أولاً وأرزاقهم".
أضاف: "لقد كلّفنا عدداً من الفرق لفتح مجاري الأنهار وبعض مجاري المياه الأساسية للحد من السيول والفيضانات وسنبقى على تواصل مستمر مع كل المعنيين للحد من الكوارث الطبيعية".
فاجعة لبنانيّة في سوريا
في فاجعة جديدة بسبب العاصفة التي تضرب لبنان وسوريا، أدّت السيول في ريف طرطوس في سوريا إلى وفاة عائلة لبنانيّة من جبل محسن في طرابلس.
وفي التفاصيل أنّ العائلة مؤلّفة من أربعة أشخاص، وهم: آصف عبدالله، سمر عبدالله، علي ساطو وطفل في الثالثة من عمره، وقد جرفتهم السيول أثناء تواجدهم داخل سيّارة في بلدة الجويميسة بريف طرطوس.
وقد غمرت السيول الطريق بالكامل، كما غمرت العديد من المنازل في البلدة.
حال الطقس
وأفيد مساءً بأنّ نسبة المتساقطات المسجلة منذ بدء المنخفض الجوي راوحت بين 160 ملم و200 ملم حتى الآن، فيما يستمرّ التأثير الشديد للمنخفض الجوي المتمركز فوق قبرص على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط، والمصحوب بكتل هوائية باردة تؤدّي إلى تساقط أمطار غزيرة وثلوج على الجبال ما فوق الـ1500 متر.