ميشال حلاق - "النهار"
على الرغم من تراجع نسبة المتساقطات اعتباراً من بعد منتصف ليل أمس، إلا أن منسوب المياه في الأراضي الزراعية لم يتراجع أبداً، حيث ما زالت مياه نهري الكبير والأسطوان تتدفق باستمرار لتغرق القسم الأكبر من قرى وبلدات سهل عكار، لا سيما منها الواقعة على ضفتي كلا النهرين وحولتها إلى بحيرة ضخمة تمتد من بلدة حكر الضاهري وصولاً إلى بلدة العريضة، وتتصل بالبحر على مساحة عدة آلاف من الهكتارات.
وتسببت الفيضانات بأضرار جسيمة بالممتلكات والمحاصيل الزراعية والآبار الارتوازية وعدد كبير من منازل أهالي المنطقة الذين لجأ القسم الأكبر منهم إلى الطوابق العليا تحوّطاً، إلى حين انخفاض منسوب المياه، وتمكّنهم من الدخول إلى منازلهم، إضافة إلى عدد من المخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون الذين تمكن الجيش والصليب الأحمر اللبناني من إجلائهم ونقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في عدد من المساجد وبعض المدارس.
يشار إلى أن معظم طرقات هذه المنطقة المنكوبة قد ضاعت معالمها بسبب ارتفاع منسوب المياه، وأن عدداً قليلاً من أبناء المنطقة يتحركون على متن جراراتهم الزراعية لتأمين الاحتياجات الضرورية خاصة الخبز والمأكل والأدوية للمرضى.
وقام الجيش وفريق الصليب الأحمر اللبناني في محافظة عكار بإدخال وتسليم الأغطية والخبز والماء لحوالي 340 عائلة لبنانية وسورية (1700شخص من سكان 11 مخيم في خراج بلدة السماقية) تم اجلاؤها أمس بمساعدة بلدية السماقية الى قاعة المسجد والمدرسة وسط البلدة، كذلك الامر لاهالي بلدة السماقية كانت السيول قد اقتحمت منازلهم وخيمهم يوم امس.
وكتب الدفاع المدني عبر منصة "أكس": "تعمل عناصرنا، بالتعاون مع وحدات من الجيش المنتشرة عملانياً، منذ ساعات الصباح الاولى من تاريخ اليوم على انقاذ مواطنين من داخل منازلهم وفي بلدات الكنيسة وحكر الضاهر والسماقية في محافظة عكّار، جراء تبرك المياه وارتفاع منسوب الانهر".
ويقول مختار السماقية عبدالله درويش إنها المأساة الأكبر التي يعيشها أهالي وسكان سهل عكار في قرى وبلدات حكر الضاهري و السماقية والمسعودية وتلبيبة وتلبيرة والكنيسة والشيخ عياش والعريضة والشيخ زناد، وعدد من البلدات القريبة، شاكراً الله على أن الأضرار اقتصرت على الماديات ولم تسجل أي إصابات بشرية حتى الآن.
وأشار إلى أن الأضرار شملت المعدات والمستودعات الزراعية و كل المزروعات الشتوية سواء داخل البيوت المحمية أو خارجها التي أتلفتها الوحول التي غمرتها بشكل تام، وقال: "الخسائر كبيرة جداً و لا يمكن تقديرها بشكل دقيق إلا بعد انحسار المياه عن هذه المنطقة التي سبق أن تعرضت حلال السنوات الماضية لفيضانات كلا النهرين، إلا أنها هذه المرة كانت قاسية جداً ومنسوب المياه تجاوز المتر ونصف المتر في هذه المناطق بشكل غير مسبوق، فتواصلت مياه البحر مع مياه الفيضانات".
وتمنى على الجهات الرسمية المعنية الإسراع بالكشف على هذه الخسائر والمعاينة الميدانية لحجم الكارثة والتعويض على الأهالي غير القادرين على النهوض بفعل مسلسل الأزمات المالية والاقتصادية.
أما المزارع حسن العلي من بلدة تلبيرة فقد أمل أن تنتهي مفاعيل المنخفض الجوي وتنحسر العاصفة كي يتمكن أهالي هذه المنطقة المنكوبة من الخروج من منازلهم بعد احتجاز قسري ليومين بفعل فيضانات المياه التي خرّبت منازلهم وممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية.
ولفت العلي إلى أن الحركة تقتصر فقط على الجرارات الزراعية، ولا كهرباء منذ بدء العاصفة.
وتمنى على الجهات الرسمية المعنية الالتفات إلى معاناة الأهالي حيث إن آلاف الهكتارات قد تلفت محاصيلها نتيجة هذه الكارثة التي حلت.