يرزح طريق ضهر البيدر تحت خطرين حتميين يهدّدانه قبل جسر النملية، كشفت عنهما العاصفة الأخيرة. ويتمثّل الخطر الأوّل بتكرّر انجراف تربة الجبل الواقع فوق الطريق، والذي أدّى إلى قطع السير مرّتين، أمس الأحد، إلى حين إنجاز جرّافات مركز جرف الثلوج إزالة الوحول والأتربة التي استقرّت وسطه، والثاني من خلال وجود انخساف كبير في التربة تحت الطريق لجهة الوادي ما يهدّد بانهياره، لاسيّما تحت ضغط الأوزان الثقيلة للشاحنات.
وقد أوعز محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة منذ وقوع الحادثة أمس بمنع عبور الشاحنات على طريق ضهر البيدر كإجراء وقائيّ، ووضعت شرائط عاكسة لتحييد المركبات عن الجزء الضعيف من الطريق، وتفقّد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميه، قبل ظهر اليوم، المكان.
وكان فريق من مهندسي وزارة الأشغال قد سبق، صباحاً، وزير الأشغال إلى المكان محاولاً مع المتعهّد استنباط الحلول وسط قيود عوامل الطقس، وعدم إمكانية قطع الطريق الدولي الذي يربط البقاع بالعاصمة، كما وَضْعُ تصورٍ لكلفة الحلول المقترحة، سعى الوزير حميه لتأمينها من مالية الدولة اللبنانية، انطلاقاُ من أنّ "طريق ضهر البيدر كما بعض الطرقات الأخرى محورية لتواصل المناطق في ما بينها، وبالتالي يقع في خانة الإغاثة، ويحتاج إلى بدء الأعمال فيه فوراً"، وفق ما قال حميه.
ووفق وزير الأشغال فإنّ خطّ خدمة الأوتوستراد العربيّ، الكائن فوق الطريق، والذي سبق ونُفّذ من دون تدعيم، أسهم في انجراف تربة الجبل نتيجة لكمية الهطولات المطرية، مشيراً للحاجة إلى المزيد من التأكّد من السبب الأوّل. فيما الحلّ الذي جرى اقتراحه هو تحويل مجرى السيول المتدفّقة من أكثر من مكان في مكان انجراف التربة، نحو القناة القائمة بحيث يتمّ تصريفها من تحت الطريق، وهو ما بدأ بتنفيذه على الفوز بإيعاز من الوزير، على أن يتمّ توسيع المنبسط الذي أحدثه الانجراف وسط الجبل، بحيث تتجمّع فيه الأتربة والوحول في حال انجراف جديد، في محاولة للحدّ من مخاطرها على الطريق وعلى السلامة المرورية عليه، في ظلّ احتمال، يكاد يكون حتميّاً، حدوث انزلاقات جديدة في حال تكرار تساقط كميات كبيرة من الهطولات المطريّة. علماً أنّه يجري البحث في تدعيم الجزء المتفسّخ من الجبل، بالصخور في محاولة لمنع الانجرافات فيه.
أمّا بالنسبة إلى الخطر الثاني، فقد جرى الاتفاق على أن تبدأ أعمال التدعيم الفورية لبنية الطريق "حفاظاً على السلامة المرورية"، من دون اللجوء إلى قطع السير على ضهر البيدر.
أمّا بالنسبة إلى الانخساف في الطريق عند بوارج، فقد أوضح حميه بأنّه وضع لمعالجته دفتر شروط وفق مناقصة عموميّة، وسيبدأ العمل فيه.