يحق لكبار السنّ أن يتمتّعوا بنفس حقوق الإنسان، تمامًا كأي فرد آخر. إلاّ أنّهم يواجهون عددًا من التحديات في سياق إعمال كامل حقوق الإنسان الخاصة بهم والتمتع بها. كما يواجهون أشكالًا متعددة من التمييز وعدم المساواة، بما في ذلك داخل مرافق الرعاية الصحية، وفي الاستخدام والتوظيف وعند الحصول على الخدمات. ويعانون أيضًا أشكالًا مختلفة من العنف وسوء المعاملة والإهمال والعزلة ومن ارتفاع معدلات الفقر في صفوفهم. وكبار السن هم أكثر المجموعات الديموغرافية تنوعًا، وغالبًا ما تؤدي العوامل المتداخلة والمتعدّدة الجوانب إلى تفاقم مواطن ضعفهم فيمسون أكثر عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان. هذه هي حال المسنات وذوي الإعاقة والمنحدرين من أصل أفريقي والمنتمين إلى الشعوب الأصلية، على سبيل المثال لا الحصر.
الموضوع الشامل لليوم العالمي للمسنين في عام 2022 هو "مرونة المسنين في عالم متغير". وستحتفل بهذا الموضوع لجان المنظمات غير الحكومية المعنية بالشيخوخة في نيويورك وجنيف وفيينا، حيث أن لكل منها طابعا فريدا ونهجا تكميليا للموضوع العام.
فاقمت جائحة كورونا أوجه التفاوت، حيث كثفت السنوات الثلاث الماضية الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والصحية والمناخية في حياة كبار السن، ولا سيما المسنات اللاتي يشكلن السواد الأعظم منهم.
وبينما تتواصل إسهامات المسنات في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ تظل مساهماتهن وخبراتهن مجهولة ومهملة بصورة كبيرة، بل ومحدودة كذلك بسبب السلبيات ذات البُعد الجنساني التي تراكمت على مدار السنوات الطويلة. ويؤدي التقاطع بين التمييز على أساس العمر والجنس إلى تفاقم التفاوتات القائمة منها والجديدة، بما في ذلك الصور النمطية السلبية التي تجمع بين التحيز ضد الشيخوخة والتمييز على أساس الجنس.
ويُعد موضوع هذه المناسبة لعام 2022 بمثابة سمة مميزة وتذكير بالدور المهم الذي تضطلع به المسنات في اجتياز التحديات العالمية والمساهمة في حلولها بمرونة وثبات.
إن الاعتراف بالمساهمات الحيوية للمسنات وتعزيز إدراج أصواتهن ووجهات نظرهن واحتياجاتهن أمران حاسمان لإنشاء سياسات هادفة لتعزيز استجابة شاملة للتحديات والكوارث المحلية والوطنية والعالمية، واحتفالية هذا العام هي دعوة للعمل وفرصة متاحة لشمول أصوات المسنات وإظهار مرونتهن وإسهاماتهن في المجتمع، مع تعزيز الحوارات السياسات الرامية إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان لكبار السن والاعتراف بإسهاماتهم في التنمية المستدامة.
غايات احتفالية عام 2022
تسليط الضوء على قدرة المسنات على الصمود في مواجهة أوجه التفاوتات البيئية والاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد
زيادة الوعي بأهمية تحسين جمع البيانات على مستوى العالم، مصنفة حسب العمر والجنس
دعوة الدول الأعضاء، وكيانات الأمم المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمجتمع المدني لإدراج المسنات في مركز المعنية بالسياسات، وضمان المساواة بين الجنسين كما هو موضح في تقرير الأمين العام المعنون ❞خطتنا المشتركة ❝
تغيرت تركيبة سكان العالم بشكل كبير في العقود الأخيرة. فبين عامي 1950 و 2010، ارتفع متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم من 46 إلى 68 عامًا. وعلى الصعيد العالمي، كان هناك 703 ملايين شخص تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر في عام 2019. وكانت منطقة شرق وجنوب شرق آسيا موطنًا لأكبر عدد من كبار السن (261 مليون) ، تليها أوروبا وأميركا الشمالية (أكثر من 200 مليون).
على مدى العقود الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يتضاعف عدد كبار السن في جميع أنحاء العالم ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار شخص في عام 2050. وستشهد جميع المناطق زيادة في حجم السكان الأكبر سنًا بين عامي 2019 و 2050. أكبر زيادة ( 312 مليون) في شرق وجنوب شرق آسيا، حيث يزيد من 261 مليونًا في عام 2019 إلى 573 مليونًا في عام 2050. ومن المتوقع حدوث أسرع زيادة في عدد كبار السن في شمال إفريقيا وغرب آسيا، حيث يرتفع من 29 مليونًا في 2019 إلى 96 مليون في عام 2050 (بزيادة قدرها 226 في المائة). ومن المتوقع أن تكون ثاني أسرع زيادة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمكن أن ينمو عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر من 32 مليونًا في عام 2019 إلى 101 مليون في عام 2050 (218 في المائة). على نقيض ذلك، يُتوقع أن تكون الزيادة صغيرة نسبيًا في أستراليا ونيوزيلندا (84 في المائة) وفي أوروبا وأمريكا الشمالية (48 في المائة)، وهي المناطق التي يكون فيها السكان بالفعل أكبر سناً بكثير مما هو عليه في أجزاء أخرى من العالم.
من بين المجموعات الإنمائية، ستكون البلدان الأقل نمواً باستثناء أقل البلدان نمواً موطناً لأكثر من ثلثي سكان العالم المسنين (1.1 مليار) في عام 2050. ومع ذلك فمن المتوقع أن تحدث أسرع زيادة في أقل البلدان نمواً، حيث قد يرتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر من 37 مليونًا في عام 2019 إلى 120 مليونًا في عام 2050 .