تجدد الاعتداء على مبنى محطة "الجديد" التلفزيونية في وطى المصيطبة قرابة الثانية إلا ربعاً فجر أمس، للمرة الثالثة في غضون أربعة أيام. وسمع إطلاق نار كثيف في محيط المحطة، فيما أكدت القوى الأمنية التي تتولى حراسة المبنى منذ أيام، إصابته بعدد من الأعيرة النارية، بحيث أطلقت النار بشكل مباشر، واقتصرت الأضرار على الماديات
الحلبي
وندد مدير العلاقات العامة في "الجديد" إبرهيم الحلبي في حديث الى "النهار" بالاعتداء و"استمرار لغة العنف في التعامل مع "الجديد" ووسائل الإعلام"، لافتاً الى إلى "أن إطلاق النار الذي حصل صباح اليوم أصاب أيضاً "دار الفارابي" المجاورة للقناة، وهذا أمر لطالما نبّهنا إليه، وخصوصاً أننا موجودون في منطقة سكنية، وخطر وقوع ضحايا جراء الرصاص مرتفع".
وأوضح "أن خلفيّة الاجتماع مع وزير الإعلام زياد المكاري (أول من أمس) كانت التضامن مع "الجديد"، ولكننا كزملاء لا مشكلة بيننا، بل المشكلة في الخارج مع طرف آخر".
واستغرب "ردة الفعل العنيفة على مقطع الفيديو"، داعياً "من لديه اعتراض على موقف ما إلى التعبير عنه بوسائل سلميّة وبالكلمة، والمحطة على استعداد لإعطاء كل المساحة المطلوبة لهؤلاء للتعبير عن شجبهم ورفضهم لما حصل، لكن لا يمكن القبول بالعنف المتواصل، فالمسألة باتت مسألة حياة أو موت".
وأكد "أن التواصل مع الأجهزة مستمر منذ اللحظة الأولى، منذ جرى رمي المفرقعات وقنبلة المولوتوف أمام مبنى المحطة، وقد سلمت اليها تسجيلات الفيديو والمراقبة، إلا أنه حتى الساعة لا خيط في الحادثة، لذا نقول لوزير الداخلية والقوى الأمنية كافة أنه "صار بدا ولو خيط"، لأنّ عدم التوصل إلى تحديد الجهة المعتدية ومحاسبتها، سيجعل منسوب الخطر يزداد".
ونفى أن يكون تلقى أي رسائل مباشرة من الجهة المعتدية، "بل جلّ ما يصل هو رسائل بالرصاص"، معتبراً "أن فشة الخلق لها حدود، مهما كان الكلام جارحاً ومؤذياً".
واستغرب "إطلاق الرصاص فيما القوى الأمنية موجودة أمام المبنى وفي محيطه، وكأن هناك من لا يقيم اعتباراً للدولة وأجهزتها".
"إعلاميون للحرية"
ونددت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" بالاعتداء، ورأت في بيان انه "لم يعد مجرد ردة فعل عنفية، بل تحول ممارسة إرهابية ترهيبية، الهدف منها إبراز فائض القوة، لقمع الحريات بالسطوة الميليشيوية".
واعتبرت ان "هذه الاعتداءات المجهولة المعلومة المصدر، تحت أنظار أجهزة الدولة العاجزة، تشكل تأكيداً لسقوط آخر ما تبقى من هيبة الدولة، مما يدعونا إلى التحذير بصوت عال، من مخطط خطير لضرب الاعلام اللبناني والحريات الاعلامية والعامة".
وعبرت عن تضامنها مع المحطة والعاملين فيها، داعية الجسم الاعلامي، نقابات وهيئات، الى "التحرك دعماً لها"، محملة "قوى الأمر الواقع تبعة أي أذى يلحق بالقناة وبالزملاء الاعلامين".