يعود ملف السجناء إلى الواجهة مجدداً مع تزايد معاناتهم وتفاقم أوضاعهم يوماً بعد يوم، ابتداءً بالإهمال الطبّي، وغياب الأدوية المزمنة والمستعصية، إلى غياب العلاجات الضرورية، إذ تُضاف اليوم مأساةٌ جديدة إلى اللائحة، هي عدم وصول الأدوية اللازمة لمعالجة ذوي الاضطرابات النفسية.
في هذا الصدد، رفع المركز اللبناني لحقوق الإنسان الصوت، وأكّد في بيان أنّ "السجناء في مأزق جديد يتمثّل بحرمانهم من الحصول على الرعاية الصحية والأدوية، خاصةً ما يتعلق منها بالصحة النفسية. وكان الطاقم الطبي العامل في معظم السجون اللبنانية قد أعلن الإضراب المفتوح بعد أن لم تعد الأدوية الضرورية متوافرة، وحُرم ما يقارب الـ60 سجيناً، يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية، من تناول أدويةٍ هم بأمس الحاجة إليها".
في حديث لـ "النهار"، تشير مسؤولة التواصل والمناصرة في المركز اللبناني لحقوق الإنسان، ساره نصراللّه، إلى أنّ "الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين وحتى فريقنا القانوني، شهدوا على انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون، وقدموا المساعدة القانونية والدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء السجناء، لكننا تلقينا معلومات تفيد بأن عدداً من السجناء لا يحصلون على أدويتهم النفسية، ليس فقط في سجن رومية، بل في عدة سجون أخرى".
وتؤكد نصراللّه أنّه "في أغلب الأحيان، يتمّ التغاضي عن الصحة النفسيّة، لكنّها مهمّة للغاية؛ ففي حال لم يحصل السجناء على أدويتهم، قد يؤذون أنفسهم والآخرين، بل يعرّضون المساعدين أيضاً للخطر. ومع تقاعس الدولة عن واجباتها، علينا أن نتحرّك انطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية كمركز لبناني لحقوق الإنسان يحمل هذه الحقوق".
وتلفت نصراللّه إلى أنّه "لا يمكن غض النظر عن محنة السجناء المرضى، والحاجة إلى التحرك أصبحت ملحّة، خصوصاً أنّ الصحة النفسية لا تقلّ أهمية عن الصحة الجسدية؛ لذا يُطلق المركز اللبناني لحقوق الإنسان حملة تبرعات تهدف إلى تأمين الأدوية التي يحتاجها هؤلاء السجناء. هذه الحالة الإنسانية الطارئة تتطلّب الآن تأمين احتياجاتهم الطبيّة الشهريّة، أي ما يقارب الـ420 علبة دواء كلّ شهر".
يمكن التبرّع بالأدوية مباشرةً، وإليكم اللائحة:
Anafranil SR 75mg
Citoles 10 mg
Deanxit 0.5mg
Depakin Chrono 500mg
Fluoxetine 20mg
Haldol 5 mg
Remeron 30 mg
Risperidone 2mg
Seroxat 20mg
Tegretol CR 200mg
Tryptizol 25 mg
Venlax XR 75mg
Zyprexa 10 mg
Zyprexa 5mg
إشارة إلى أن مشكلة السجون ترافق العهود من دون أيّ معالجات جذريّة لها، بدءاً بما يعانيه السجناء على المستوى الطبيّ وعجز إدارة السجون عن تأمين هذه المستلزمات والتمويل المطلوب لها، إلى المشكلة الكبرى المتمثلة بالازدحام، إذ أظهر آخر تقرير لنقابة المحامين في بيروت في نهاية العام الماضي 2023 جدولاً يُحصي عدد السجناء في السجون اللبنانية والنظارات الإقليمية ونظارات قصور العدل. وبيّن هذا التقرير أن العدد الإجمالي للسجناء بلغ حتى أواخر كانون الأول الماضي 8180 سجيناً. يوجد منهم 3564 سجيناً في السجن المركزي في رومية، بزيادة ثلاثة أضعاف عن قدرته الاستيعابية التي تقدّر بـ1200 سجين.
يمكن الضغط على الرابط التالي للتبرع: