الهجرة عبر البحر.
أفادت سلطات الصحة في قبرص، اليوم، بوفاة طفلة عُثر عليها فاقدة للوعي على متن قارب ظلّ يُبحر لأيام في شرق البحر المتوسط.
وكانت الطفلة ضمن مجموعة من 60 سوريّاً عثر عليهم فريق بحث وإنقاذ قبرصي على قارب صيد مكتظّ على بعد 30 ميلاً بحريّاً قبالة قبرص صباح أمس الأربعاء. وكانت المجموعة في البحر منذ 18 كانون الثاني بعد انطلاقها من لبنان.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة الوطنية القبرصية لتلفزيون "ألفا قبرص": "للأسف توفيت طفلة من بين ثلاثة أطفال. لقد كانت وفاة مفاجئة بسبب سكتة قلبية".
وتمثّل وفاة الطفلة تذكيراً مؤسفاً بالمخاطر التي يتحمّلها المهاجرون الذين يعبرون المياه المفتوحة بين الشرق الأوسط وقبرص، وهي رحلة تستغرق من 18 إلى 20 ساعة في ظروف مثالية ولكنها معروفة بطقس لا يمكن التنبّؤ به.
وعلى الرغم من أن حالات عبور البحر إلى قبرص زادت لأكثر من أربعة أمثال في العام الماضي، فإنّ حدوث وفيات يُعد أمراً نادراً.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس: "هذه المأساة المروعة تؤكد أن قضية الهجرة مشكلة خطيرة تتطلّب نهجاً شاملاً من الاتحاد الأوروبي".
ولا يزال طفلان آخران عُثر عليهما غائبَين عن الوعي على متن القارب في وحدة العناية المركزة في العاصمة نيقوسيا.
وتستجوب الشرطة رجلاً يبلغ من العمر 47 عاماً كان أيضا على متن القارب الذي نفد منه الوقود ولم تكن به أجهزة ملاحة.
وشهدت قبرص طفرة في الهجرة غير الشرعية عبر البحر في العام الماضي، إذ وصل عدد الوافدين إلى 4259 في عام 2023 مقارنة مع 937 في عام 2022.
وتقع قبرص على بُعد حوالي 161 كيلومترا فقط من سواحل سوريا ولبنان، ويثير التوتر في منطقة الشرق الأوسط مخاوف من احتمال تزايد أعداد المهاجرين.
وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو إنّه سيطرح مسألة الحاجة لتعزيز دوريات المراقبة خلال اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي خلال قمة غير رسمية تعقد اليوم الخميس.
وترغب قبرص أيضاً في أن يفكر الاتحاد الأوروبي في إعلان بعض الأجزاء في سوريا مناطق آمنة، ممّا سيسمح للسلطات بإعادة المهاجرين غير الشرعيين ومنع وصول المهاجرين في المستقبل.